أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، أن الموقف الخليجي تجاه مصر أصبح أكثر توحداً مما كان عليه في السابق، وأن الاختلاف السياسي في مصر لا يبرر العمليات الإرهابية ضد الجيش والشعب المصري.
وقال سموه خلال مؤتمر صحفي عقده أمس بمقر الوزارة في أبوظبي مع نظيره الألماني غيدو فيسترفيله، إن مصر بحاجة إلى وقوف شعبها كله مع العملية السياسية، وأن يكون لأصدقائها في العالم دور في تسريع هذه العملية، مشيراً إلى أن مصر تمر اليوم بوضع اقتصادي وسياسي صعب، الأمر الذي يتطلب تسريع الحوار والمباحثات بينها وبين صندوق النقد الدولي، والاتحاد الأوروبي، مع وجود دور مكمل من قبل مجلس التعاون الخليجي لدفع عجلة التنمية، والتي بدورها ستنعكس على المنطقة، وعلى الوضع الأمني في مصر.
وأضاف سموه: “مصر مهمة للمنطقة، ليس فقط بالحجم أو التاريخ، وإنما بالثقل السياسي والديني الذي تمثله، والتسامح والانفتاح الذي تميزت به عبر التاريخ، ومن الواجب علينا جميعاً أن نكون ناصحين ليس فقط للحكومة المصرية، وإنما للشعب المصري أيضاً”.
وعلى الصعيد الإقليمي، أكد وزير خارجية الإمارات، أن هناك بعض السلوكيات الإيرانية غير المقبولة مع بعض دول المنطقة، وقال “نتمنى أن تكون إيران جادة في طمأنة محيطها بقدر جديتها في إنهاء الملف النووي، ونحن لدينا قضية عالقة مع إيران تتمثل في احتلالها الجزر الإماراتية الثلاث منذ ما يقرب 42 عاماً، معرباً عن أمله في أن يكون للحكومة الإيرانية الجديدة عمل دؤوب ونهج صادق مع الإمارات.
وحول العلاقات الإماراتية - الألمانية، قال سمو وزير الخارجية، إن الإمارات تربطها علاقة وطيدة مع ألمانيا تتسم بالتنوع الاقتصادي والثقافي والسياسي، لافتاً إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 8 مليارات دولار، وأن الإمارات تعتبر ثاني أكبر شريك تجاري في المنطقة.
من جانبه، شدد وزير الخارجية الألماني على عمق ومتانة العلاقة بين البلدين، مشيراً إلى أن هناك نحو900 شركة ألمانية، و12 ألف مقيم ألماني في الإمارات، وانه بكثرة تبادل الزوار تزداد العلاقات التجارية والعلمية والاستثمارية بين الشعبين عمقاً.
وأوضح وزير خارجية ألمانيا أن حكومة بلاده تسعى جاهدة من اجل إعفاء الإماراتيين من الحصول على تأشيرة شنجن مع الاتحاد الأوروبي، مؤكداً ثقته التامة في إنجاح هذه المسألة المهمة، والتي تعد جزءاً من المصلحة المشتركة بين البلدين.
وقال “نحن لسنا فقط دول تمارس التجارة والاقتصاد بنجاح، وإنما لدينا تبادل مكثف بين الشباب فيما يتعلق بالتعليم، ونسعى للتوسع في المجال الاقتصادي والتشاور حول مشاريع البنى التحتية، بالإضافة إلى الطاقة المتجددة.
وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني لفت غيدو فيسترفيله إلى المباحثات التي تمت بين مجموعة (5+1) وإيران في جنيف حول كيفية التوصل إلى تسوية دبلوماسية وسياسة لهذا الملف، مشيراً إلى أن تسلح إيران النووي لا يمكن قبوله بالنسبة لبلاده، وانه من المهم معرفة رؤية المنطقة لمثل للمباحثات الجارية في هذا الشأن.
وفي الشأن السوري، أعرب وزير الخارجية الألماني عن أمله في أن يتم تسريع القرارات الأخيرة الصادرة عن الائتلاف الوطني حتى يمكن عقد مؤتمر جينيف 2 مشيراً إلى أن الإمارات وألمانيا تربطهما شراكة بشأن إعادة إعمار سوريا، وهناك صندوق ائتمان مشترك ورئاسة مشتركة بين البلدين، ما يعد دليلاً على أن هناك مصالح مشتركة بين البلدين ليس فقط في المجال التجاري، وإنما في السياسي كذلك.
وحول الأوضاع في مصر، قال وزير خارجية ألمانيا:”نعتقد أن خريطة الطريق ستؤدي بمصر إلى العودة لنظام دستوري ديمقراطي سليم، وانه لابد من اتخاذ توجه شامل يضم جميع القوى السياسية في مصر من اجل مستقبل مشرق لها”.
وأضاف: “نحن لا ننحاز إلى أي طرف في الحوار السياسي الداخلي، وإنما نقف بجانب محبي السلام والتصالح، لذلك نؤيد الحوار والمفاوضة، وتنفيذ عملية شاملة من أجل عودة التطورات المصرية إلى الطريق الصحيح. ورداً على سؤال حول قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن وقف الاستيطان، وعملية السلام رحب وزير الخارجية الألماني بقرار نتنياهو، مؤكداً ضرورة وقف كل ما من شأنه عرقلة المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ودعم جهود وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية جون كيري من أجل حل الدولتين.
عدد اليوم
