الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات تعهدت بإنشاء محطة طاقة وتأهيل خط كهرباء عدن – أبين

الإمارات تعهدت بإنشاء محطة طاقة وتأهيل خط كهرباء عدن – أبين
15 نوفمبر 2015 07:05
عبدالله البحري (أبين) تعتبر محافظة أبين، جنوب اليمن، إحدى ضحايا الانقلاب الحوثي بعد اجتياح مليشيات المتمردين وقوات المخلوع علي صالح للمحافظة أواخر مارس الماضي، فالمحافظة التي كانت تعد سلة الغذاء لليمن وقعت في دوامة الفراغ الأمني وانعدام الخدمات الأساسية، ليتطلع أبناء المحافظة إلى استقرار الأوضاع في مدنهم التي شهدت اشتباكات عنيفة، تركت وراءها بنية أساسية مدمرة ومنازل مهدمة ومدارس ومستشفيات لم تسلم من عدوان الحوثيين، لتتطلع المحافظة إلى المستقبل بعد حربين عانت خلالهما الكثير، في أن تعود لمكانتها القديمة في اليمن السعيد. الأوضاع الأمنية شهدت المحافظة خلال الأعوام الخمسة الماضية العديد من التطورات والتحولات الأمنية تمثلت في سيطرة القاعدة في منتصف 2011 ثم الحرب على التنظيم المتطرف، وظهرت اللجان والمقاومة الشعبية تلاها انتشار ظاهرة حمل السلاح، لتجتاح مليشيات الحوثي المتمردة وقوات صالح المحافظة وسط أعمال قطع طريق وخطف لتقع المدينة في دوامة الفراغ الأمني. وفي هذا الصدد شدد المدير العام للشرطة في أبين العميد الركن محمد دنبع صالح على أهمية دمج المقاومة الشعبية وضمهم لقوائم منتسبي المؤسسة الأمنية والعسكرية.. منوها بدور المقاومة الشعبية في تحرير ودحر العناصر الانقلابية من الحوثيين وقوات المخلوع من محافظة أبين حيث قاموا بحماية هذه المحافظة. وقال « مازلنا ندرب المقاومة تمهيداً لدمجهم في المؤسسة الأمنية، ولدينا 500 فرد من المقاومة بحاجة إلى الإمكانات الضرورية للقيام بواجبهم».. مؤكدا أن المحافظة تشهد استقراراً بفضل تكاثف جهود أبنائها والجهاز الأمني بالمحافظة رغم الإمكانات المحدودة. الكهرباء والمياه تعد مشكلة الكهرباء من أبرز المشاكل التي تعاني منها المحافظة منذ سنوات، ويؤكد مسؤولو القطاع أن المؤسسة تعاني عجزاً مالياً قد يتسبب في توقف نشاطها، وأشاد مدير كهرباء أبين المهندس احمد علي دحه بوعد الإمارات بإنشاء محطة توليدية لمحافظة أبين بقدرة 60 ميجا إضافة إلى تأهيل الخط الرابط ما بين عدن وأبين الذي أصبح متهالكاً، مشيراً إلى أن المحافظة عانت من انقطاع للتيار الكهربائي استمر ستة أشهر. وألقت مشكلة الكهرباء بظلالها على قطاع المياه التي ما زالت منقطعة عن المواطنين لعدم توفر الطاقة لتشغيل حقول الآبار لمدة كافية لإيصال خدمات المياه للمنازل والأحياء السكنية، بحسب تصريحات المدير العام للمياه بأبين المهندس صالح محمد بلعيدي لـ«الاتحاد»، وأوضح أنه تم رفع مشروع جاهز بكافة رسوماته وتفاصيله للأشقاء الإماراتيين والصندوق الاجتماعي للتنمية وننتظر منهم الرد. الأوضاع الصحية وعلى الجانب الصحي قال المدير العام لمكتب الصحة العامة والسكان بمدينة أبين الدكتور علي منصور سالم إن المحافظة تعرضت خلال السنوات الخمس الماضية لحربين أدتا إلى نزوح الآلاف من السكان، وتسببت الحرب الأخيرة والاجتياح الحوثي لأبين في تدمير البنية التحتية للقطاع الصحي ونهب وسلب جميع المرافق الصحية. وأضاف أن القطاع الصحي يعاني نقصاً في المعدات والأدوية والمستلزمات، كما نزح عدد كبير من الكوادر الطبية المحلية والبعثات الصحية الأجنبية العاملة في المحافظة، مما أدى إلى تفاقم الوضع البيئي وظهور الكثير من الأوبئة. وأوضح أن الكادر الطبي المتوفر حاليا يقوم بجهود جبارة لمجابهة التحديات في مديريتي خنفر وزنجبار، حيث توجد في محافظة أبين 10 مستشفيات و16 مركزاً صحياً و124 وحدة صحية ويجري حالياً عمل الكثير من الخطط الهادفة إلى تطويرها. فيما أشار رئيس هيئة مستشفى الرازي العام الدكتور أكرم عبدالله سعد أن المستشفى يعيش وضعاً متردياً بسبب تعرض أجزائه للتدمير منذ 4 سنوات، وأثناء الحرب الأخيرة كان المستشفى يستقبل الجرحى ويؤدي الخدمات الطبية وسط حصار المليشيات التي منعت وصول الدواء والأوكسجين للمصابين. وأوضح أن المستشفى استفاد من المنحة الإماراتية، كما زار وفد من صندوق جمعية رعاية المرضى الكويتية المستشفى وتفقد أحواله. فيما كشف رئيس جمعية الهلال الأحمر اليمني فرع أبين عوض سالم المليح عن قيام الجمعية بالتنسيق مع الهلال الأحمر الإماراتية بتوزيع مياه شرب ومواد صحية ونظافة في بعض المناطق في المحافظة.. معبرا عن أمله في التعاون والتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر الإماراتية من خلال استهداف المناطق الأشد فقراً بالمحافظة التي تعد في أمس الحاجة للمساعدة. التعليم وفي قطاع التربية والتعليم، يوضح المدير العام للقطاع في أبين محمد عبدالله مخشم أن محافظة أبين سباقة في تصدير الكادر التعليمي والتربوي إلى المحافظات، لافتا إلى أن أبين تعرضت لحربين دمرتا البنية التحتية للمدارس التي أصبحت في حاجة لإعادة تأهيل، معبرا عن تقديره للمنظمات والصناديق الاجتماعية التي تكلفت بترميم وإصلاح وتأهيل عدد من المدارس، ودعا الهلال الأحمر الإماراتي للإسهام في دعم القطاع التعليمي في محافظة أبين. الزراعة والري يشير مدير الزراعة والري بمحافظة أبين الدكتور حسين الهيثمي إلى أن المحافظة تعاني من مشكلة التصحر لعدم وجود قنوات أو سدود، مما يؤدي لإهدار مياه السيول في البحر وحرمان المزارعين منها، مشيراً إلى أن أبين تعتبر السلة الغذائية لليمن وتحمل التربة الذهبية الخصبة في دلتا أبين ودلتا حسان وأحور. مشاريع خدمية يقول رئيس المجلس الأهلي لمدينة زنجبار ماهر الصلاحي إن محافظة أبين تحتاج إلى العديد من المشاريع الخدمية خاصة في مجالي الكهرباء والمياه، فالخدمات الأساسية دمرت تماماً، وما يزال الطريق الرابط بين عاصمة المحافظة زنجبار ومدينة جعار غير معبد، ويحتاج مبنى السلطة المحلية بالمحافظة (المجمع الحكومي) بمدينة زنجبار إلى إعادة ترميم بعد تدميره خلال حربين. ويشير الصلاحي أن المتضررين من الحرب التي شهدتها المحافظة منتصف 2011 لم يتسلموا المبالغ المتبقية كتعويضات عن تضرر منازلهم ومزارعهم في الحرب الأخيرة، منوها بدور أبناء أبين الذين انخرطوا في المقاومة الجنوبية في الدفاع عن المحافظة وأهمية دمجهم في المؤسسة العسكرية والأمنية حسب ما جاء بقرار رئيس الجمهورية. فيما قالت الناشطة الاجتماعية ورئيسة مركز الأسر المنتجة خميسة المشهور لـ(الاتحاد): المطلوب القيام بخطوات مدروسة لمعالجة القضايا الخدمية المرتبطة بحياة الناس، منها الأمن والنظافة وشبكة الصرف الصحي المتهالكة في زنجبار عاصمة المحافظة، وإعادة إعمار المنازل المدمرة خلال الحرب وتعويض أصحابها تعويضاً عادلاً. وعلى الصعيد الشعبي يتساءل المواطنون في محافظة أبين «هل سيتم بالفعل تعويضنا عن الأضرار الناجمة عن هذه الحرب؟»، يقول عبدالرحمن الحكمي – من أهالي زنجبار- لا نرى خدمات في مدينة كانت مسرحاً للنهب والسرقة، فلم نر حتى الآن التعويض المناسب عن الأوضاع الصعبة التي نعيشها. يقول الناشط في منظمات المجتمع المدني في أبين مازن صالح الجلادي إن المحافظة لم تشهد وجوداً حقيقياً للحكومة الممثلة بالمكاتب التنفيذية بالمحافظة والمجلس المحلي، موضحا أن بعض الخدمات توفرها المنظمات الدولية المانحة، فعلى سبيل المثال في مجال الصحة توجد منظمة أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر لتوفير الأدوية ومعالجة الحالات المستعصية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©