مراد المصري (جدة)
فتح النصر صفحة جديدة في مواجهاته أمام الأندية السعودية في الشكل الجديد لمسابقة دوري أبطال آسيا، بعدما حقق أول انتصار بعد أربع مباريات أمام أهلي جدة تعرض فيها لثلاث هزائم وتعادل مرة واحدة، لكنه رد الدين لجاره في نفس المدينة، حينما تفوق على الاتحاد أمس الأول بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد، في مواجهة حاشدة ليلة أمس الأول في الجولة الثالثة ضمن المجموعة الأولى في الدور الأول لدوري أبطال آسيا، ليتصدر «العميد» الترتيب برصيد 6 نقاط.
وكتب «الأزرق» سيناريو أنيق ترجمه بهدف بعد مرور أقل من 40 ثانية، ثم عاد وانتفض رغم إدراك أصحاب الأرض التعادل ليدك شباكهم بهدف ثاني قبل ربع ساعة على نهاية المباراة، ليفرض «الصمت» على أرجاء ملعب الجوهرة في جدة، حيث ارتفعت أهازيج الجماهير النصراوية التي زحفت إلى السعودية لمساندة فريقها، فوق صمت ما يقارب من 40 ألف متفرج.
وفرض البرازيلي نيلمار نفسه نجماً بإحراز الثنائية ليكون صاحب النصيب في أن يسجل الهدف رقم 100 في النسخة الحالية للبطولة، وسط أداء مميز من البوركيني جوناثان بترويبا وأحمد الياسي اللذين مهدا معاً الطريق نحو الهدف الثاني، فيما كان الأداء رجولياً في وسط الميدان بوجود عامر مبارك وخالد جلال، وفي الدفاع الذي تناوب فيه محمود خميس ومسعود سليمان وخليفة مبارك ومبارك سعيد، فيما خطف الحارس أحمد شمبيه الأضواء بتصديه الحاسم للكرة الخطيرة في الوقت المحتسب بدل الضائع.
ونقل أحمد هاشم خوري، نائب رئيس مجلس إدارة النصر، مباركة الشيخ راشد بن حمدان بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس الإدارة، الذي بارك الفوز، وأشاد بالروح القتالية وعزيمة الرجال التي ظهر عليها لاعبو النصر طوال دقائق اللقاء، إلى جانب تحليهم بالروح الرياضية العالية أمام أشقائهم فريق الاتحاد السعودي، لتكون المباراة لوحة أنيقة تعكس تطور الكرة الخليجية على المستوى الخليجي.
وأكد رئيس مجلس إدارة النصر، أن رغبة اللاعبين وتفانيه من أجل تحقيق الفوز، نابعة من حسهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، وإدراكهم لطموحات الجماهير التي تتطلع دائما نحو تحقيق الأفضل، وأن الإدارة ستواصل حرصها على توفير كافة المقومات اللازمة لهم من أجل النجاح في المستقبل.
وقال خوري: «الاتصال الهاتفي من رئيس مجلس الإدارة، جاء ليثلج صدرونا جميعاً، خصوصاً أن الفوز تحقق مع بداية مرحلة جديدة من عمر الإدارة، التي بدأت مرحلة جديدة تسعى من خلالها لمواصلة رحلة البناء التي بدأتها الأجيال المتعاقبة لقلعة العميد، مروراً بإدارة مروان بن غليطة، الذي كان مثالاً يحتذى به في الإخلاص بالعمل، وقيادة النصر إلى منصات التتويج في مختلف الألعاب الرياضية».
وأكد خوري، أن الفوز يضاعف المسؤولية من أجل مواصلة التركيز على الهدف المنشود، وهو بلوغ الدور الثاني من المسابقة، وتحقيق الطموحات التي تعكس مواصلة تطور الفريق هذه المرة من بوابة البطولة الآسيوية.
ومع إطلاق الحكم صافرة النهاية، توجه هزاع أحمد سالم المنصوري، القنصل العام للدولة في جدة بالإنابة، وحميد الطاير رئيس شركة النصر لكرة القدم، يرافقهم عبدالله بوعميم المدير التنفيذي للنصر، وعبدالله سالم الحميري مساعد القنصل العام، إلى غرفة ملابس اللاعبين لتهنئتهم والإشادة بالأداء الذي قدموه، حيث كانوا خير سفراء للدولة في هذا المحفل الخارجي، وشرفوا الكرة الإماراتية بالمستوى والنتيجة الإيجابية.
من جانبه، أكد الصربي إيفان يوفانوفيتش مدرب النصر، أن فريقه قدم عرضاً كروياً على مستوى عالٍ منحه الأفضلية في حسم نتيجة المباراة على حساب فريق يتميز بقدرات فنية عالية ويملك قاعدة جماهيرية كبيرة، وقال: «كان هدفنا من البداية ألا نترك لفريق الاتحاد حرية اللعب بالأسلوب الذي تعود عليه، وقمنا بسلاح الضغط عليه، وبهذه الطريقة جعلنا جماهير الاتحاد لا تضغط على فريقنا، وبعد أن نجحنا في السيطرة على مفاتيح اللعب كان من السهل علينا مجاراة لاعبيه والسيطرة عليهم».
وأوضح المدرب الصربي أن فوز النصر جاء في الوقت المناسب وبجدارة، بعد أن تحكم فريقه بشكل كامل في مجريات المباراة ومفاتيح اللعب، وكان الأفضل في الاستحواذ على الكرة وخلق الفرص، وقال: «تحكمنا بشكل جيد في أحداث المباراة، وخلقنا العديد من الفرص، وكنا نستحق الفوز بهذه النتيجة، وما ما يضاعف قيمة الفوز أننا تمكنا من الفوز على فريق كبير بحجم الاتحاد المعروف بخبرته وتجربته الطويلة في مثل هذه المباريات، والمهم أننا استمتعنا بأجواء كروية رائعة في الملعب بين الفريقين زادها الحضور الجماهيري الكبير طعما خاصّا، وأشكر محبي النصر الذين حضروا إلى ملعب جدة، وكانوا عنصراً فاعلاً في الفوز».
وعن الفرق الكبير بين أداء النصر في الدوري المحلي ودوري أبطال آسيا في مباراة الإياب أمام سباهان الإيراني، واتحاد جدة، كشف يوفانوفيتش أن العميد لا يملك الخبرة الكبيرة في المسابقة القارية، ولكنه يحاول كسب التجربة من مباراة إلى أخرى، ويتطلع دائماً إلى أن يكون في مستوى هذه المسابقة الكبيرة، لذا يملك اللاعبون الدافع المعنوي القوي لتشريف ناديهم وكرة الإمارات بشكل عام، وقال: طبعاً اللعب يختلف بين الدوريين المحلي والقاري، وكرة القدم التي شهدناها أمام الاتحاد أسرع وأقوى، وحالات توقف اللعب أقل بكثير مما نراه في الدوري المحلي«.
وحول تزامن فوز النصر المهم مع الهيكلة الجديدة لإدارة النادي، ثمّن المدرب الصربي حالة الاستقرار التي ينعم بها الفريق على مستوى مجلس الإدارة منذ 5 سنوات، وقال:« قام مجلس الإدارة السابق برئاسة مروان بن غليطة بعمل كبير لتطوير الفريق، وقدم له كل الدعم، وأعتقد أن اليوم مهم لمجلس الإدارة الجديد برئاسة حميد الطاير، ونحن سعداء بأن نهديهم هذا الفوز، وأتمنى لهم التوفيق في عملهم».
ورفض المدرب الصربي اعتبار توقيت الهدف المبكر لمهاجمه نيلمار المفتاح الرئيسي الذي نجح منة خلاله النصر في فرض أسلوبه على الاتحاد، مبرراً ذلك أن الفريق السعودي نجح في إدراك التعادل بعد 13 دقيقة من انطلاقة المباراة، ومنح نفسه فرصة ذهبية للعودة من جديد، لكن تفوق النصر على جميع المستويات ولعبه بطريقة منظمة حال دون تمكن الاتحاد من تسجيل أهداف أخرى.
وأكد يوفانوفيتش أن نتيجة الفوز على الاتحاد في عقر داره بهدفين تغني عن الحديث عن الفرص السهلة التي أهدرها النصر، والتي كان بإمكانه أن يحسم بها المباراة بنتيجة عريضة.
عدد اليوم
