كابول (وكالات) - قتل 37 متشدداً من حركة “طالبان” وأصيب 17 آخرون بجروح، في عمليات مشتركة نفذتها القوات الأمنية الأفغانية، وقوات المساعدة الدولية في أفغانستان «إيساف» في مناطق مختلفة من ولايات كونار، ونورستان، وميدان وارداك، ولاغمان، وقندهار، وننجارهار، وغزني، وهيرات، ونمروز، وزابل، وهلمند.
وقالت وزارة الداخلية الأفغانية في بيان “إن العمليات أسفرت أيضاً عن اعتقال 13 متشدداً، إضافة إلى ضبط كمية من الأسلحة الثقيلة والخفيفة”. ولم يتحدث البيان عن خسائر في صفوف القوى الأمنية. في وقت قتل طالبان وأصيب ثلاثة آخرون إثر انفجار قنبلة بالقرب من مدرستهما في منطقة بوشت كوة غرب أفغانستان.
جاء ذلك، في وقت قال مسؤولون “إن اجتماع المجلس الأعلى للقبائل في أفغانستان (لويا جيركا) والمقرر أن يركز على مشروع اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة لما بعد عام 2014، سيعقد في موعده رغم تهديدات طالبان”. ومن المتوقع أن يشارك نحو 250 من شيوخ القبائل في الاجتماع المقرر أن يبدأ في 21 نوفمبر، حيث سيبحث على مدار أربعة أيام ما إذا كان سيتم الموافقة على مشروع وثيقة “الاتفاقية الأمنية المشتركة” بين أفغانستان والولايات المتحدة التي ينتظر أن تحدد حجم التواجد العسكري للقوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي «الناتو» في أفغانستان عقب الانسحاب المقرر عام 2014 بما في ذلك عدد القوات والقواعد.
وقال عبدالخالق حسيني بشائي المتحدث باسم اللجنة المنظمة “لقد أنهينا جميع الاستعدادات تقريباً، ودعونا 2500 مشارك من شيوخ القبائل والعلماء والملالي والشخصيات البارزة”. وأوضح أن اللجنة دعت حركة طالبان وحزب قلب الدين الإسلامي. وكان متحدث باسم طالبان حذر من المضي في عقد الاجتماع، وهدد باستهداف المشاركين ومعاقبتهم بتهمة الخيانة.
من جهة أخرى، أكدت الأمم المتحدة في تقرير أمس أن المساحات المزروعة بالأفيون في أفغانستان بلغت مستوى قياسياً في 2013 يمكن أن تبرره رغبة المنتجين في محاولة تجنب آثار تقويض الاستقرار المحتملة لدى انسحاب جنود حلف شمال الأطلسي أواخر 2014. فقد ارتفع حجم المساحات المزروعة بالأفيون من 154 ألف هكتار في 2012 إلى 209 آلاف هكتار في 2013 (+36%)، فتخطى بذلك الرقم القياسي السابق في 2007 (193 الف هكتار). وذكر مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في تقريره السنوي حول هذا الموضوع “انه نتيجة لذلك بلغ انتاج الافيون الذي يستخرج منه الهيرويين على الأخص 5500 طن في 2013 (+49% بالمقارنة مع 2012).
وأشار التقرير من جهة أخرى إلى أن إنتاج الأفيون كان يمكن أن يكون أكبر لولا الظروف المناخية غير المؤاتية في المناطق الجنوبية والغربية التي تعتبر مركز الإنتاج الفعلي للأفيون في أفغانستان. وأفاد وزير مكافحة تجارة المخدرات محمد مبارز رشيدي في مؤتمر صحافي في كابول “أن هذه الأرقام أخبار سيئة”، وأضاف “لكن سنواصل المعركة وستسمح برامج المكافحة التي أطلقناها بتقليص المساحات المزروعة إلى حد كبير، إن لم تقض عليها بالكامل”.
وقال مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة إنه من الممكن أن يكون المزارعون زادوا إنتاج الأفيون للحفاظ على أرصدتهم لمواجهة مستقبل متعثر يمكن أن ينجم عن انسحاب القوات الدولية العام المقبل. وقال مدير وكالة الأمم المتحدة يوري فيدوتوف في بيان “إن زيادة المساحات المزروعة والإنتاج يشكل تهديدا للصحة العامة والاستقرار والتطور في أفغانستان”.
ويستفيد متمردو طالبان مباشرة من تجارة المخدرات الدولية انطلاقاً من أفغانستان، حيث تعود عليهم بما بين 100 و400 مليون دولار سنوياً بحسب أرقام الأمم المتحدة والإدارة الأفغانية. ويبقى الرابط بين انعدام الأمن وزراعة الأفيون قائماً في 2013، حيث يقع حوالى 90% من حقول الأفيون في تسعة ولايات تعتبر من معاقل طالبان. وأشار رشيدي إلى أن “طالبان والقاعدة تحثان القرويين على تنمية مزروعاتهم وحمايتها”، لافتاً إلى أن ولاية هلمند «جنوب» التي تعتبر إحدى أخطر مناطق أفغانستان تشمل وحدها 48% من المساحات المزروعة. وأشار مسؤول مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في أفغانستان جان - لوك لومايو إلى أن مشكلة المخدرات تؤثر على الدولة الأفغانية كالفيروس،فهي تصيب أنظمة مناعة المؤسسات وتسقطها”.
عدد اليوم
