الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المساعدات الأميركية: هل تكبح عنف العراق؟

13 نوفمبر 2013 23:11
أمام احتمال أن يفقد سيطرته على مناطق محورية من البلاد طلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قبل أسبوعين، المزيد من المساعدات الأميركية، وذلك أثناء زيارته لواشنطن بعد عامين من رفض العراق استمرار التواجد العسكري الأميركي. فمدن مثل الفلوجة وتلعفر التي انتزعتها القوات الأميركية بصعوبة من «القاعدة» من قبل أصبحت الآن من معاقل الجماعات المنتسبة للتنظيم الإرهابي، وأصبح نفوذ الجيش العراقي مقتصراً إلى حد كبير على التواجد في الثكنات العسكرية. ويقول السكان المحليون إن الجماعات المتشددة تتمتع بحرية حركة أكثر من الشرطة. وقال المالكي في مقال رأي نشر في «نيويورك تايمز» خلال الآونة الأخيرة إنه اقترح في مقابلته لأوباما يوم الجمعة قبل الماضي «تعزيز علاقات التعاون الأمني بين الولايات المتحدة والعراق من أجل محاربة الإرهاب، والعمل على إشاعة أجواء الأمن والاستقرار في دول الجوار، ومعالجة الصراع في سوريا، والتصدي لخطر انتشار الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية في المنطقة». وقال مسؤول عراقي بارز عشية زيارة المالكي لواشنطن، إن حرمة طلب المساعدة من الولايات المتحدة أصبحت مباحة، وأضاف «ليس لدينا قبضة قوية على الأمن لذا دعنا نطلب من أصدقائنا الأميركيين المساعدة ليس بإرسال قوات أميركية لكن بإمدادنا بالعتاد والتكنولوجيا والمستشارين». وقال المسؤول العراقي الذي اشترط عدم نشر اسمه، إن طلب العراق سيتضمن طائرات بلا طيار لاستخدامها ضد المقاتلين في أماكن تتاخم سوريا. ويحاول العراق بالفعل أن يحصل بسرعة على طائرات إف-16 وأباتشي التي كان قد طلبها من الولايات المتحدة. وقبل عامين رفض العراق علناً احتمال الإبقاء على قوات أميركية على أرضه عندما انهار اتفاق بشأن تواجد أميركي محدود في غمرة معارضة شرسة من معظم الجماعات السياسية. والقضية حساسة لكلا البلدين. فقد جعلت المعارضة السياسية الإبقاء حتى على مجرد عدد محدود من القوات الأميركية في البلاد مستحيلاً. وفي الولايات المتحدة أيضاً يخشى بعض المشرعين مشاركة حكومة يعتبرونها مقربة من إيران في التكنولوجيا المتقدمة والمعلومات الاستخباراتية. لكن الصراع في سوريا المجاورة الذي عبر الحدود إلى العراق عدة مرات، جعل جهود مكافحة الإرهاب أكثر إلحاحاً. وأغلق العراق حدوده مع سوريا بعد زيادة كبيرة في التفجيرات التي تزعم بغداد أنها تحصل على دعم من الخارج وتلقى تسهيلات من مقاتلين ومفجرين انتحاريين يتسربون عبر الحدود. وقالت مجموعة من الحزبين «الجمهوري» و«الديمقراطي» لأوباما إن المالكي الذي يعمل تحت تأثير إيراني يذكي العنف بإساءة معاملة العراقيين السُنة وقالوا إنهم يخشون أن ينزلق العراق مرة أخرى في حرب أهلية. وأحرز المالكي بعض النجاح في مسعى وضع سياسة خارجية وداخلية مستقلة عن إيران، لكن علاقات حكومته بالعراقيين السُنة أذكت استياء السُنة، وخلقت مجتمعاً متعاطفاً مع «القاعدة». وتعتقل قوات الأمن العراقية أعداداً كبيرة من الشباب السُنة لتكرر نموذجاً ساعد على إذكاء روح التمرد عندما اعتقلت القوات الأميركية جماعات كبيرة من السنة من قبل. وفي مدينة «تلعفر» تعرض «الشبك الأكراد» لعدة هجمات. وكانت المدينة من المعاقل السابقة لمقاتلي «القاعدة» قبل أن تطرد القوات الأميركية مقاتلي التنظيم عام 2005 وفقدت قوات الأمن المحلية مرة أخرى السيطرة على المدينة. وفي مدينة الموصل والحويجة في شمال العراق حيث فتحت القوات الحكومية النار على محتجين مناهضين للحكومة في وقت مبكر من هذا العام هناك عمليات انشقاق كبيرة للسُنة من الشرطة والجيش. وبينما يركز المالكي على الأسلحة في مكافحة العنف المتنامي في بلاده فمن المرجح أن تضغط الولايات المتحدة عليه كي يتواصل مع السُنة وخصومه السياسيين لتهدئة الأجواء. وبعد ثلاثة أعوام من تشكيل المالكي ائتلاف حكومي هش، ليس للبلاد وزير داخلية أو وزير دفاع لأن الزعماء السياسيين لا يستطيعون الاتفاق على مرشحين. وليس للبلاد رئيس، فالرئيس جلال الطالباني الذي لعب عادة دور حمامة السلام، خضع لعلاج في ألمانيا العام الماضي، ويعتقد أنه غير قادر على القيام بمهام عمله رغم عدم الاعتراف بهذا. وإذا تأكد أن الطالباني لن يعود لممارسة مهام منصبه فقد يؤدي هذا لمزيد من عدم الاستقرار السياسي. ويتوقع أن المالكي يسعى إلى فترة ولاية ثالثة في المنصب في انتخابات مقررة في أبريل ورغم أن برلمان العراق المنقسم أرجأ مرة أخرى التصويت على التشريع، الذي يتيح مثل هذا الانتخاب. وقالت الجهات المسؤولة عن الانتخابات إنها بحاجة لستة أشهر على الأقل للاستعداد للتصويت. وقال مسؤول عراقي بارز إنه رغم اعتقاد العراق بأن الولايات المتحدة حريصة على عدم التورط في البلاد بعد مغادرة القوات الأميركية فإن المالكي سيؤكد على معركة البلدين المشتركة ضد «القاعدة»، والحاجة إلى استعدادات أمنية أفضل لإجراء الانتخابات. ويخشى كثير من العراقيين والمحللين أن تتواتر الهجمات في الفترة السابقة على الانتخابات كما حدث في الانتخابات الإقليمية هذا العام. وقال مسؤول الإغاثة الدولي إنه يشك في قدرة الانتخابات على حل أي مشكلة. وأضاف «في الفترة السابقة على الانتخابات ستشن كل الأحزاب حملاتها الانتخابية على أساس طائفي وهذا لا يصلح شيئاً». جين عراف بغداد ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©