الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محاولات للكشف عن علاج لـ«سرطان الثدي» يغني عن الكيماوي

محاولات للكشف عن علاج لـ«سرطان الثدي» يغني عن الكيماوي
15 نوفمبر 2013 11:38
عندما أخبروها بضرورة استصال ثديها قبل أن يسري المرض في جسدها سالت دموعها صامتة حزينة، دفنت رأسها بين كفيها وبكت بحرقة نتيجة بتر أنوثتها، وأرسلت نظرة لمخبرها يملؤها الخجل، ومن وراء الدموع التي غسلت وجنتيها قالت لجراحها بصوت خفيض خافت: هل من تعويض لثديي، فأشار عليها هذا الأخير بخيارين الأول حل آني يتمثل في زرع الثدي أثناء العملية، والثاني رزع الثدي بعد التماثل للشفاء، وهو حل متأخر يأتي بعد ستة أشهر أو سنة، انفرجت أساريرها وخضعت للعملية واختارت الأمل الأول أي بناء الثدي الآني.. دامت عمليتها ما يقارب أربع ساعات، وبعد استيقاظها وجدت جسدها كما عهدته، بل أجمل مما كانت تتصور، خضعت لجلسات الكمياوي وبعد سنتين رزقت بطفلة وعادت للحياة من جديد، وحصلت على ثدي طبيعي في الشكل والملمس، لكنه مختلف في الوظيفة. يعتبر سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء ومن الأسباب الرئيسية لزيادة نسبة الوفيات، وتؤكد الدراسات أنه ممكن إزالة السرطان والتعافي منه بنسبة عالية، ولكن هذا قد يؤدي إلى إزالة أحد أو كلا الثديين، مما يشعر المريضة بفقدان أنوثتها، بحيث تفقد بعض النساء الرغبة في العيش جراء خسارتها لثديها، فأعطت التطورات الحديثة حلولا وآمالا للسيدات بإعادة بناء الثدي لأولئك الذين يريدون استعادة مظهر الصدر والأنوثه، بحيث أصبح بإمكان المريضة أن لا تشعر بصدمة فقدان جزء منها. هاجس الأمومة عندما تصاب أي سيدة بسرطان الثدي فإن ما تفكر فيه بشكل كبير هو ذلك البتر الذي سيتعرض له جزء من جسدها، كما يرتبط هاجس الأمومة بنوع آخر من السيدات، خاصة اللواتي هن في بداية حياتهن الزوجية ويرغبن في الإنجاب، وغيرهن ترغب في استرداد وتعويض ما ضاع عن طريق الزرع، ما يجعل المريضات يبحثن عن العلاج المتكامل في كل اتجاه، ومراعاة لهذه الجوانب فإن البحوث والدراسات الطبية والعلمية جارية للتخفيف من ألم السيدات المادي والمعنوي. وكون الجانب النفسي في الاستشفاء يظل عالياً جداً، فإن قضية التطورات التي يعرفها بناء الثدي أصبحت تتصدر اهتمامات الجراحين المختصين الذين يقدمون خيارات عدة للسيدات اللواتي سيخضعن لعملية استئصال الثدي وينصحنها بالزرع الآني لما له من مردود عالٍ في التعافي إذا توفرت شروط ذلك. بناء الثدي للإضاءة أكثر على عملية زرع الثدي أثناء وبعد إجراء العملية وتوضيح الفروق بينهما، ولزرع الأمل في نفوس الكثير من السيدات يجيب الدكتور محمد فهمي البشير، استشاري في مستشفى توام ورئيس مركز العناية بالثدي بتوام، إلى أن عملية إعادة بناء الثدي بعد استئصاله تصلح لكل سيدة تعرضت لتجربة استئصال الثدى فى الماضى نتيجة لوجود تورمات، أو أي امرأة تم تشخيص حالتها على أنها تعانى من تورمات سرطانية بالصدر وتحتاج لاستئصالها، أو أي سيدة يوجد لديها تاريخ مرضى بالعائلة مثل التورمات السرطانية بالثدي وتم تحديد استئصال وقائى لها لمنع المرض، موضحاً أن المريضة يجب أن تتمتع بحالة صحية جيدة وتتوفر لديها كل معايير بناء الثدي والتي تنقسم إلى قسمين، بناء آني أي أثناء عملية استئصال الثدي مباشـرة وتستغرق العملية والزرع من 3 ساعات إلى أربع، أو عملية متأخرة بعد أن تتلقى المريضة العلاج وتتعافى. وتستغرق العملية من ساعة إلى ساعة ونصف، وتتم العملية بعد أن تتماثل السيدة للشفاء، وذلك بين ستة أشهر وقد تزيد عن ذلك إلى سنة أو سنة ونصف. مردود إيجابي ووفق الدكتور البشير فإنه يفضل الزراعة الآنية ويفسر ذلك قائلاً: من المفضل تعويض الثدي أثناء استئصال الثدي الطبيعي مباشرة لما له من مردود إيجابي على نفسية المريضة، خاصة وأن العامل النفسي يلعب دورا كبيرا في التماثل للشفاء، بحيث يمثل ذلك دافعاً قوياً لتقبل العلاج والتجاوب معه، أما الحل الثاني والذي يطلق عليه الزرع المتأخر فيتم بموافقة المريضة بعد الانتهاء من العلاج الكيماوي والإشعاعي وغالباً ما يستغرق ذلك ستة أشهر وأكثر، وتتم العملية عن طريق أخذ عضلة من الجسم، سواء من البطن أو الظهر أو المقعد، ونقوم بتعويض الثدي المستأصل بزرع آخر صناعي، ويختلف الأمر عنه في الزرع الآني، بحيث لا نستعمل العضلة، بل نستعمل ثدي من «السيليكون أو مادة طبية أخرى»، حيث نضع في مكان الثدي مثل بالون ويتم نفخه تدريجيا كل أسبوعين أو كل ثلاث أسابيع حسب استجابة المريضة، وفي هذه العملية فإننا نحتفظ بالجلد والحلمة أيضاً، بحيث يغطى الثدي المزروع بجلد المريضة وحلمتها التي تثبت في مكانها، وغالبا ما تحصل السيدة على نتيجة مرضية جداً، وعن ثدي أجمل مما كان عليه سابقاً. وعن عملية زرع الثدي المتأخر يؤكد أنها قابلة لإجرائها في أي سن، مؤكدا أن زرع الثدي، سواء في المرحلة الأولى أو الثانية يعمل على الحفاظ على مظهر الأنوثة، ويساعد على التماثل بين الثديين، حيث تستعيد المرأة من خلاله الشعور بالأنوثة، ويزيد من ثقتها بنفسها واحترامها لذاتها. تفضيل الزرع الآني ويوضح رئيس مركز العناية بالثدي بمستشفى توام، الذي يفضل زرع الثدي أثناء عملية استئصال الثدي الأصلي لما له من مردود إيجابي على نفسية المريضة، ولما تتميز به العملية من سهولة وخلوها من التعقيدات، قائلاً: السيدات يفضلن الحل الآني والمباشر إذا توفرت الشروط، فإذا كان الورم في مرحلة متقدمة ووصل المرض للعظم والصدر فإننا لا نفضل الزرع، وهذا يحدث خلال ستة أشهر أو سنة أو سنة ونصف، وفي سياق متصل يردف الاستشاري محمد البشير موضحاً أن قرار زرع الثدي، سواء الآني أو المتأخر فإنه يرجع للسيدات المريضات اللواتي تشرح لهن حالاتهن بكل تفصيل ويتم استشارتهن وتوضيح المضاعفات التي ستنجم عن الزرع في كلتا الحالتين وقابلية جسمها للعملية من عدمه، بحيث تحاط المريضة علماً بكل ظروف العملية ونتائجها. الزرع لا يؤخر العلاج ويشير الدكتور البشير أن عملية زرع الثدي لا تؤخر العلاج، كما يعتقد البعض، بل تساعد على الاستشفاء بشكل جيد، فقد أثبتت التجارب أنه ليس هناك أي تخوف أو مضاعفات من تأخر العلاج في حالة زرع الثدي، وليست لها أي نتائج سلبية على الورم في حال توفرت كل الشروط والمعايير للزرع، ولكن قد تعاني المريضة من بعض المضاعفات كالالتهابات وتجمع السوائل حول الثدي، وهذا يؤدي إلى تأخر بسيط في العلاج، وبالتالي فإيجابيات الزرع أكبر بكثير من السلبيات، فليس هناك أي تأثير على الورم أو تأخر العلاج، كما أن شعور المرأة بتواجد ثديها أثناء الاستيقاظ بعد العملية يشعرها بالسعادة، مما يساعدها على التعافي بسرعة والتجاوب مع العلاج وتقبله بإيجابية، كما أن ما ستشعر به من آلام في صدرها نظراً لتفاعله وردة فعل الجسم فهو يشبه نفس الشعور بألم العلاج بالكيماوي أو الإشعاعي، بل أقل من ذلك في أحيان كثيرة، وهذا يعطي السيدة الدافعية لتقبل العلاج رغم صعوبته. نتائج عالمية وفق الاستشاري محمد البشير فإنه خلال الثلاث سنوات الأخيرة تم الإقبال على بناء وزراعة الثدي بنسبة 80 زراعة في السنة، معتبراً ذلك حصيلة جيدة بالنسبة للنتائج العالمية، مؤكداً على أن كل النساء اللواتي خضعن للعملية راضيات عن النتيجة، وعن إمكانية زرع الثدي بعد عدة سنوات من استئصالها، يقول البشير: إن ذلك جيداً طالماً أن الورم لم يرجع للجسم، موضحاً: كلما مرت سنوات على العملية كلما كانت نسبة رجوع الورم للجسم أقل، وبالتالي فحظوظ الزرع تكون ممتازة، أما عن تكلفة الزرع وبناء الثدي، فيؤكد البشير أن التكلفة من حيث الجراحة غير مكلفة وتعتبر أقل من تكلفة العلاج الكيماوي والإشعاعي، والإبر الذكية التي قال عنها: إنها عبارة عن هندسة بيولوجية تضرب الخلايا السرطانية مباشرة وتعتبر آثارها ومضاعفاتها الجانبية أقل من العلاج الكيماوي، وهي عبارة عن مضاد حيوي مهندس ليضرب الخلايا السرطانية مباشرة دون غيرها، وقد أثبت فاعليتها منذ اختراعها قبل عشر سنوات: وعن جديد علاج مرض سرطان الثدي، يزف البشير بشرى سارة للمرضى، موضحاً أن هناك دواءً سيكون محط الأنظار، مؤكداً على أن أكثر الأبحاث مركزة على دراسة دواء آخر يهاجم بشكل مستقل الخلايا السرطانية بدقة متناهية ويهاجمها بأقل صعوبة ويعتبر من الأدوية الهادفة والأكثر تطورا، وهذه الأدوية قد تؤدي إلى الاستغناء عن العلاج بالكيماوي بخلاف ما يجري اليوم، بحيث تتم المعالجة عن طريق الإبر الذكية إلى جانب الكيماوي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©