سقط 14 قتيلا بينهم طفلان برصاص قوات الامن السورية امس في حمص وإدلب ودير الزور وفق ما اعلن ناشطون حقوقيون، تحدثوا أيضا عن اطلاق الجيش حملة مداهمات واعتقالات واسعة في حماة وحرستا ودوما في ريف دمشق، وقيام مسلحين يعتقد انهم “منشقون” بمهاجمة مقر حكومي في معرة النعمان. في وقت أحالت فيه السلطات عددا من الناشطين الى القضاء بتهمة السعي الى تغيير كيان الدولة والتحريض على التظاهر.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان “ان 4 مدنيين وطفلا قتلوا برصاص قوات الأمن في ريف إدلب”، وأوضح “ان احد المدنيين قتل بإطلاق رصاص على سيارته من احد الحواجز الأمنية في بلدة تلمنس شرق مدينة معرة النعمان”، واضاف “ان طفلا كان داخل منزله قتل بإطلاق رصاص من حاجز امني في بلدة حيش، بينما قتل مدنيان من سهل الغاب في بلدة كفر نبل بإطلاق رصاص من قبل قوات الأمن على سيارتهما”.
وأوضح المرصد “ان مجموعة من المسلحين يعتقد انهم منشقون هاجموا بقذائف “ار بي جي” مقر رابطة شبيبة الثورة الحكومي الذي يتجمع فيه عناصر الأمن السوري في معرة النعمان، وأضاف “ان المنشقين اشتبكوا مع عناصر الأمن المتمركزين حول المقر”. لكن لم يذكر تفاصيل حول الخسائر التي نجمت عن الاشتباك. وأضاف أن قوات الأمن نفذت حملة مداهمات في بلدة كفرومة، حيث قامت باعتقال اكثر من 100 شخص خلال الأيام الثلاثة الماضية”.
أما رسميا، فنقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر قوله “ان الجهات المختصة في محافظة إدلب نفذت عملية نوعية في كفرومة أسفرت عن القبض على 57 مطلوبا ومصادرة اسلحة وذخائر وأجهزة اتصال حديثة”، واضاف “ان الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعة إرهابية مسلحة في بلدة كنصفرة واسفر الاشتباك عن إصابة احد عناصر الجهات المختصة ومقتل ثلاثة مسلحين وجرح آخر”. ونفى المصدر تعرض مقرات حزبية وامنية في المدينة وخارجها لهجمات مسلحة موضحا ان هذا الخبر عار عن الصحة ويأتي في اطار التشويه الاعلامي للحقائق.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 5 مدنيين قتلوا في حمص بينهم اثنان تعرضا لاطلاق رصاص من حاجز امني في حي كرم الزيتون. وقال ان تعزيزات عسكرية وامنية تضم اكثر من مئتي عنصر وسيارات رباعية الدفع وصلت صباحا الى مدينة الحولة (ريف حمص) وتمركزت الى جانب مقر جهاز امني.
وقتل مدنيان آخران وطفلة بإطلاق رصاص خلال حملة مداهمات نفذتها قوات الامن في دير الزور”. وقال المرصد “ان الطفلة قتلت إثر إصابتها بطلق ناري خلال مداهمات القوات السورية بحثا عن مطلوبين في بلدة صبخان (ريف دير الزور).
وقال المرصد ان قوات الامن نفذت ايضا حملة مداهمات واعتقالات واسعة في حرستا في ريف دمشق اسفرت عن اعتقال العشرات، كما نشرت حواجز أمنية في شوارع المدينة”. وكان مسلحون يعتقد انهم من “المنشقين” هاجموا امس الاول مقر المخابرات الجوية في حرستا.
وقال مقيمون ومصادر بالمعارضة لـ”رويترز” إن الهجوم أسفر عن سقوط 20 قتيلا وجريحا من الشرطة. واضاف أحد الذين يزودون المنشقين باحتياجاتهم “استخدم المنشقون قذائف صاروخية وبنادق آلية وتمكنوا من إحداث خسائر بشرية في صفوف من كانوا موجودين داخل السور الخارجي”.
وقال أحد المقيمين في حرستا طلب عدم نشر اسمه إنه لم تقع خسائر في صفوف المهاجمين وإن العملية استمرت عشر دقائق. وأضاف أن معظم المنشقين من ضاحيتين في دمشق هما حرستا ودوما. وقال آخرون إن نحو 70 شخصا اعتقلوا في الساعات الماضية وإن ضباطا من مخابرات القوات الجوية داهموا المنازل ودمروا منشآت تجارية عديدة. وقال مقيم آخر “أقيمت حواجز الطرق في كل مكان بحرستا خاصة في حي السيل حيث يتركز النشطاء وخربت خمس ورش للمنسوجات”، وأضاف “شاحنات مخابرات القوات الجوية تقوم بدوريات في الضاحية ايضا والضباط يحملون قذائف صاروخية”.
وقالت عضو المجلس الوطني السوري المعارض كاترين التلي ان الهجوم على مجمع المخابرات أمر يمكن تفهمه بعد اشهر واجه خلالها المحتجون السلميون العنف والاعتقال والتعذيب. وأضافت “ان الهجوم شنه أفراد من الجيش السوري الحر لا من المدنيين المسلحين، ولكن في النهاية ما سيحدث هو ان الناس ستسعى إلى وسيلة تدافع بها عن نفسها”.
وكتب رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون في بيان صدر امس “نحن على مفترق طرق، احد هذه الطرق يؤدي بنا الى الحرية والكرامة وآخر يؤدي بنا الى الهاوية والانجراف، نحو حرب اهلية لم يكف النظام عن محاولة إشعالها ليجهض ثورتنا”.
ودعا غليون إلى تهدئة التوتر الطائفي بين العلويين والسنة خاصة في مدينة حمص المضطربة. وقال في بيان ان الأسابيع الماضية شهدت اعمال خطف وقتل وتصفية حسابات بين أبناء الانتفاضة، وهو ما يمثل تهديدا لمكتسبات الثورة ويقدم خدمة جليلة للنظام السوري.
إلى ذلك، ذكرت الوكالة السورية الرسمية “سانا” ان خمسة وفود من الصين وروسيا واسبانيا والمانيا وكوبا زاروا مدينة حماة امس للاطلاع على عدد من المرافق العامة والخاصة التي تعرضت لاعمال التخريب والحرق والسرقة على يد المجموعات الارهابية المسلحة. واضافت “ان اعضاء هذه الوفود زاروا ايضا بعض المشافي الخاصة التي زعمت القنوات الفضائية المغرضة أنها تعرضت للدمار والهدم من قبل قوات الجيش، وشاهدوا أن هذه المشافي لا تزال قائمة ولم تصب بأذى”.
من جهة ثانية، ذكر المحامي ميشيل شماس ان عددا من الناشطين السوريين الذين اعتقلوا منذ نحو اربعة اشهر تمت احالتهم الى القضاء. وقال “ان قاضي التحقيق الاول في دمشق قرر احالة الناشطين الى قاضي الاحالة، لاتهامهم بجناية إنشاء جمعية تهدف الى تغيير كيان الدولة والنيل من هيبة الدولة وبث انباء كاذبة والتحريض على التظاهر”. وذكر ان المتهمين هم عاصم حمشو وشادي ابو فخر وهنادي زحلوط وعمر الاسعد ورودي عثمان وافتخار سعيد وملك الشنواني وسرور الشيخ موسى وجوان ايو. واوضح ان قاضي الاحالة سينظر في اوراق القضية وسيقوم على اثر ذلك إما بإثبات التهمة الموجهة اليهم او ان ينقض قرار قاضي التحقيق بشكل كلي او جزئي. وعبر عن امله بالإفراج عنهم جميعا نظرا للمرحلة التي تمر بها البلاد.
وافرجت السلطات السورية عن عالمة النفس السورية رفاه ناشد المعتقلة منذ 10 سبتمبر، كما أفادت عائلتها المقيمة في فرنسا والتي قالت “ان رفاه اطلق سراحها مساء الاربعاء وقد وصلت الى منزلها في سوريا في صحة جيدة”. وتبلغ رفاه ناشد السادسة والستين من العمر وعولجت من سرطان وشفيت منه، وهي تعاني من اضطرابات في القلب ومن ارتفاع في ضغط الدم وكانت تخضع لعلاج طبي في بيروت وباريس.
عدد اليوم
