أكاديمية الوحدة حالة خاصة في الدوري الإماراتي

باتت أكاديمية نادي الوحدة بالعاصمة أبوظبي مثالا يحتذى خليجيا وعربيا في كيفية تطوير النشء واكتشاف وتطوير المواهب، كما نجح الوحدة في أن يحقق الاكتفاء الذاتي من لاعبيه وينافس على البطولات بلاعبين صناعة «وحداوية» 100%، وهو إنجاز نادر ما يتكرر لأي ناد بدوري عربي على وجه التحديد أو حتى في أوروبا، التي يعتبر النموذج الألماني فيها هو الأنجح. وإذا كانت الأندية الألمانية تعتمد على نسبة معينة من خريجي أكاديمياتها في الفرق الأولى، تتراوح بين 40 إلى 50%، ليس أكثر، فإن هذا الرقم ارتفع في نادي الوحدة خلال السنوات الخمس الأخيرة إلى 90% من لاعبيه باستثناء اللاعبين الأجانب، وهو يحافظ على هذا المعدل التراكمي بداية كل موسم، حيث يعد النادي الوحيد الذي لم يبرم صفقات من اللاعبين المواطنين منذ إطلاق الموسم الأول للمحترفين بل يبيع الفائض عن حاجته من خريجي الأكاديمية بنظام الانتقال النهائي أو الاعارة، في وقت يشهد فيه إقدام أندية عريقة بالدوري على شراء أكثر من 11 لاعباً مطلع كل موسم بما يعني فشلا تاما لأكاديمياتها وقطاعات الناشئين فيها. ومن جهته، كشف عيسى قمبر المازم مدير أكاديمية نادي الوحدة بعضا من أسرار العمل في «خلية النحل» العنابية، وقال: نمتلك ما يقرب من 180 لاعباً في الأكاديمية، من 12 إلى 19 سنة، بخلاف مدارس الكرة التي تضم تقريبا 100 لاعب من 6 سنوات إلى 11 سنة، داخل الأكاديمية وفي مناطق متفرقة من الدولة، وتضم الأكاديمية ومراحل الناشئين عدة مدربين مؤهلين من المواطنين ويتقدمهم ماجد سالم مدرب فريق 19 ومساعدة أديب الزعابي، وبفريق 17 سنة يتواجد الحاي جمعة ومساعده عمر محمود بالإضافة للطاقم الفني، ومحمد أسعد لفريق 15 وهو سوري الجنسية، بالاضافة لألو علي مدرب 14 سنة وطاقمه المعاون وسعيد خميس لفريق 13 سنة فيما يتواجد مدرب مغربي لفريق 12 سنة. وأشار قمبر إلى أن الأكاديمية الوحداوية توفر العديد من الخدمات للاعبيها، منها عيادة طبية وصالة رياضية متكاملة وصالة ألعاب ترفيهية (تنس، بلياردو، ألعاب الكترونية) بالإضافة لمطعم 5 نجوم تابع للأكاديمية يوفر الوجبات للاعبين وكل العاملين بإشراف أخصائي تغذية متخصص لبناء لاعبين على أحدث المعايير الصحية، كما تمتلك الأكاديمية مدرسين بداخلها للاهتمام بجانب التحصيل العلمي والأكاديمي للاعبين بالإضافة لتوفير دروس التقوية بجانب وجود إدارة خاصة في الأكاديمية تتابع اللاعبين في مدارسهم المختلفة وجوانبهم الأكاديمية. ولفت إلى توفير الأكاديمية لقاعة محاضرات علمية تربوية تهتم بالتثقيف في التحكيم وقوانين اللعبة بالإضافة لجوانب أخرى مثل الاهتمام بالإسعافات الأولية وقواعد المرور وشروط الجنسية والإقامة والدفاع المدني وغيرها من الأمور التثقيفية. وأشار إلى أن أكاديمية الوحدة تهتم بتقديم الجوائز والحوافز للاعبين المثاليين. يذكر أن مدارس الكرة لنادي الوحدة كانت تنتشر في مدن ومناطق مختلفة بالعاصمة مثل السلع والغويفات ودلما ولكنها حولت هذا العالم إلى نادي الظفرة، كما وقعت الأكاديمية اتفاقيات تعاون وتبادل خبرات مع أندية انتر ميلان وفالينسيا ومانشيستر سيتي. ويعد نادي الوحدة رافدا رئيسياً لكل المنتخبات الوطنية بفئاتها السنية المختلفة، فبخلاف اللاعبين الحاليين بصفوف الفريق الأول، ينتشر خريجو الأكاديمية ومدارس الكرة في كل أندية الدولة، مثل عبد السلام جمعة وأحمد جمعة وياسر مطر لاعبو الجزيرة الحاليون، وأحمد علي وصالح المنهالي في بني ياس، ومهند العنزي بنادي العين، ومحمد عثمان في الشباب، وحسن أمين في النصر، ومحمد علي عمر في نادي الإمارات وغيرهم كثيرون في الشارقة وعجمان.