الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رندا الشيخ: أمي اكتشفتني.. وأفكاري تحمل رسالة إنسانية

رندا الشيخ: أمي اكتشفتني.. وأفكاري تحمل رسالة إنسانية
14 نوفمبر 2013 20:50
هلا عراقي (الشارقة) - كاتبة سعودية، رسمت بالحروف صوراً، وعكست كلماتها مشاهد حياتية.. إعلامية تمتلك رصيداً كافياً من الطموح، أهلها لتثبت وجودها في الصحافة والإذاعة والتلفزيون، إنها رندا الشيخ التي ارتبطت بالقراءة منذ الصغر، وها هي الآن تضيف إلى المكتبة العربية كتاباً جديداً هو باكورة أعمالها الأدبية «اعترافات ضلت طريقها»، هذا العمل الذي وظفت فيه مختلف عناصر التعبير توظيفاً واقعياً، ليضم مجموعة قصصية، تحمل تجربة شعورية صادقة. وتصف نفسها بأنها كاتبة إنسانية، تهتم بفكر الإنسان، وبعواطفه، تمارس الإعلام كمهنة تحبها، لكن الكتابة هي هدفها الأول والأخير. التقيناها على هامش معرض الشارقة الدولي للكتاب، في دورته الثانية والثلاثين، خلال حفل توقيعها لكتابها، وأبحرت بنا في عالمها الخاص. عالم القصص وتقول رندا الشيخ: منذ الطفولة كانت تلك القصص التي ترويها لي والدتي هي أول ما جذبني إلى عالم القصص ودنيا القراءة وجمال المشهد ودقة التصوير وروعة التعبير، وكانت تؤثر تلك الأحداث بتفاصيلها الدقيقة ليسرح خيالي في دنيا القصة التي تنساب إلى مسامعي كنغمات أطرب عند سماعها. إضافة إلى العلاقة الوطيدة مع الكتاب، حيث لم يكن يخلو بيتنا من الكتب والقصص ومجلات الأطفال لذا نشأنا على رؤية الكتاب، وألفنا وجوده بيننا، فعشقت القراءة في فترة مبكرة، وكان لها أكبر الأثر في إثراء القاموس اللفظي لديَّ، فشكلت ثروة لفظية، استطعت بعدها أن أنتقل إلى كتابة الخواطر، والتي كانت بمثابة حوار مع النفس بواسطة القلم، حيث لم أكن أشارك بها أحد سوى تلك الصفحة البيضاء التي تمنحني سطحها الأبيض الرقيق لأدون ما أشعر به. لكن مصادفة قرأت والدتي إحدى هذه الخواطر وأعجبت بها كثيراً وشجعتني على المشاركة بها في إحدى المجلات، وكانت نقطة الانطلاق الحقيقية عندما قرأت كلماتي منشورة في مجلة، وكان ذلك إيذاناً بكشف النقاب عن موهبة مدفونة، ولابد من أن ترى النور. محاكاة الواقع وبين الإذاعة والتلفزيون والصحافة والأدب، وأين تجد رندا الشيخ نفسها أكثر، تقول: دخولي مجال الإعلام سواء إذاعة أو تلفزيون أو صحافة كان المدخل لأغدو كاتبة، لذا درست الصحافة لأقف على تلك الأرض الصلبة التي تدعم مشروع الكتابة لدي، ومن خلال العمل الصحفي استطعت أن أنسج تلك الخبرة الحياتية، فاقتربت من الناس لأعكس الواقع المعيش، وكانت المحصلة مخزوناً كبيراً من تلك القصص التي نعيشها يومياً التي تختلط بها الدموع بالضحكات، الحب بالألم، فشكلت لديَّ وشائج تعبيرية. ثم انتقلت إلى الإذاعة التي أسست من خلالها تلك القاعدة الجماهيرية، بعدها كان توجهي إلى ذلك الإصدار الذي يحمل اسمي في الأسواق، خاصة بعد أن أصبح لديَّ عمود صحفي وقراء. أما عن طقوس معينة تمارسها قبل وأثناء الكتابة، تضيف رندا: بالتأكيد، وأهمها الانعزال في مكان هادئ مريح لأسمح لتلك الأفكار بأن تنساب بأريحية على وجه الورقة وبحالة نفسية مستقرة تتيح لأفكاري أن تغزل ذلك النسيج التعبيري المترابط بلغة تترك أثراً في النفس، وبصدق يحاكي الواقع لموضوعات مستقاة منه. فتأتي هذه القصص موثقة بإحساس يحاور المتلقي بجمال. ولمواقع التواصل الاجتماعي تأثير على الكتاب، وعن ذلك ترى رندا: أجد هذه المواقع ذات أثر إيجابي، حيث أصبح المجال مفتوحاً للتواصل بين الكاتب والمتلقي فيسألك عن مقال أو يبدي رأيه في فكرة، لذا نكون على اطلاع بردود أفعال القارئ عن قرب. كما كان لها أثر على نوعية الكتابة التي أصبحت أكثر اختصاراً وأعمق مضموناً وتعالج الفكرة بصورة مباشرة، لذا أصبح لها ملامح تتناسب مع مواقع التواصل الاجتماعي. أمارس البوح وبالنسبة لكتابها «اعترافات ضلت طريقها»، تقول: هي أول مجموعة قصصية مارست فيها فعل البوح، وكانت فكرتي الأساسية هي أن أساس المشكلات بين البشر هي أننا نفتقر للصراحة فكل شخص يخفي عن الآخر ما يضايقه منه، وهذا يؤدي إلى حدوث فجوة بل شرارة بيننا وعدم المصارحة كفيل بأن يدمر علاقة إنسانية، لذا كان تركيزي الأول والأخير في هذه المجموعة القصصية أن أنشر ثقافة المصارحة بين الناس لنقلل المشكلات بين البشر، خاصة بين الأزواج. وارتأيت أن أبدأ بمجموعة قصصية أتعرف من خلالها إلى الجمهور، يضم الكتاب ست عشرة قصة قصيرة، استهدفت شريحة الشباب لنشجعهم على القراءة بأشياء خفيفة ظريفة. وهذه القصــص كتبتها بمراحل متعددة خلال عام فاخترتها وجمعتها، فكل قصة شخصياتها تبوح بشيء، وواحدة من هذه القصص هي «اعترافات ضلت طريقها»، فأحببت أن تحمل عنوان الكتاب الذي أردته حركياً. ولمن تقرأ رندا الشيخ تجيب: لا أقرأ إلا للكتاب القدامى، وأحاول أن أنتقي من بين الجدد، أما عشــقي القراءة فينصب على ما هو قديم مثل مصـطفى محمود، عبد الوهاب مطاــوع وأنيس منصوــر، وغيرهم من العمالقة. رسالة إنسانية تشير رندا الشيخ قائلة: أحب الكتابة التي لا تقيد بحدود أو لغة أو بلد معين، أريد لكلماتي أن تتخطى هذه العراقيل لتصل إلى الإنسان أينما كان، أحب أن يقرأ الجميع ما أكتب، لأنني أكتب للإنسان فقط، لكل البشرية، أكتب فكراً يحمل رسالة إنسانية ولا أخرج عن خطوط المنطق والواقع كما يفعل البعض. أما عن توقيعها لباكورة أعمالها، فتقول: كان بمثابة حلم بالنسبة لي، وهذا ثاني أحلامي تتحقق على أرض الواقع، فالتوقيع الأول كان في السعودية بجدة، وكان ناجحاً جداً، ومعرض الشارقة للكتاب كان حلماً، بالنسبة لي، أن انطلق للخليج والعالم العربي من هذه البوابة الثقافية الحضارية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©