الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«انطباعات فورمولا ـ 1» لوحات تزيِّن حلبة السباق بألوان إماراتية

«انطباعات فورمولا ـ 1» لوحات تزيِّن حلبة السباق بألوان إماراتية
6 نوفمبر 2012
دأبت الفنانة التشكيلية سمر الشامسي، على إثارة الجدل والتمرد على كل ما هو تقليدي. هي دائما ما تبحث في أعمالها ومعارضها الفنية التي تنظمها عن الجديد، وتتطلع بحسها الفني إلى ما هو غير متوقع، لتكسر التقاليد، وتنسف الروتين، وتذهب بألوانها وفرشاتها بعيداً وتعود بإبداعاتها الفنية مغلفة دائماً بالروح والنكهة الإماراتية، وبوجه خاص عندما يكون الحدث عالمياً. خورشيد حرفوش (الاتحاد) ـ هذه المرة، نجحت الشامسي أن تكون أول فنانة تشكيلية على الإطلاق يقام لها معرض فني بين جنبات حلبة سباق “فورمولا ـ 1” 2012، الذي يعد أعلى صنف من سباقات الفورمولا، ضمن سباق “الجائزة الكبرى” للسيارات في مرسى ياس، ليصبح معرضها “انطباعات فورمولا ـ 1” هو الأول من نوعه في تاريخ السباق الذي يرجع تاريخه إلى عام 1950. زينت لوحات الشامسي الفنية المشهد الرائع لأقدم وأشهر سباق عالمي للسيارات، حيث تتصدر العاصمة الجميلة أبوظبي بتألقها وحضارتها وروعة استعداداتها وتنظيمها ـ في قلوب عشاق هذه الرياضة ـ قائمة العواصم العالمية التي تستضيف السباق. “انطباعات” الشامسي، أوجزتها فنياً في ثماني لوحات بالحجم الكبير، استطاعت فيها أن ترصد ما تستحوذه هذه الرياضة من اهتمام جماهيري عريض، وما تناله من عشق لدى قطاع كبير من الجمهور، ومن الجنسيات كافة، وما تحظى به “فورمولاـ1“ من دعم رسمي وشعبي غير مسبوق. ولم يكن بإمكان الشامسي بطبيعة الحال أن تتخلى عن إضفاء روح أبوظبي والإمارات ـ بحسب تأكيدها ـ عن كل خطوط وألوان لوحاتها، وحيث اختلطت الحروف العربية وأبجديات “الضاد”، والثقافة العربية والحضارة الإماراتية، ومعالم أبوظبي وثراء تاريخها، بألوان العلم الإماراتي، وألوان ونماذج وماركات السيارات بتاريخ السباق، ومن ثم نالت نصيباً كبيراً من إعجاب وتقدير الرياضيين المتسابقين كافة الذين جاؤوا من كل أنحاء العالم، وهالهم ما رأوه من مبادرة فنية تشكيلية راقية جديرة أن تسجل للمرة الأولى في تاريخ السباق. في «البادوك» توضح الشامسي رؤيتها، وتمسكها أن يقام معرضها داخل ممرات حلبة السباق، على الرغم من أن الأمر بدا مستحيلاً في البداية، وتقول:”قناعتي بالفكرة والهدف جعلاني أقاتل حتى أنجح في اقتحام حلبة السباق بـ”انطباعات” إماراتية تتضمن أكثر من رسالة إلى العالم من حولنا، علينا أن نستثمر الحدث كما ينبغي، فلم يكن مقصدي أبداً أن يقام المعرض في أي مكان ضمن فعاليات السباق، لكنني عزمت أن أكون في قلب الحدث، وبالتعاون والتنسيق مع اللجنة العليا المنظمة، حيث تحمســوا كثيراً للفكرة بعد مشــاهدة اللوحات التي أنجزتها، وارتأينا أن يكون مكان المعــرض في جنبات الحلبة “البادوك” حتى يتســـنى للمتسابقين، ورجال الصحافة والإعلام، وغيرهم من كبار الشخصيات التي يصرح لهم بالوجود، والدخوــل إلى هذه المنطقــة من قبل المنظمة العالمـــية لتنظـيم سـباق “الفورمولا ـ 1 “ من أنحاء العالم كافة أن يشاهدوا ما حاولت التعبير عنه في لوحاتي لهذا الحدث العالمي المهم، وأن يسجل الحدث كأول مرة باسم أبوظبي، مادام السباق يقام فيها”. وتضيف الشامسي:”ربما تكون لوحاتي أنجزت في زمن قياسي قبيل السباق، لكنني حرصت على إبراز روح الإمارات في جميع لوحاتي قدر ما استطعت، وربما “انطباعاتي” عن الفورمولا نخبوية في هذه المرة، لكن كل ما كان يشغلني أن أستحضر رموزاً للثقافة والحضارة العربية والإماراتية بثرائها وتنوعها، لأنني أعلم أن النخبة التي يتاح لها مشاهدة اللوحات في تلك المنطقة، قد جاؤوا من بلدان العالم كافة، وأردت أن أُحملهم انطباعات سارة وإيجابية عن الإمارات وأبوظبي، وتاريخها وحضارتها المشرقة. فالحروف العربية عندما تتألق وتتداخل ألوانها مع الحروف الإنجليزية، وتمتزج بألوان العلم الإماراتي الأربعة “الأخضر والأبيض والأسود والأحمر”، وتأخذ شكلاً مطابقاً لخريطة الإمارات، وأبوظبي، وتتداخل ثانية في الوقت نفسه مع جميع ماركات و”موديلات” السيارات المشاركة في السباق، إنما هو بعد توثيقي وتاريخي يؤرخ للسباق بنكهة إماراتية خالصة، وفي الوقت ذاته يحمل طابعاً ترويجياً على الصعيد السياحي. وربما قصدت أن يغادر المتسابقون والضيوف من دون أن تسقط من ذاكرتهم صور هذه الحضارة المشرقة بكل عبقها وصورها وأصالتها”. دقة التفاصيل تحاول الشامسي أن تشرح لـ”لاتحاد”، كما تستفيض شرحاً لضيوفها، أن تبرز المعاني الفنية الكامنة في لوحاتها، وتشير إلى صعوبة ترجمة الأفكار، وربط الفكرة المراد توصيلها للمتلقي مع الحدث من خلال التصوير بالفرشاة والألوان للتفاصيل الدقيقة كافة، والاختلافات غير المرئية في نماذج السيارات، وكيف استطاعت أن تجعل من تشابك الحروف العربية والانجليزية، وبخطوط وانحناءات ونتوء أجسام السيارات وتعدد وتشابه بعضها، وتلك الاختلافات الدقيقة، حتى تمتزج وتكون لوحة إبداعية لا يغيب عنها روح المكان، وتخرج من قيود النمطية والجمود، لتخاطب إحساس وثقافة المتلقي، من دون الوقوع في فخاخ النمطية أو الاستنساخ، ولم يفوتني أن أستثمر وجود بيرني إيكليستون مدير المؤسسة الخاصّة المسؤولة والمروّج المتحكّم لهذه الرياضة، في أن أقرن خريطة أبوظبي بألوان علم الإمارات في لوحة شخصية له، تؤرخ في ذاكرته لهذه الدورة من السباق”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©