الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

زياد دلول يسترجع وطنه عبر الطبيعة الصامتة في «احتفالات الغائب»

زياد دلول يسترجع وطنه عبر الطبيعة الصامتة في «احتفالات الغائب»
18 نوفمبر 2011 01:49
يعرض الفنان السوري زياد دلول في معرضه «احتفالات الغائب» المقام حاليا في دبي، اثنتي عشرة لوحة تشمل موضوعات الطبيعة والطبيعة الصامتة والمائدة بصورتها العربية، وهي أعمال تجسد مشروعه منذ اغترابه عن وطنه سوريا، ومحاولة استرجاع هذا الوطن كما يعيش في الذاكرة بعناصره ومكوناته. في معرضه هذا المقام في «غرين آرت دبي» بالتعاون مع غاليري الأتاسي في دمشق ويستمر حتى الخامس من يناير المقبل، يصور الفنان في أعماله البيئة والطبيعة السورية، ويعمل على التنويع والمزج بين الطبيعة والبشر، فتحضر الطاولة والشجرة والمائدة الغنية بالفواكه. وعلى مستوى التقنيات والأسلوب، يتنقل الفنان بين التجريد الكامل لموضوعه، وبين رسم واقعي للإنسان ومتعلقاته، مستخدما ألوانا مختلفة ومتدرجة ما بين الفاتح والقاتم والأشد قتامة. وعلى مستوى التكوينات تتدرج تكوينات لوحته كذلك من الكبير إلى الضخم فالأضخم، فتمنح شعورا بالفخامة والإيقاعات الموسيقية العنيفة حينا والهادئة حينا آخر. يقول الشاعر أدونيس عن اللون في أعمال دلول «وباللَّون يترحَّل زياد دَلّول نحو الأشياء وفيها. يتنقل بين مدارجها وطبقاتها، مستشرفاً مجهولاتها. لا تكتفي ألوانه بأن تحملَ أسئلَتها إلى الطبيعة، وإنما تحمل معها كذلك قلقَ البحث. وهو قلقٌ خاصٌ يبدو فيه كأن للحاسّةِ فكراً، وكأن للمادّةِ شعوراً. هكذا تبدو كأنَّها هي نفسها مسكونةٌ بأطيافٍ من طفولته، من الحقول التي كان يستسلم لأعشابها وروائحها وغيومها، من ذكرياته وآثارها، ومن محسوساتٍ أخرى متنوعة، إضافةً إلى مناخٍ يهيمن عليها وتحسّ كأنما يَنْسرِبُ منه الهواء والماء، النار والتراب. كأنَّ لألوانه كينونةً مشخَّصة». أما الناقد والمؤرخ الفني الفرنسي بيير كابان يقول حول تجربة الفنان «يسعى دلول أن يعطي لمواضيعه الأساسية- المنظر والطبيعة الصامتة وأحيانا الأشخاص، أي العالم الحي- ديمومة تطرد ما هو سردي للاحتفاظ بما هو بنيوي، ومن خلال التصاقه بالجزء يقترح سبر حيوية الكل. إن تصويره لا يروي حكاية، بل يحمل تخيلا آسرا، وهو غالبا يفتن أكثر مما يقلق. ويختصر الإنسان في ظهور عابر أو ظهور متوهم، والأمر سواء بالنسبة لمن ينظر إلى هذه الأعمال كما بالنسبة للمصور نفسه، فإن وجود اللوحة لا معنى له إلا إذا حضر الإنسان بصورة ما، إنه هو الذي صنعها وهي خلقت أصلا لأجله». ولد الفنان دلول في السويداء، سورية 1953، تخرج من كلية الفنون الجميلة بدمشق، قسم الحفر1977، وحصل على دبلوم المدرسة الوطنية للفنون الزخرفية ـ باريس، ثم حصل على دبلوم الدراسات المعمقة في الفنون التشكيلية- جامعة باريس الثامنة. وله مطبوعات فنية عديدة
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©