الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الرواية الجنائية» تذهب عميقاً في العالم الغامض للجريمة

«الرواية الجنائية» تذهب عميقاً في العالم الغامض للجريمة
18 نوفمبر 2011 01:49
أقامت اللجنة المنظمة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثلاثين مساء أمس الأول بمركز أكسبو الشارقة ندوة بعنوان «الرواية الجنائية.. البحث عن الحقيقة». كما حملت المحاضرة عنوانا رديفا ومتلائما مع العالم الغامض للجريمة، وهو «كيف نجعل ذكرياتنا تخدعنا». شارك في المحاضرة أربعة من الروائيين هم: سعاد يوسف سعيد ومحمد أحمد الجار الله والبريطاني بيتر جيمس والهندية سونيترا جوبتا وقدم المحاضرة محمد الحوسني. وكان واضحا من خلال المداخلات التي قدمها المشاركون وجود خيط مشترك يجمع بينهم، ويتمثل في الحياة المهنية الخاصة والمختلفة والمرتبطة بعالم الجريمة، والتي وضعتهم في موقف التحدي الأدبي، ونقل تجاربهم وخبراتهم العملية إلى الورق من خلال إنتاج أعمال قصصية وروائية، تنقل أحداثا واقعية في إطار فنتازي ومشوق ومثير لفضول القارئ المحب والشغوف بهذه النوعية من الكتابة الروائية المختلفة. وتحدثت الكاتبة والروائية سعاد يوسف سعيد عن تجربتها، مشيرة إلى أنها استفادت كثيرا من عملها في القيادة العامة لشرطة دبي، وقالت إن اتصالها القريب والمباشر مع القضايا الجنائية وملفات الجرائم الغامضة جعلها تتواصل مع العالم الافتراضي والخيالي والنفسي التي تقدمه الكتابة الروائية البوليسية كنوع من التحليل الاجتماعي والبحث عن مسببات ودوافع هذه الجرائم، وأوضحت سعاد أن تجربتها الروائية الأولى في هذا المجال حملت عنوان «جريمة بعد منتصف الليل»، وقالت إنها تأثرت في نمطها الكتابي بأعمال الروائية الشهيرة آجاثا كريستي التي قدمت أعمالا لافتة في هذا السياق، وأكدت سعاد أنها تطمح من خلال شغلها الروائي إلى توعية الجمهور وأفراد المجتمع حول خطورة الجريمة وأثرها النفسي والاجتماعي المدمر، وأشادت بدعم وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع التي بادرت بطبع رواياتها مما يشجع كتاب الرواية البوليسية على عرض أعمالهم على شريحة أوسع من الجمهور المحلي، خصوصاً وأن هذا النوع من الروايات يلقى رواجا كبيرا في المجتمعات الأخرى، وأشادت سعاد أيضا بدور اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الذي احتضن تجربتها وروج للأدب البوليسي الجديد في المكان وبكل ما يحتويه من أبعاد ثقافية واجتماعية وتوعوية. وتحدث الكاتب محمد الجار الله عن تجربته مع كتابة الرواية البوليسية، مشيراً أن عمله في قسم الأدلة الجنائية بالقيادة العامة لشرطة دبي ساهم وبقوة في خوضه لمغامرة الكتابة الروائية وتحويل القصص الواقعية التي شهدها في مسرح الجريمة، إلى نمط روائي تخيلي ومشوق يضع القارئ أمام تفسيرات عدة وتأويلات مختلفة، وأضاف الجار الله أنه استفاد أيضا من التطورات الحاصلة في علم البصمات، والتكنولوجيا الحديثة من أجل الغوص أكثر في عالم الجريمة الغامض، مشيراً إلى أنه كتب قصة بعنوان «القفاز» اعتمادا على خبرته العملية والمهنية الطويلة في هذا المجال، وأكد أن على كاتب الروايات البوليسية في زمننا الحاضر أن يطلع على الأنماط الحديثة والمتطورة في الكشف عن الجرائم، ذلك أن الروايات البوليسية الكلاسيكية لم تعد تغر الجمهور الحالي الذي بات أكثر وعيا وإطلاعا على طبيعة الجرائم الجديدة والمختلفة في طرق تنفيذها عن الجرائم المرتكبة في الماضي، وقال الجار الله إنه يسعى من خلال كتاباته لتوعية الجمهور من أجل الحفاظ على الأدلة الجنائية وعدم العبث بها في مسرح الجريمة، وهو المكان الذي يطلق عليه دائما: الشاهد الصامت. وأشار المؤلف الانجليزي بيتر جيمس إلى أنه استقى مواضيع رواياته البوليسية من وقائع حقيقية صادفها في مدينته (برايتون) في انجلترا، حيث يعمل في مجال تخصصي بحت يتعلق بعلم الجينات، وهي المهنة التي قادته لاكتشاف هوية القتلة في الحوادث المريعة والعنيفة التي شهدتها مدينة برايتون، وذكر أنه ألف رواية حول قاتل قام باغتصاب ست وعشرين امرأة، وكان يحتفظ بأحذيتهن كذكرى لجرائمه المتسلسلة، وقال إن ما دفعه للكتابة حول هذا القاتل هو التناقض الهائل بين سلوكه الظاهري السوي وحياته العائلية والمهنية المتوازنة، وبين أفعاله الشنيعة في الخفاء، وأكد جيمس أن البحث عن الحقيقة في مثل هذه الحالات يبدو صعبا إذا اعتمدنا على العوامل الخارجية، ولذلك فإن لجوءه للرواية البوليسية ساعده في الولوج عميقا نحو دوافع ومسببات هذه الجرائم سواء من الناحية السيكولوجية أو من ناحية الظروف الاجتماعية والأسرية المحيطة بالقاتل والمؤثرة على سلوكياته المتطرفة. من جهتها قالت الروائية سونيترا جوبتا إنها كتبت حتى الآن خمس روايات، ولكنها لا تستطيع أن تحدد أو تضع تصنيفا معينا لهذه الروايات، لأنها أعمال تجمع بين التشويق والجريمة والخيال العلمي والتحليل النفسي، وقالت إن عملها في المختبرات الطبية خدم عملها وشغلها الكتابي، وذلك من خلال بحثها وتنقيبها في الدوافع الخفية التي تحرك نزعة القتل لدى المجرمين وتخلق المتاهة المركزية للشخصيات الإجرامية وما ينتابها من قلق ومكر وتلاعب بالحقيقة. وحضر الندوة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس دائرة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، ورئيس مجلس إدارة الشارقة للإعلام، والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي مدير مكتب حاكم الشارقة، وأحمد بن ركاض العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، وحشد من المثقفين والإعلاميين والمهتمين.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©