السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صحافة الرشوة

صحافة الرشوة
22 مارس 2009 02:46
السلطة الرابعة هكذا هي في مجالاتها المتعددة من حيث الفنون التي تندرج في صفحاتها الزاهية، ومن سلطتها استطاعت أن تتوصل إلى حقائق كثيرة أنصفت البعض وأطاحت بآخرين، فهوت أنظمة سياسية بفعل الصحافة وذلك بقوة الكلمة التي تغلبت على قوة المدافع والبوارج الحربية· ومن خلال تداعيات العالم المتقدم فقد أفرزت هذه الحياة الكثير من السلوكيات كان دور الصحافة جلياً في الوقوف على ما يجب الوقوف عليه والذي يخدم ربما الصالح العام وربما ''كثيرا'' مصالح الصحافة إن كانت تحت الخصخصة المالية في إدارتها· كثيرا ما كشفت الصحافة أوكار الرشاوى والفساد الإداري، وذلك من منطلق الفكر الذي يقود ثورة المعلومات الصحفية في قطاعاتها المختلفة، ولكن هناك سؤالا بات يطرح كثيراً في الأوساط الصحفية، مفاده: هل يكون الصحفي مرتشياً وفقاً لمصالحه الشخصية واحتياجاته العامة التي ربما لم تستطع المؤسسة الصحفية أن تكفلها له؟، وبالتالي لجأ إلى تأمين مصالحه وفق خطوط عامة مغلفة بخدمة مؤسسته، أم أن الهبات والعطايا التي يتلقاها من الآخرين لا تدخل في منظومة الرشوة وإنما المنفعة؟· ففي ذلك تفاسير عديدة· هذا إذا كان على مستوى الأفراد، لكن عندما تكون هناك مؤسسات صحفية خاصة تسلط كافة هجومها لمن لا يروق لها في طرح سلبيات بعض من شركات القطاع الخاص وخاصة تلك التي لا تعطي المؤسسة حيزا من إعلاناتها التجارية، في المقابل تكون هناك توجهات لتلك الصحيفة على بعض المؤسسات الدافعة بردا وسلاما كونها أكبر معلن يدر لخزينة المؤسسة استمرارا لوجودها· من الصعوبة أن توجه الصحيفة نقدها وتحقيقاتها لما تقوم به بعض مؤسسات القطاع المصرفي وشركات الاتصالات من ضعف في تقديم الخدمات أو بعض التجاوزات التي تثقل كاهل الفرد في المجتمع، بحكم المصلحة فيما بينهم، وفي هذا النطاق أتذكر حادثة وقعت لي في أحد القطاعات المصرفية وقد اعترفت الجهة بخطئها وتكبدتُ خلالها خسائر كثيرة، فأردت أن أشاكس بعض الصحف بهذه القضية لكنني صددت بأن هذه الجهة لا يمكن أن ننشر حقائقها كونها ستفقد ثقتها السوقية وبما أن هناك شراكة فيما بيننا لا يمكن أن أضر بها ولو كان هناك متضرر· ثقة الصحافة في طرحها والواقعية والشفافية التي تعمل عليها هي رموز ونظريات بدأت تختفي لاختفاء المهنية الصحفية عند البعض وليس الكل، وذلك نظرا لما أفرزته الأحداث في عالم متفاوت المصالح، فجاءت النتائج على حساب الحقيقة في بعض من توجهاتها· فهل ستظهر قضايا صحافة الرشوة في الوطن العربي في ميزان المحاكم في القريب الآجل؟، وهل لعدم إعطاء الصحفي حقه المهني دفعه إلى انتهاج الرشوة الشرعية حتى يضمن العيش الكريم؟ هلال بن سالم الزيدي كاتب وإعلامي abuzaidi7002@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©