السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لمى حوراني: تصاميمي عناق روح المعدن بإنسانية الجسد

لمى حوراني: تصاميمي عناق روح المعدن بإنسانية الجسد
22 مارس 2009 02:46
أجمل ما في أعمال لمى حوراني هو بث الدفء الإنساني في برودة العنصر، فنشعر معها بأن للشجرة والطائر والمكان وحتى الحروف قيمتها الحقيقية، فهي تأتي من الإنسان مصاغة بفعله وإحساسه· وعندما توضع هذه القطع الفنية على جسم الإنسان، فانها سوف تأخذ منه وتعطيه ·· وتعيش إنسانية المعدن مع إنسانية الجسد''·· إليكم نص الحوار· ؟ هل من الممكن أن تقدمي لنا نفسك بإيجاز؟ ؟؟ لمى حوراني، فلسطينية الجنسية ومقيمة بالأردن، بدأت عملي في تصميم وإنتاج الحلي منذ العام ،2000 وأطلقت قاعتي الخاصة ومعرضي الأول في نيسان ·2004 حصلت على الشهادة الجامعية الأولى في الفنون الجميلة عام 2000 من جامعة اليرموك الأردن وأحمل دبلومين في التصميم و''الماجستير'' من معهد مارانجوني في مدينة ميلانو الإيطالية· ؟ كيف تستوحين تصميماتك ؟ ولماذا نراها تعبق برائحة الماضي؟ ؟؟ تصميماتي ليست محددة بزمان، ولكنها تقدم خيارات متعددة من البيئة الطبيعية ذات الألوان الثقافية المتنوعة للأردن والعالم العربي، وكل مجموعة من المعروضات مشبعة بتقاليد وحضارة الماضي، والتي تستعاد كتعويذات جميلة للمستقبل، محتفلة بالتراث والتنوع الحديث· أرسم وأصمم تحت إيحاء المحفورات والرسوم التي تزين جدران الوديان والكهوف واللقى الأثرية، ئوأستعيد في أعمالي صور الحضارات القديمة التي تعبر عن الحياة الإنسانية ما قبل اللغة والأديان،ئمن خلال الرموز الأليفة والبسيطة التي تحولت إلى وسيلة اتصال حرة تعبر عن الذات والسلام والوحدة· مجموعاتي تجاوزت المكان كمعنى لتصل إلى المعنى الأوسع، وهو الإنسان الأول قبل أن يكون هناك أوطان وأديان وثقافات تجعل من البشرية جنسيات وحضارات مختلفة ومتفاوتة· ؟ كيف تتعاملين مع الحجر لتخرجي منه هذا الفن والجمال وبهذا الكم والزخم؟ ؟؟ الأحجار أسطورتي الخاصة أشتغل عليه، وأحوله لأحاسيس أبث فيه من روحي ومخيلتي ليحمل تفاصيل حقيقة ومنمنة وعفوية في كثير من الأحيان، وأصيغها مع سلاسل من فضة أو جلد أو ذهب أو نحاس أصفر أو أحمر كذلك تتحول إلى أقراط وأساور وعقود وميداليات وأزرار قميص ومشابك وفواصل للكتب بألوان مختلفة· وأقسمها إلى مجموعات أصغر، فهناك حلي مستوحاة من وادي رم، وهناك ماهو مستلهم من البحر الميت وأخرى من رسوم الكهوف البدائية، أو من نهر الأردن· ؟؟ وهناك أيضا المجموعة الهندسية، حيث ابتكرت دائرتي الخاصة التي تشبه القروش الفلسطينية أوالنبطية والرومانية القديمة، بحيث لا تنتظم خطوطها بل تظل على تعرجها التلقائي وتحاول أن تكتمل في صورة دائرة· ومن الأشكال الهندسية الأخرى التي أضفت عليها أصالة مبتكرة المربع، الذي طوقته بالدائرة أو جعلت منه إطارا لها، في علاقة أشبه ماتكون بعلاقة المؤنث والمذكر· وفي الطلاسم التي نقشت على الإثنين رموز تؤشر إلى الحميمية التي تجمع الشكلين الهندسيين لتجعلهما شكلا جديدا واحدا منسجما وقائما بذاته· ؟ نرى تصميمات جديدة وخاصة للعقود تبتعد عن الشكل التقليدي للعقد؟ ؟؟لم يعد شكل العقود هو الشكل التقليدي في مجموعتي الجديدة، فيمكن أن تكون ''تعليقة العقد'' جانبية وليست متدلية في منتصف الصدر كما اعتدنا على رؤيتها، وكذلك هو الأمر في المشبك الذي عادة ما يكون موقعه خلف العنق، فقد جعلت منه ئ شكلا فنيا جماليا وحولت مكانه إلى الصدر، بحيث همشت الأساس وأبرزت المهمش· نحن إذا أمام مجوهرات وحلي تغدو بمجرد ارتدائها جزءا من صاحبتها، فلا يستبعد أن تتعلق الأصابع بتحريك هذه التعاويذ، أو الضغط على أنصاف الدوائر والمثلثات والمربعات المرنة والتي يمكن تقليبها كلعبة من نوع خاص، لعبة تتحول إلى عادة شخصية جدا· ؟ أين أقمت معارضك؟ ؟؟ أقمت عدة معارض في إيطاليا والكثير من دول العالم ولي مقتنون كثر لأعمالي الفنية، أعمالي ليست مجرد حلي، بل إبداعات فنية على درجة من الصعوبة والدقة، تتطلب الكثير من الشغف والحب لما أعمل، حين أرسم الاسكتشات تتدفق الصور هكذا، بعذوبة· تلك اللحظة أحس دائما أنني أكتب الشعر· ؟ هل يمكن القول إنك سليلة عائلة فنية ؟ ؟؟ أنا من عائلة تهتم بالثقافة والفنون، فوالدي هاني حوراني مدير مركز الأردن الجديد للدراسات فهو كاتب وباحث وكذلك فنان ومصور فوتوغرافي· ووالدتي سعاد عيساوي خريجة فنون جميلة·· تملك وتدير أول جاليري فنون خاص في الأردن وهو مركز رؤى للفنون، تربيت في الجاليري ومع المعارض والفنانين، وتدربت عيني على رؤية الأعمال الفنية وسماع حوارات الفنانين منذ كنت طفلة وهذا أثر في وفي عائلتي كثيرا· ؟ كيف تقضين وقتك؟ وأين هي خططك القادمة؟ ؟؟ كل حياتي مبنية على عملي، وأقضي غالبية وقتي في العمل، وأنا الآن بين مدينة ميلان الإيطالية حيث أعرض أعمالي وكذلك في عمان مدينتي، وأحاول أن أثبت وجودي عالميا·· أعمالي موجودة في متاحف بأميركا وفرنسا· أسافر وأحضر المعارض التي تقام للمجوهرات وأنتقي أحجاري التي أضعها في تصميماتي بنفسي من الهند والصين وإيطاليا والبرازيل والفلبين وإندونيسيا وتايلاند والمكسيك· ؟ إذن هناك علاقة وطيدة بينك وبين الطبيعة ؟ ؟؟ اختار خامتي الأولى ''الحجر''·· وبنيت علاقة وطيدة مع الطبيعة التي لم تبخل علي بالأفكار والأحجار الكريمة الثمينة، فاستخدمت في مجموعاتي الجديدة حجر التورمالين والجمشت والعقيق والعقيق الأحمر والفيروز'' حجري المفضل''، واللؤلؤ والكوارتز والجزع واليشب وغيرها· ؟ ماهي أمنيتك في مجال عملك الفني المبهر هذا؟ ؟؟ أن تقتني النساء المميزات لأعمالي وأن يتزين بها وهذا يكون قمة سروري وإحساسي بالتميز والانتشار· وفي الختام نقول: سلاسل طويلة وقصيرة وأحجام مختلفة، نقوش ورموز جميلة مثيرة للدهشة والسؤال، وكأنها التعاويذ التي حملها من سبقنا لتقيهم الغضب وتحميهم، حجارة بألوان وأشكال وأحجام مختلفة، كلها تحمل بتناغمها لوحة الطبيعة البكر وجمالها، روح الإنسان الذي يبحث عن الجمال منذ وجد في هذا الكون، فزّين السواعد والأعناق بالحجارة التي وجدها بألوان تبهره، ضمها بالمعدن والخيوط المجدولة وتزين بها، فأعادت لمى التاريخ منذ عهد الكهوف في إبداعها، لتعلقه إبداع من جديد بروح جديدة على جيد القرن الواحد والعشرين· في اللغة اسم لمى يعني الشامة الصغيرة التي تزين الشفاه المكتنـزة، وفي إبداعها وروحها كانت لمى الشامة التي تزين أرواحنا وعمّان بالجمال·
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©