تستعد شركات الطيران الأوروبية لاستقبال خسائر تتجاوز ما توقعته هذا العام عند 1,2 مليار دولار، حيث تعزو ذلك نسبياً لتراجع أعداد المسافرين على الدرجتين الأولى ورجال الأعمال.
وفي غضون ذلك، زادت الوكالة الدولية للطيران الجوي “إياتا”، من توقعاتها للقطاع في 2012، حيث ذكرت أنه يترتب على شركات الطيران في مختلف أرجاء العالم تحقيق صافي أرباح يصل إلى 4,1 مليار دولار، مقارنة بالتوقعات السابقة عند 3 مليارات دولار، وذلك نظراً لزيادة الأسعار التي قامت بها بعض هذه الشركات.
لكن “إياتا” حذرت من أن شركات الطيران الأوروبية لازالت تعاني من أثار أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو، التي أسهمت في زيادة خسائرها المتوقعة في 2012 من 1,1 إلى 1,2 مليار دولار.
ويقول توني تيلر، المدير العام للوكالة “لا تزال أزمة منطقة اليورو مستمرة على الرغم من الجهود التي يبذلها المسؤولون، ولا تقتصر الأسباب التي تعرقل نشاط الطيران في المنطقة على ضعف الاقتصاد، بل هناك عوامل أخرى مثل ارتفاع الضرائب والأنظمة العقيمة ونظم إدارة الحركة الجوية التي هي في أشد الحاجة للتحديث”.
ومن الواضح أن شركات الطيران الأوروبية الكبيرة مثل “إنترناشونال أيرلاينز جروب” و “لوفتهانزا”، تعتمد بشدة على الرحلات الطويلة خاصة تلك المتجهة إلى دول شمال الأطلسي في جني معظم عائداتها. لكن “إياتا” أشارت إلى تراجع عدد المسافرين على الدرجتين الأولى ورجال الأعمال على الرحلات المتجهة إلى دول شمال الأطلسي بنسبة قدرها 2,4%، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وتبعث مراقبة “إياتا” اللصيقة لتوقعات أرباح القطاع، على شيء من الراحة لبعض شركات الطيران العاملة في مناطق أخرى من العالم.
وزادت الوكالة من توقعات أرباحها للشركات الأميركية في 2012 من 1,4 إلى 1,9 مليار دولار، وذلك نتيجة لعمليات الاندماج بين عدد من شركات الطيران مثل “يونيتد” و”كونتننتال”، ورفع البعض الآخر للأسعار بدلاً من زيادة سعاتها الاستيعابية.
كما زادت من توقعاتها لأرباح شركات الطيران الآسيوية في 2012 من 2 مليار دولار إلى 2,3 مليار دولار، مع التأكيد على أن ضعف عمليات الشحن من الممكن تعويضها من خلال زيادة الطلب خاصة في الصين.
كما تعمل شركات طيران تتميز بنمو قوي من منطقة الشرق الأوسط على رأسها “طيران الإمارات”، على زيادة حصصها في سوق الطيران العالمية، مما حدا بالوكالة الدولية للطيران الجوي، رفع توقعاتها لأرباح تلك الشركات من 400 مليون دولار إلى 700 مليون دولار.
ومع ذلك، أكد توني تيلر، على أنه حتى في حالة نجاح شركات الطيران في تحقيق أرباح تصل إلى 4,1 مليار دولار في 2012، إلا أن ذلك لا يزال دون نصف ما تم في العام الماضي عند 8,4 مليار دولار، وذلك لأسباب من أهمها الضعف الاقتصادي وارتفاع أسعار الوقود.
وفي أول تقديراتها الخاصة بالعام المقبل، تتوقع “إياتا” أن يطرأ المزيد من التحسن على عائدات خطوط الطيران لتحقق على إثرها أرباحا قدرها 7,5 مليار دولار.
وفي غضون ذلك، يحث مدير الوكالة، الاتحاد الأوروبي على تعليق برنامجه المثير للجدل الذي يلزم شركات الطيران الأوروبية وغير الأوروبية بدفع رسوم مقابل التلوث الكربوني.
كما يرى ضرورة إيقاف هذا البرنامج في الوقت الذي تسعى فيه “المنظمة الدولية للطيران المدني” التابعة للأمم المتحدة، إلى إيجاد برنامج عالمي يتصدى للانبعاثات الكربونية التي يخلفها قطاع الطيران.
نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
ترجمة: حسونة الطيب
عدد اليوم
