الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حق العودة... سجال حول تصريحات عباس

6 نوفمبر 2012
جويل جرينبيرج القدس استقبلـت ملاحظـات رئيـس السلطـة الفلسطينية محمود عباس، التي ألمح فيها إلى تخليه عن "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين، وهو موضوع جوهري في النزاع مع إسرائيل، برد فعل حذر من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، على رغم أن تلك التلميحات، أثارت عاصفة من الجدل في الأراضي الفلسطينية. وفي هذا السياق قال نتنياهو في بداية اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي: "لن تتبين المواقف الحقيقية إلا في سياق المفاوضات المباشرة". وأضاف: "إذا ما كان أبو مازن جاداً حقاً، وينوي تعزيز فرص السلام فلا مانع من ناحيتي على الإطلاق من الاجتماع سوياً على الفور". ورد فعل نتنياهو يتناقض مع رد فعل شمعون بيريز، الذي امتدح يوم السبت تعليقات عباس التي أدلى بها في سياق مقابلة أجراها معه التلفزيون الإسرائيلي، ووصفها بأنها "إعلان عام شجاع ومهم" من قبل "شريك حقيقي من شركاء السلام". ولم يقتصر رد الفعل المرحب على بيريز، بل إن بعض معلقي الصحف الإسرائيلية وصفوا ملاحظات الزعيم الفلسطيني بأنها تمثل تطوراً مهماً. وفي مقابلة أذاعتها القناة الثانية الإسرائيلية يوم الجمعة الماضي، حاول عباس من خلال تصريحاته التواصل مع الجمهور الإسرائيلي بعد فترة جمود طويلة في عملية السلام. وقد جاءت تلك المقابلة قبل أسابيع من محاولة فلسطينية متوقعة هذا الشهر للحصول على اعتراف من جانب الأمم المتحدة بوضع الدولة المراقبة في الأمم المتحدة، كما تتزامن مع حملة الانتخابات الإسرائيلية التي بدأت تأخذ زخماً متواتراً. وخلال المقابلة سئل عباس بشكل غير مباشر عن مطلب الفلسطينيين بحق العودة للاجئين الذين هجّروا من ديارهم، أو أجبروا على الرحيل في الحرب التي قامت عقب إنشاء الدولة الإسرائيلية عام 1948، وهو المطلب الذي تحول إلى واحد من أكثر الموضوعات تعقيداً في سياق الصراع الممتد منذ عقود. ومن المعروف أن إسرائيل ظلت ترفض فكرة العودة حيث ترى أنها يمكن أن تمثل تهديداً ديموغرافياً لوجودها، كما تعد علامة على أن الفلسطينيين لا يقبلون بشرعية إسرائيل كدولة يهودية، حسب تعبيرات اليمين الإسرائيلي المتشدد. وأثار "أودي سيجال" المراسل الدبلوماسي للقناة الثانية الإسرائيلية الموضوع من خلال سؤال عباس الذي فر مع عائلته، عندما كان صبياً، من مدينة صفد الواقعة في شمال إسرائيل، عما إذا كان يريد العودة إلى مسقط رأسه كي يعيش هناك. فرد عباس عليه بالقول: "أود أن أرى صفد... فمن حقي أن أراها ولكن ليس من أجل العيش هناك". فسأله "سيجال" مرة ثانية: "هل تمثل (صفد) فلسطين بالنسبة لك؟"، فأجابه عباس مشيراً للضفة الغربية وقطاع غزة اللتين احتلتهما إسرائيل عقب حرب الخامس من حزيران عام 1967: "فلسطين بالنسبة لي الآن وأبداً هي فلسطين حسب حدود 1967 التي عاصمتها القدس الشرقية". وواصـل عبـاس: "أنا لاجـئ وأعيـش فـي رام الله... وأنا أومن بأن فلسطين هي الضفة الغربية وغزة وأن الباقي هو إسرائيل". وقد قوبلت تلك التصريحات بالشجب الكامل من جانب منافسي عباس الإسلاميين، من قادة حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة، حيث حرق المتظاهرون صورته، ورفعوا لافتات تصفه بأنه "خائن". ومن هؤلاء القادة إسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة "حماس" المقالة الذي قال "ليس من حق أي أحد مهما كان أن يتخلى عن بوصة واحدة من الأراضي الفلسطينية، أو يتنازل عن حق العودة لأرضنا وديارنا التي طردنا منها". وفي محاولة منه لإصلاح الضرر، قال عباس في مقابلة أجراها مع محطة تلفزيون "الحياة" المصرية إن التصريحات التي أدلى بها للتلفزيون الإسرائيلي لا تعبر سوى عن "موقفه الشخصي" ولا تعني التخلي عن حق العودة لجميع اللاجئين الفلسطينيين. وقال "نبيل أبو ردينة" المتحدث الرسمي باسم رئيس السلطة الفلسطينية إن عباس ملتزم بحل موضوع اللاجئين من خلال المفاوضات، وفقاً لمبادرة السلام المقدمة من قبل الجامعة العربية عام 2002 والتي تدعو إلى "حل عادل" و"متفق عليه" يقوم على قرار الأمم المتحدة رقم 194 الصادر عام 1948 الذي ينص على عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتعويض هؤلاء الذين يختارون عدم العودة. يذكـر أن هذا الموضـوع قـد أثير فـي سيـاق المفاوضات السابقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين التي قدمت في إطارها -كما تشير تقارير- مقترحات بالسماح بعودة أعداد محدودة من اللاجئين، أو أحفادهم إلى إسرائيل. وقد قوبلت إشارة عباس التي قال فيها إنه على استعداد للتخلي عن حقه في العودة بترحيب من جانب بعض المعلقين الإسرائيليين. ومن هؤلاء "بن- درور يميني" كاتب العمود ذو التوجهات اليمينية الذي كتب في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اليومية يقول: "لقد اتخذ أبو مازن خطوة مهمة يمكن أن تفسر على أنها تنازل من جانبه عن حقه في العودة وهو ما يعني بالتأكيد تنازلاً عن الحق الشامل في العودة" وأضاف"يميني": "إذا ما كان أبو مازن راغباً في التخلي عن حق العودة فإن إسرائيل يجب أن تأخذ تصريحاته على محمل الجد". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©