الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«صحة أبوظبي» تدخل مواجهة جديدة مع «سرطان الرئة»

«صحة أبوظبي» تدخل مواجهة جديدة مع «سرطان الرئة»
14 نوفمبر 2013 00:01
إبراهيم سليم (أبوظبي) - أطلقت هيئة الصحة في إمارة أبوظبي حملة توعوية، تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام. الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة. وتعتبر الحملة التي تستهدف خفض معدلات الوفيات بمرض سرطان الرئة وتقام تحت عنوان “تنفس الحياة”، الموجة الثانية من حملة التوعية بمرض السرطان تحت شعار “الصحة أمان والفحص اطمئنان”، والتي تنظمها الهيئة على مدى 6 أشهر، وتهدف إلى تعزيز الوعي وتشجيع السلوكيات التي تحد من مخاطر تطور مرض السرطان، إضافة إلى أهمية الفحص المنتظم للتقليل من مخاطر الوفيات المرتبطة به. وأوضحت الدكتورة جلاء أسعد طاهر، مدير إدارة الأمراض غير السارية في الهيئة أن أفضل طريقة للوقاية من سرطان الرئة هي عدم التدخين، منوهة إلى أنه يمكن للمدخنين خفض نسبة الإصابة بالمرض بنسبة تتراوح من 30 إلى 50 في المائة بعد 10 سنوات من إقلاعهم عن هذه العادة. ولفتت طاهر إلى ضرورة الحرص على البقاء بعيداً عن الأشخاص المدخنين، مشيرة إلى أن التدخين السلبي يسبب سرطان الرئة أيضاً. وذكرت أن تطور أعراض مرض سرطان الرئة يستغرق سنوات طويلة ولذلك من المهم جداً استشارة الطبيب على الفور في حال وجود سعال يصاحبه دم أو سعال مستمر أو شديد أو ألم في الصدر أو ضيق في التنفس أو تغير في الصوت بحيث يصبح أجش، أو ظهور صوت قاس كالصرير مع كل نفس، أو ظهور مشاكل متكررة في الرئة: مثل التهاب القصبات الهوائية أو التهاب الرئة. من جانبها، أعربت الدكتورة أمنيات محمد الهاجري، مدير دائرة الصحة العامة والأبحاث في الهيئة عن أسفها من استمرار الوفيات الناجمة عن الإصابة بمرض سرطان الرئة سنوياً، رغم معرفة السبب الرئيسي، منوهة إلى أن الحملة المتواصلة للتوعية بمرض السرطان منصة فعالة لإطلاع العامة على مخاطر التدخين. وأضافت: يقترن ذلك مع الجهود والقوانين الوطنية الرامية إلى مكافحة التدخين في دولة الإمارات، وبما أن تطور أعراض مرض سرطان الرئة يستغرق سنوات طويلة، واكتشافه في مراحله المتأخرة يجعل امكانية الشفاء منه ضئيلة، فإنه من المهم اتخاذ التدابير والاحتياطات الضرورية لمنع الإصابة به، وتعجيل اكتشافه في المراحل الأولى في حال الإصابة. وقالت: إن برنامج سرطان الرئة يدخل برامج التثقيف لأول مرة بالهيئة، لأهميته الشديدة، ورغم وجود توعية مسبقة به، إلا أنها دون المستوى المطلوب، منوهة إلى زيادة عدد الإصابات التي يرتبط معظمها بالتدخين، والذي يزداد بين الشرائح العمرية الأقل سناً، لذلك ارتأت الهيئة إعادة إحياء الرسائل التوعوية. وشددت على السعي لاستمرار هذه الرسائل للحفاظ على الأجيال المستقبلية ضمن خطة مبدئية حتى العام 2016، مع إيصال تلك الرسائل إلى المراحل العمرية الصغيرة، في الوقت المناسب، ومنعهم من التدخين بإرادتهم، وحماية المدخنين بالتوقف الفوري عنه. وقالت إن هناك خطة لجعل الفحص والإقلاع عن التدخين ضمن بطاقات التأمين، وهي متوفرة حالياً بالنسبة لحاملي بطاقة “ثقة”. ولفتت إلى تنفيذ تجربة في 9 مؤسسات وجهات حكومية للتوعية بسرطان الرئة، رمت لخلق مثقفين للآخرين، داخل هذه المؤسسات، فيما سيتم تعميم التجربة. ووفقاً لتأكيدات الهيئة، يمكن للمدخنين الحد من الإصابة بمرض سرطان الرئة بنسبة تتراوح من 30 إلى 50 في المائة بعد 10 سنوات من إقلاعهم عن هذه العادة. كشفت الهيئة خلال مؤتمر صحفي نظمته بمقرها في العاصمة، أمس، عن أن سرطان الرئة تسبب في وفاة 48 شخصاً العام الماضي، فيما سجلت 53 إصابة جديدة، في الوقت الذي يعاني فيه نحو 1729 آخرون بالمرض ذاته في الإمارة، 81 في المائة منهم من الذكور و74 في المائة من المقيمين. وأشارت الهيئة إلى أن مرض سرطان الرئة برز بوصفه الشكل الأكثر فتكاً بين أمراض السرطان بالنسبة للذكور في أبوظبي والثاني لكلا الجنسين، ويتم تشخيص معظم حالات الإصابة به في وقت متأخر جداً “المرحلة الرابعة”، فيما يكون قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. إحصاءات يعد سرطان الرئة السبب الرئيسي للوفاة في الدولة بسبب السرطان بين المواطنين (14 في المائة من جميع الوفيات) والثاني في إجمالي الوفيات (11.8 في المائة). وبحسب الجنس، يعتبر السبب الرئيسي للوفاة بسبب السرطان لدى الرجال (17.7 في المائة من مجموع الوفيات مواطنين ووافدين)، وفي النساء يعد السبب السادس (5.2 في المائة)، فيما تعتبر نسبة الوفيات إلى الإصابة 90 في المائة. وفي أبوظبي، يشكل الرجال 81 في المائة من المصابين، بينما يشكل النساء 19 في المائة، 84 في المائة منهم في الفئة العمرية فوق 50 عاماً، و26 في المائة مواطنون، و74 في المائة غير مواطنين. ويعد التدخين السبب الرئيسي لسرطان الرئة، إذ يتسبب بنحو 9 من أصل 10 حالات إصابة، فيما يزيد التدخين السلبي مخاطر الإصابة بمرض السرطان بنسبة تتراوح من 20 إلى 30 في المائة بسبب المحتوى المسرطن لأكثر من 4 آلاف مركب كيميائي لدخان التبغ. كما يسبب التدخين 71 في المائة من حالات الوفاة بسرطان الرئة، و22 في المائة من وفيات السرطان حول العالم. وخلال المؤتمر الصحفي والندوة التي رافقته، ناقشت هيئة الصحة-أبوظبي، الجهة التنظيمية لقطاع الرعاية الصحية في إمارة أبوظبي، عوامل الخطر والتدابير الوقائية والمعلومات ذات الصلة بالمرض. كما ناقشت الهيئة العوامل المساهمة الأخرى مثل تعرض أماكن العمل للمواد المسببة للسرطان، بما في ذلك الأسبستوس والسيليكا  وأبخرة الديزل وتلوث الهواء، إضافة إلى التاريخ الطبي والأسري وضعف المناعة وغيرها من المواضيع، وبالنسبة للفحص المبكر لسرطان الرئة، ينصح الفحص المبكر لسرطان الرئة سنوياً باستخدام جرعة منخفضة من التصوير بالأشعة المقطعية، وكذلك الأمر للأشخاص الذين هم بعمر 55 عاماً فأكثر والذين هم من المدخنين أو كانوا مدخنين سابقين. وسرطان الرئة هو عبارة تشكل خلايا سرطانية في أنسجة الرئة، وعادة ما تكون هذه الخلايا مبطنة للممرات الهوائية، بحيث تصبح لا تؤدي وظائف الرئة العادية ولا تتطور إلى أنسجة رئة سليمة مع استمرار نمو الخلايا بصورة غير طبيعية، الأمر الذي يتسبب في تشكل أورام تتداخل مع أداء وظائف الرئة الطبيعية، وقد تنتشر الخلايا السرطانية إلى الأجهزة الأخرى في الجسم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©