الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الوطن والحب والحرية في قصائد رمزية تطارد الشغف

14 نوفمبر 2013 23:58
محمد وردي (الاتحاد) - أحيت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة أمسية شعرية، بقاعة ملتقى الكتاب، شارك بها الشعراء محمد علي شمس الدين، وإبراهيم محمد إبراهيم وحسين القباحي، في إطار فعاليات الدورة الثانية والثلاثين لمعرض الكتاب الدولي في الشارقة. قدم للأمسية الشاعر طلال سالم، منوهاً بإنجازات الشعراء الضيوف، الذين تركوا بصمات راسخة في دنيا القصيدة، مؤثراً الاقتصاد في الكلام ليُخلي الميدان لفرسان الكلمة وسادة البيان، حسب تعبيره. بـ “قبلة” بدأ الشاعر شمس الدين الأمسية، وهي قصيدة أخذ فيها مذهباً دلالياً، يحيل الرمز إلى ما فوق العشق الحسي، ويتجاوز المعنى بالكناية إلى ما بعد اللغة، حيث الشغف الصوفي الأبهى والأكمل والأجلّ: كان أبي يعبث أحياناً بالكلمات/ فيسألني مثلاً عن معنى القبلة كيف تكون؟/ فأقول له: القبلة سر معقود بين شفتين وجسر لا يعبره إلا الغاوون/ يضحك من نزقي ويعدل من جلسته/ ويقول: أنت نسيت الفكرة/ وأضعت العبرة/ فالقِبْلة حيث توجه وجهك نحو الله/ كانت ما بين اثنين يضمهما شغف الحب/ وما زالت حتى لو ذهبت نحو جهات أخرى. وقرأ شمس الدين قصائد “مريم” و”مقاطع من دموع الحلاج”. وختم بقصيدة طويلة من جديده ، بعنوان “النازلون على الريح”، يقارب فيها النوازل التي حلت على سوريا، وأحالتها إلى دماء وأشلاء، تستصرخ تدمر زنوبيا أو الزباء، وشام الأمويين، وحلب الحمدانيين، وحمص ابن الوليد، وهدير حماة أم النواعير، من دون مجيب، سوى الخراب والنعيب. فيقول: نشر النازلون على الريح/ اشلاءهم في العراء/ نشروا سراويلهم/ وسراويل أولادهم والنساء/ أوقدوا نارهم من بقايا كراماتهم/ ولم يستريحوا/ فأعينهم شاخصة إلى حيث تعصف ريح الشمال/ وليسوا بقايا من الزنج هم/ من غجر رُحَّلٍ/ أو رجال ينامون عند طلوع الفجر/ فإن أقبل الليل قاموا إلى لهوهم والغناء/ تعصف الربابة إن ذكرتهم/ أو ضواحي دمشق/ وحمص. وما عمر السابقون من الأرض/ أو صنعوا من بيوت/ شرشر منها دم خالص/ وتلجأ حتى الكلاب إليها/ ولا ملجأ اليوم مما يراه الملوك/ وما يرسم الأقوياء. من جهته قرأ الشاعر الإماراتي إبراهيم محمد إبراهيم، من قديمه وجديده مجموعة من القصائد، استهلها بمقطعين من “أوبريت” غنائي جديد، يعمل على تلحينها وغنائها مجموعة من الموسيقيين والفنانين الإماراتيين، برعاية رسمية، ستقدم بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الثانية والأربعين في الثاني من ديسمبر المقبل. والمقطعان بمثابة غنائية بهيجة بحق، تتدفق من القلب بانسياب عذب وفرح سخي، فيتمظهر الوطن في المقطع الأول، وكأنه دار تضم أهلها بحدب قلب رؤوم، يفيض بالدفء والمسرة في كل حين، ويتسرب بلهفة لا تتردد ولا تتبدد أبداً: يا دار يا واحة الأخيارْ بقلوبنا البيض معمورهْ ما عازنا في السلام أشعارْ ولا عازنا في الوغى شورهْ نحنا لها في الظلام أقمارْ وِلْها إذا دارت الدورهْ بعيوننا نحضن الخطّارْ بِوْجوه طلقهْ ومسرورهْ أرض الإمارات طوق أزهارْ حول المحبين يا نورهْ وأرض الإمارات جمر ونارْ للواهم اللي قِصَرْ شورهْ أيضاً قرأ الشاعر إبراهيم محمد قصائد “الأخبار”، و”مزدحم بي” و “قلب الفتى” و”العقرب” و”انكفاءة على امرأة ووطن” و”المهرج “، التي يقول فيها: ينامُ المُهرّجُ/ بعدَ انقِضاءِ النهارِ الطويلِ/ بألوانِهِ/ في رصيفِ الهباءِ/ ويصحو/ ليُكمِلَ جولَتَهُ/ ويُغَنّي بِلا رِئةٍ .. ينامُ المُهَرّجُ/ يحلُمُ عرضاً جديداً/ بِهِ يستَخِفُّ الرُّعاعُ/ ويُضحِكُهُمْ../ ثُمّ يبكي وحيداً/ بزاوِيةٍ في الجِوارِ/ لِكي لا يراهُ أحَدْ./ ينامُ المُهَرّجُ مُنتَحِباً/ حينَ تغفو عيونُ البَلَدْ./ ينام المُهرّجُ،/ يصحو المُهرّجُ،/ يُضْحِكُنا .. / وتموتُ بِهِ روحُهُ في رصيفِ الهباءِ،/ ويبقى الجَسَدْ. وختم الأمسية الشاعر المصري حسين القباحي، بقراءة قصائد: “عناق” و “رداء النعش” و “للأولين”، و”عودة المسافر القديم” التي يقول فيها: حيناً/ يا كوكبة السحر المورق في دنياي البكر/ يكون نشيد طلوعك/ طعم الفجر/ حروف البدء الأولى/ لغة الخلق لكل الفنون العشق/ وكل دروب الشوق/ وكل نعيم الدفء على أروقة الصفو/ المفعم بالترحال/ إلى عينيك الراسمتين حدود العالم/ فوق شطوط الألم النهر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©