مشرف رشيد أحمد: صعقات الكهرباء تزيدني حماسة

أحلامه بسيطة للغاية، بيت متواضع وزوجة حنون، وقليل من المال يكفيه لإنشاء مشروع صغير في بلده، فلا يحتاج للعمل تحت إمرة أحد في المستقبل· تلك هي أحلام فني التمديدات الكهربائية، مشرف رشيد أحمد، الذي جاء للعمل في أبوظبي منذ كان في الثامنة عشرة من عمره، وها هو اليوم بعد ثماني سنوات من العمل المتواصل، يسابق الزمن كي يحقق أحلامه الصغيرة، في وقت يرى فيه أن جمع المال، ''التوفير''، لم يعد ممكنا في ظل الظروف الراهنة، كما أن قيمة المال لم تعد كبيرة كما كانت عليه قبل عدة سنوات· بلغته العربية الركيكة وقدرته المحدودة على التعبير بواسطتها، يحاول هذا الشاب البنغالي، أن يوضح لنا كيف يضيف إلى خبرته في أعمال الكهرباء خبرة جديدة في مجالات أخرى''·· رغم صعوبة وخطورة مهنته، وتعرضه للصعق الكهربائي مرات عديدة، إلا أن مشرف يعشق العمل في حقل الكهرباء، قائلا إنه كلما تلقى صدمة أو لسعة جديدة زاد عناده وإصراره على المضي قدما في العمل بهذا المجال، حتى لو دفع حياته ثمنا لذلك·· مشيرا إلى أن تعرضه لصعقة كهربائية وهو في مقتبل عمره كان السبب وراء تعلقه بها، ومن الحوادث القاتلة التي يرويها مشرف أثناء عمله بالتمديدات الكهربائية، أنه تعرض لصعقة كهربائية كانت كافية لقتله، لكن الله سلمه منها، حيث ضربته الكهرباء بشدة لدرجة أنه طار في الجو ثم سقط على الأرض وسط ذهول من حوله لكنه قام منها على الفور دون أن يصيبه أذى· ومشرف، من يقابله، يلمس فيه حماسا شديدا، ونشاطا لافتاً للأنظار، فهو يتحرك كالتيار الكهربائي، ليضيء البيوت ويفرح القلوب بالنور، ويبعدنا عن ظلام العتمة ومقتها· ومع كل تيار كهربائي يوصله مشرف إلى المنازل يقترب من حلمه بأن يصبح في المستقبل القريب صاحب مشروع صغير في بلده يضيء له مستقبله بصحبة عروس تسعده وتعوضه عن سنوات الغربة والتعب والوحدة·