الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

8 شركات تقدمت لتنفيذ مشروع تخزين المياه الاستراتيجي في «الغربية»

8 شركات تقدمت لتنفيذ مشروع تخزين المياه الاستراتيجي في «الغربية»
23 فبراير 2010 00:35
تنظر هيئة البيئة بأبوظبي بالتعاون مع هيئة مياه وكهرباء أبوظبي في العروض المقدمة من ثماني شركات لتنفيذ مشروع التخزين الاستراتيجي للمياه في المنطقة الغربية بالقرب من منطقة ليوا، بما يوفر 7 ملايين جالون مياه يوميا تكفي لتغذية المنطقة الغربية ومدينة أبوظبي لمدة 90 يوما في حالات الطوارئ. وأوضح ماجد المنصوري أمين عام هيئة البيئة بأبوظبي أن المرحلة الحالية يجري فيها التقييم الفني للعروض على أن يكون منتصف مارس المقبل الموعد المحدد لوضع حجر الأساس للخزان الاستراتيجي الذي يعد الأكبر من حيث الكميات المنتجة على مستوى العالم. وأوضح المنصوري أنه نتيجة لزيادة الطلب على موارد المياه بشكل كبير في العشر سنوات الماضية، فقد أولت حكومة إمارة أبوظبي أهمية خاصة لتلبية الاحتياجات المائية المتزايدة سواء للزراعة أو الصناعة أو الاستهلاك البشري والمنزلي عن طريق إقامة مشاريع عديدة ومنها مشروع التخزين الاستراتيجي للمياه في إمارة أبوظبي. الطبقات الجوفية أفاد محمد داوود مدير إدارة الموارد المائية في الهيئة أنه سيتم تخزين هذه المياه في الطبقات الجوفية المناسبة والتي حددتها الدراسات الهيدروجيولوجية ما يؤدي إلى توفير مخزون احتياطي من المياه العذبة يقدر بحوالي سبعة ملايين جالون يوميا لمدة سنتين ونصف بما يكفي لسد العجز في المياه لمدينة أبوظبي والمنطقة الغربية في حالات الطوارئ لأكثر من 90 يوماً بطاقة إنتاجية تقدر بنحو 45 مليون جالون يومياً مع إمكانية التوسع في الضخ إلى 100 مليون جالون يومياً في المستقبل. وأوضح داوود أن تقنية التخزين الاستراتيجي للمياه في الخزانات الجوفية واستعادة المياه التي تم تخزينها تعتبر مفهوما جديدا نسبيًّا في دول الخليج، وتعتبر إمارة أبوظبي في المقدمة من حيث إجراء دراسات الجدوى والمشاريع التجريبية. وتقوم الهيئة بالإشراف على مشروع التخزين الاستراتيجي في المنطقة الغربية (منطقة ليوا) وقد تم البدء بالمرحلة التجربية للمشروع منذ عام 2003 والتي انتهت في عام 2006 وقد أثبتت هذه المرحلة نجاح تقنية تخزين المياه بحقنها في الخزان الجوفي، حيث ان النتائج الأولية أظهرت نجاح المشروع بنسبة تزيد على 85%. ثلاث مراحل يشمل المشروع ثلاث مراحل هي: مرحلة دراسة الجدوى والتي انتهت الهيئة منها في 2003 حيث تم فيها مراجعة شاملة لجميع البيانات المتاحة وجمع البيانات من المصادر المختلفة وإنشاء نموذج لمحاكاة منطقة الدراسة وتقييم البدائل المقترحة لموقع المشروع من خلال تطبيق مجموعة من المعايير وحفر بعض الآبار وإجراء اختبارات الضخ واختيار أنسب هذه المواقع. أما المرحلة الثانية فتتمثل بمرحلة المشروع التجريبي وتم فيها تصميم مشروع تجريبي على نطاق صغير متضمنا التوصيلات وخطوط الأنابيب والطلبات وآبار الشحن ومعدات القياس في الحقل، ومصادر الطاقة اللازمة للتشغيل وشبكة المراقبة لكميات المياه التي يتم حقنها نوعاً وكماً، علما أن هذه المرحلة تم الانتهاء منها في 2005، وأكدت النتائج نجاح المشروع التجريبي وثبوت الجدوى الفنية والاقتصادية والبيئية. وأفادت الهيئة أن المشروع التجريبي يستفاد منه حاليا في حقن نحو مليون جالون يومياً. وكان المنصوري أوضح خلال جلسة اعتماد المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي في يونيو الماضي مشروع التخزين الاستراتيجي للمياه آنذاك، أنه يوجد في إمارة أبوظبي العديد من محطات التحلية على الخليج العربي بالإضافة إلى الكميات التي يتم ضخها من محطة قدفع بالفجيرة على خليج عمان، وتصل السعة الإنتاجية من مياه التحلية بالإمارة إلى 630 مليون جالون يومياً تستخدم في القطاع المنزلي والتجاري والصناعي والزراعي وري بعض المسطحات الخضراء والحدائق العامة والمتنزهات. غير أن الاعتماد الكلي على محطات التحلية يثير دائما تساؤلاً حول الأمن المائي وإمكانية تعرض هذه المحطات لمشكلة التلوث في الخليج نتيجة لتسرب نفطي أو التوقف لأعمال الصيانة أو الكوارث الطبيعية ومدى وجود مخزون مائي يكفي للتغلب على هذه الحالات الطارئة. وبذلت حكومة أبوظبي جهوداً كبيرة لبناء خزانات للمياه العذبة غير أن هذه الخزانات بالإضافة إلى المخزون المائي بشبكة التوزيع نفسها لا يكاد يفي باحتياجات متوسط الاستهلاك لأكثر من يومين فقط كما هو الحال في معظم دول الخليج العربي. عوامل النجاح أوضح المنصوري أن من أهم عوامل نجاح المشروع الرؤية الاستراتيجية الواضحة لإدارة هيئة البيئة المستمدة من رؤية القيادة في إمارة أبوظبي والخطة الاستراتيجية2030 للإمارة، كما لعب الإعداد الجيد للمشروع دورا بارزا في نجاح المشروع تمثل في دراسة عدة جوانب مثل البيئة العامة ودراسة وتقييم المخاطر والموارد المتاحة والإمكانات البشرية والثقافة والأنظمة القائمة والتشريعات السائدة، ولاقى هذا الإعداد القبول من المسؤولين والشركاء الاستراتيجيين، إذ يتطلب التنفيذ الناجح للمشروع تحليلاً وتفهماً كاملين لهذه العوامل في مرحلتي التخطيط والتنفيذ. معطيات فنية تم تحديد عوامل النجاح الحاسمة في المشروع بناء على المعطيات الفنية التالية: القدرة على تخزين كميات كبيرة من المياه للطوارئ (حوالي 4 مليارات جالون قابلة للزيادة حتى 30 مليار جالون) مقارنة بجميع البدائل الأخرى، الحفاظ على نوعية المياه التي يتم تخزينها لمدة تصل إلى 20 سنة مقارنة بالبدائل الأخرى والتي لا تزيد على 4 إلى 5 أيام، الجدوى الاقتصادية الكبيرة وانخفاض تكلفة أعمال البنية الأساسية إلى 8 .0 درهم للجالون مقارنة بالبدائل الأخرى 5 .3 درهم، انخفاض الأثر البيئي مقارنة بالبدائل الأخرى وانخفاض معدل استخدامات الأراضي، تحقيق كفاءة استعاضة للمياه المخزنة تصل إلى 83% مقارنة بما تم إنجازه في الدول الأخرى (الولايات المتحدة 77%) . وروعيت عند تحديد عوامل النجاح مقارنة ما يمكن إنجازه من الأهداف المرجوة من خلال هذا المشروع بقدرة البدائل الأخرى المتاحة على تحقيق نفس الأهداف من الناحية الفنية والاقتصادية والبيئية، وكذلك الإنجازات التي تحققت في مشاريع مماثلة من خلال تجارب الدول الأخرى. تكلفة المشروع أكد المنصوري أن المشروع ساهم في توفير مساحات كبيرة من الأراضي مقارنة بالبدائل الأخرى، وتقليل تكلفة التخزين بشكل كبير، حيث انخفض معدل استخدام الأراضي للمنشآت السطحية اللازمة للتخزين من 250 هكتارا إلى 15 هكتارا، كما قلت تكلفة البنية الأساسية اللازمة لتخزين الجالون الواحد من المياه من 5 .3 درهم إلى 8 .0 درهم، وتكلفة التشغيل والصيانة لتخزين الجالون الواحد من 5 .1 إلى 25 .0 درهم. وقال المنصوري إن هناك العديد من الفوائد المباشرة للمشروع منها: إمكانية الاحتفاظ بمخزون استراتيجي كبير يكفي لمدة 90 يوما قابلا للزيادة، عدم تعرض القطاع السكاني والصناعي والتجاري لخسارة كبيرة نتيجة حدوث نقص مفاجئ في موارد المياه عند حدوث أي حالة طوارئ، ثبوت صلاحية التخزين الاستراتيجي من خلال التخزين الجوفي كأحد البدائل الاقتصادية بالإمارة، وضع إمارة أبوظبي على خريطة الدول الرائدة من حيث المنافسة في مجال التخزين الاستراتيجي والتغلب على حالات الطوارئ، كسب ثقة المستثمرين وعدم الخوف من النقص المفاجئ لموارد المياه اللازمة للقطاعات التنموية. أما على الصعيد البيئي فإن للمشروع الكثير من الآثار البيئية نتيجة استخدام تقنية الحقن في الخزانات الجوفية مثل: تقليل حجم المنشآت السطحية، الحفاظ على نوعية المياه المخزنة بعيداً عن التلوث لفترات كبيرة، تقليل الحاجة لمعالجة المياه مقارنة بالبدائل الأخرى التي تحتاج لمعالجة المياه وتجديدها كل 48 ساعة نتيجة ركود المياه المخزنة، المرونة الزمانية والمكانية للتخزين الجوفي، تقليل الفاقد من المياه بالتبخر أو التسرب من الخزانات الخرسانية أو المعدنية السطحية. 560 لتراً معدل استهلاك الفرد من المياه في أبوظبي يومياً يقدر الاستهلاك اليومي للفرد من المياه في إمارة أبوظبي بحوالي 560 لترا من المياه وهو ما يعد من أعلى المعدلات العالمية، وفقا لاستراتيجية البيئة للإمارة للأعوام 2008-2012. ويصل الاستهلاك السنوي في إمارة أبوظبي إلى 800 مليون متر مكعب في السنة، وعليه فإن الخزان سيكون مصمما لاستيعاب ما نسبته 200 مليون متر مكعب سنويا، يكون بمثابة احتياطي يستخدم في حالات الطوارئ. ويبلغ معدل استهلاك المياه في إمارة أبوظبي 26 ضعفا لمستوى الامدادت المتجددة، وتتدهور مستويات ونوعية المياه الجوفية في العديد من المناطق نتيجة السحب العشوائي غير المنظم، خاصة للاستخدامات الزراعية ولري الغابات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©