الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الشاعر اللبناني شوقي بزيع يؤلف غيماً داكناً للقصائد

الشاعر اللبناني شوقي بزيع يؤلف غيماً داكناً للقصائد
13 نوفمبر 2013 23:15
الشارقة (الاتحاد) - «هو شاعر كبير ترك بصماته على الشكل والمضمون، وأربأ بنفسي أن أعرفكم به، لأنه استطاع في فترة زمنية قياسية أن يحقق الحضور والمكانة الراقية، وأن ينتزع الإعجاب، بسبب ما اختطه من أسلوب، وما قدمه من مدرسة شعرية». بهذه الكلمات قدم مدير وزارة الثقافة اللبنانية فيصل طالب مواطنه الشاعر شوقي بزيع في أمسيته الشعرية التي أقيمت في ملتقى الإبداع في معرض الشارقة الدولي للكتاب ضمن فعالية “لبنان – ضيف شرف” في أرض المعارض – إكسبو الشارقة، وذلك بوصف الشاعر أحد أبرز الوجوه الشعرية اللبنانية في الفترة الراهنة، بحسب ما شعر به المرء من طبيعة التقديم. ومن جهته بدأ الشاعر بزيع بالقول: “لن يكون الشعر إلا نخبوياً، لأنه فن المكابدة وفن الإصغاء إلى الأعماق، وذلك عندما نتحدث عن فن الشعر بوصفه الجوهر الأعمق للجمال الإنساني”، وأضاف: “عندما تكون الجلسة في هذا الإطار فإنها حميمة بالتأكيد، ذلك لأن الهمس يتطلب الإصغاء”. وقال في الشارقة، في معرض رفعه الشكر للمدينة وللمعرض ووزارة الثقافة اللبنانية: “الشارقة تؤكد معنى اسمها وتتماهى مع مكانها فهي لا تغرب أبدا”. ثم بدأ الشاعر بزيع القراءة بقصيدة مطلعها: “سميت البراعم إخوتي/ ألفت غيما للقصائد داكنا/ وكمنت للقمر المطل على المعاني/ من علوٍّ شاهق” في هذه القصيدة جعل شوقي بزيع من التجريد من الممكن تخيله، حيث الصورة الشعرية في بنيتها الإيقاعية والتخييلية تتبلور حول حكاية ما أو سرد ما يضفي على القصيدة خصوصيتها، الأمر الذي تأكد تاليا مع قصيدته “تأليف”: “تحت الحياة تماما/ ثَمَّ أودية مجهولة/ وجهات لست أعرفها/ كم زيّنت لي سماواتي رؤى/ ما زلت أودعها شعري وأنزفها”. وهنا يؤكد بزيع أن القصيدة ليست تأليفا موسيقيا فحسب بل هي أيضا مزيج التأمل والتجربة الإنسانية للفرد بشقيها المخيض العادي والطبيعي وأيضاً المثقف والعميق إذا جاز التوصيف. ولأن الشاعر ربما لا يريد لقصيدته أن تكون واحدة فهو ينوع في المتخيل السردي للحكاية في القصيدة، ففي “نظرات يائسة” قرأ عن تلك اللحظات التي يلقي المرء فيها نظرات على الأشياء التي أضاعها كي يستردها، بحسب ما قال الشاعر، ليقرأ بعد ذلك من قصيدة “الحرف المعتل” عن حرف الواو، احتفاء باللغة العربية وببنيتها الشعرية: “كأنْ هو مخلب السراب/ في ذهبوا وما عادوا عجوز الأبجدية/ والتماع خواتم الهجران/ حول أصابع العشاق”. ولعل قصيدة “الزهايمر” واحدة من أجمل ما قرأ بزيع في أمسيته هذه، تتناول القصيدة حكاية شخصية عن صديق طفولة أصيب بمرض الزهايمر الذي قال عنه: “يا له من مرض جميل يجعلك تتعرف إلى الناس كل يوم”، وذلك نقلاً عن ما قاله ذات يوم الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان. تنطوي القصيدة على حوارية شعرية بين الشاعر وصاحبه، يتم من خلالها الناظر إلى شوقي بزيع إلى شعرية هذا المرض التي تجعل صاحبه “يصفح الطرقات كل يوم”. أيضا قرأ الشاعر شوقي بزيع للحب أيضاً، قصيدة “طوق الحمامة”، هكذا كأن الحكايات في شعر شوقي بزيع هي ذرائع شعرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©