كارمن لبّس: دوري إنساني يحكي قصة صداقة بين راقصة مصرية و أميركية

كارمن لبّس فنانة تَوَافقَ الجمهور والنقاد على حضورها القوي والملفت في أعمالها التمثيلية، تؤدي أدوارها بانغماس كُلّي في الشخصية، فتبرز أبعادها التفصيلية لتقنع المشاهد بحقيقة الصورة· مؤخراً تابعناها في المسلسل اللبناني الإماراتي ''بين بيروت ودبي''، وحالياً تعرض لها شاشة السينما الفيلم الأميركي "whatever lola wants" حيث تلعب فيه دور راقصة مصرية تجمعها صداقة متينة مع امرأة أميركية· يذكر أن كارمن شاركت في اللجنة التحكيمية للبرنامج الفني الجزائري ''شباب وألحان'' وتستعد لعمل مسرحي فرنسي قريباً· ''دنيا الاتحاد'' التقت الممثلة كارمن لبّس في بيروت وكان لها معها اللقاء التالي: ؟ يقال إن مبادئك مختلفة في الحياة؟ ؟؟ هي مبادئ شخصية أطبّقها على نفسي ولا أُلزم أحداً بها تخصّني وتشبهني علماً أني أحترم آراء الجميع وافكارهم، وأظن أننا في لبنان لو كنا ملتزمين بمبادئنا لما وصلنا إلى ما نحن عليه· ؟ ألهذا السبب وصفت وطنك بالحضاري المزيّف؟ ؟؟ نحن نأخذ الصورة المزيفة عن الخارج ويهمنا من الغرب الأمور الشكلية، نرتدي ما يرتديه أهل أوروبا وأميركا ونفعل ما لا يفعلونه حتى يظن الزائر السائح أنه في بلد آخر وليس في لبنان، هناك فرق شاسع بين الحضارة والتفلّت، فالحضارة هي العقل ومراعاة الآخر واحترام التفكير المختلف، هي الفهم الحقيقي للحياة وليست التسلية والعودة بعد الثانية عشرة ليلاً إلى البيوت· ؟ هل هذا هو الدافع لوضع ضوابط صلبة في حياتك؟ ؟؟ لا علاقة بين المحافظة والجرأة في الحياة، لقد اعتدت على قول آرائي وطرح أفكاري دون أي مشاكل مع الآخر، جرأتي نابعة من شخصيتي ومحافظتي نابعة من احترامي لذاتي ولفكرتي ولجسدي· ؟ البعض يرى في ذلك حالة متناقضة؟ ؟؟ هم أحرار في رؤيتهم للأمور، المهم أن يلزم الإنسان نفسه بأقواله وأفعاله والصورة المأخوذة عنه· ؟ كم أنت قوية من الداخل؟ ؟؟ قوية إلى درجة لا أنكسر فيها بسهولة، قد أبكي وقد أصرخ لوحدي ولكني لا أضعف أمام أحد· لقد علمتني الحياة والحروب التي حصلت في لبنان وكذلك كل المواقف الصعبة أن أكون هكذا· ؟ من الكورال الغنائي إلى نجومية في التمثيل، ما سبب هذا الانتقال؟ ؟؟ منذ مشاركتي في الكورال الغنائي وهدفي أن أدخل مجال التمثيل، حلمي الذي سعيت لتحقيقه، لذلك قررت أن أبقى في المسرح الغنائي كي أقوى على مواجهة المجتمع من خلال التلفزيون والسينما، علماً أني لم اكن يوماً مشروع مطربة، فصوتي لا يبرز لوحده وإنما يتجانس مع الأصوات الموجودة، فهو صحيح ضمن كورال وليس مستقلا على عكس ما يحصل الآن، فالصوت الجميل ليس مطلوباً لانه سيتم تعديله على آلات حديثة أما في السابق فالخامة الصوتية ضرورية في الغناء· ؟ لماذا يحبب إلى قلبك دورك في مسلسل ''ابنة المعلم'' علماً أن حقيبتك التمثيلية مليئة بالأدوار؟ ؟؟ لأن الدور البطولي المطلق الأول يرسخ في زاوية الذاكرة لما فيه من تفاصيل لا بد من السعي للوصول إليها كما أن شخصية ''مي سلامة'' في المسلسل تشبهني كثيراً ولكن الفارق بيننا أنها من زمن الستينيات وأنا من هذا الزمن· ؟ هل تخافين من الوصول إلى الستين حيث تقل الكتابة لهذا العمر؟ ؟؟ أكيد، ''ماري ستريب'' وصلت إلى عمر الثالثة والستين وقالت سأعتزل الفن إن استمرت عروض أدوار الأم، في لبنان تصبح المرأة أماً في الثلاثين والأربعين، فما بالك في الستين تصبح ''تيتا'' وكأن الانسان ممنوع عليه الحب في هذا العمر أو بالتحديد فوق الثلاثين· ؟ ألهذا السبب خضعت لعمليات تجميل؟ ؟؟ لم أجر أي عمليات تجميلية في الأجزاء الاساسية من وجهي، كما أني أقلعت عن التدخين، الأمر الذي جعلني أزيد عشرة كيلوجرامات· وأرى أني لم أصل إلى الوقت الذي أجري فيه القص مثلاً· ؟ لماذا تقلق المرأة من هذه الزوائد؟ ؟؟ لعل تلازم فكرة الجمال مع المرأة واقترانه بها هو الدافع لهذا الامر ولتبقى دائماً جميلة في نظر الرجل· ؟ ألم يكن الدافع عندك البقاء بقوة في التمثيل؟ ؟؟ أنا مستمرة في الظهور على الشاشة، المهم في المسألة التحسين لا التشويه، اليوم تقرر المرأة تحسين شكلها فتأتينا كلوحة في فن الكاريكاتير، هذا هو الخطأ الحاصل عندنا فالتصحيح لا يصل إلى هذه الصورة· ؟ بين مهرجان الاسكندرية السينمائي وكارمن لبّس، ما هي حقيقة الانقطاع؟ ؟؟ لا أعرف، كل ما حصل انني وصلت إلى المطار فوجدت تذكرة سفري ملغاة واسمي مشطوباً مع اني عضو في لجنة التحكيم وهذا ما لم يحدث يوماً ما في أي مهرجان، حتى اني لم أُبلّغ بأي اعتذار وعلمت بعدها أن فيلمي "whatever lola wants" مُنع عرضه بحجة مشاركته في عدة مهرجانات في حين قيل لمخرجه إنه فيلم أميركي يسيء لمصر وللعروبة· علماً أن مضمونه قصة صداقة بين امرأة اميركية وراقصة مصرية يجمعهما شيء إنساني رغم اختلافهما· ؟ لماذا اعتبروه ضد مصر والعروبة عموماً؟ ؟؟ لا أعلم ولكني أعرف أنهم لا يعرضون أفلاماً غير مصرية حتى في التلفزيون المصري لا يعرضون عليه مسلسلات عربية، لعلني لو كنت نجمة مصرية لما حصل هذا الامر· ؟ هل مشاركتك في هذا الفيلم بدافع الوصول إلى العالمية؟ ؟؟ ليس هذا بالتحديد بل لأنه دور مهم على كل المستويات كما انه بعيد عن فكرة الحرب اللبنانية، فهو جديد ومساحته كبيرة انتشارياً، تم تصويره الداخلي في المغرب والخارجي ما بين نيويورك ومصر· ؟ وكيف هي أصداؤه في لبنان؟ ؟؟ مختلفة تماماً عن ما حصل في مصر، فالفيلم مواقفه مضحكة ولم يطرح قضية سياسية ليكون ضد العروبة مثلاً وإذا كان الموضوع من هذا المنظار فهناك سفارة إسرائيلية في مصر· ؟ هل أخبرتهم بهذا؟ ؟؟ طلبت من إدارة المهرجان توجيه اعتذار إليّ، فما قاموا به تصرّف غير لائق بحقي ولم يحصل مثله من قبل· وهذا إن دلّ على شيء فعلى قلة الاحترام للممثل اللبناني، أضف إلى ذلك أنهم اخبروا أعضاء اللجنة بأنني أنا من اعتذر عن المشاركة قبل يومين وهذا سبب كافٍ للانزعاج أكثر من غيره· اذ رموا الخطأ عليّ· ؟ إن لم يوجهوا اعتذاراً فهل ستقاطعين القاهرة؟ ؟؟ أبداً، وانما سأقاطع مهرجان الاسكندرية·