الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كيف ستتعامل أوروبا مع اللاجئين بعد مجزرة باريس؟!

15 نوفمبر 2015 16:46

يعيش رجل أفغاني اسمه أسعد قرب استاد فرنسا، حيث وقع انفجاران أسفرا يوم الجمعة عن مقتل أربعة في الوقت الذي وقعت فيه هجمات أخرى فتاكة في باريس.

وقالت مجلة "نيوزويك" في تقرير إن الأفغاني البالغ من العمر23 عاما طلب عدم نشر اسمه خوفا على سلامته لكن بينما كان يقف قرب محطة المترو في لاشابيل ويبيع الأحذية المقلدة للماركات العالمية كان يشرح بفرنسية طليقة مدى قلقه من الفترة القادمة.

وكان هجمات  ليل الجمعة بالنسبة لأسعد ولغيره  تذكرة ببلادهم التي تمزقها  الحروب والتي فروا منها. لكن  بعد يوم أصبح هو وغيره يخافون  من أي رد فعل عنيف من الحكومة  والمواطنين الفرنسيين. قال أسعد  الذي يعيش في فرنسا منذ ثلاث  سنوات "أشعر بالقلق. كيف سينظر  لنا الناس؟" وكانت هذه المخاوف  أكثر حدة أمس السبت عندما  اتضح أن أحد المهاجمين كان  يحمل جواز سفر سوريا وأنه  سجل اسمه كلاجيء في جزيرة  ليروس اليونانية في أكتوبر.

لكن ليس  اللاجئون والمهاجرون هم فقط  من يخافون من رد فعل عنيف  في باريس، فبينما كانت الهجمات  تحدث في باريس اشتعلت النيران  في مخيم للاجئين في كاليه. ففي  الساعة الحادية عشرة ليلا بتوقيت  فرنسا اندلعت النيران في 40 مأوى  على الأقل مما أثار تكهنات  بوجود صلة بين الحادثين وهو  زعم سرعان ما فنده ابان (19 عاما) وهو لاجيء من أفغانستان ويعيش  في المخيم وقال في مكالمة  هاتفية "هذا ليس من عمل اللاجئين. لا أعرف من الذي فعل ذلك  لكن لم يكن من اللاجئين".

ويقول ابان  إن هناك توترا كبيرا في المخيم  الآن، فقد استنفرت الشرطة ولا تسمح لأي أحد بمغادرة المخيم وقال "يريدون أن يتهموا اللاجئين بارتكاب هجمات باريس. لكن ما من أحد يعرف حقا ما الذي حدث".

ويقول لاجئون  في أنحاء أوروبا أنهم بدأوا  يشعرون بتداعيات هذه الهجمات. وقال خالد خيت (31 عاما) وهو لاجيء  سوري يعيش في هولندا عبر  تطبيق واتس اب "بصراحة كانت  الليلة الماضية مروعة. كنت حزينا  من مقتل هؤلاء الأبرياء. لكن  اليوم الوضع مختلف لأن أغلب  الناس ينظرون للعرب والمسلمين  وكأنهم قتلة. هل تتخيل أن ينظر  لك الناس على أنك قاتل رغم  براءتك؟".

وأبدى خيبة أمله في ألا يكون سوريا من بين مرتكبي الهجمات وقال "إذا جدوا جواز سفر سوريا فهذا لا يعني أن سورياً هو من ارتكب الهجوم." ويقر بأن هذه النقطة غير مهمة لأن الأوروبيين سيغيرون رأيهم بأي حال مضيفا "نحن المسلمين نعرف أن أوروبا قبل 13 نوفمبر ليست أوروبا بعد ذلك التاريخ".

وفي باريس  عبر اللاجئون المسلمون وغير  المسلمين على حد سواء عن  أملهم في أن يسود السلام فرنسا. وتقول امرأة مسيحية من أثيوبيا انتقلت إلى باريس منذ أسبوعين ورفضت أن تفصح عن اسمها أو سنها "أتمنى حقا من كل قلبي أن تتحسن الأوضاع. نشعر بالحزن الشديد لماحدث. هذا هو بلدنا. عندما يموت شخص فهذا يعني موتنا جميعا".

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»: إن العمليات الإرهابية التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة المنصرم، تُعَدُ جرس إنذار للمجتمع الدولي، وقد تشكل ناقوس خطر بالنسبة لأوضاع اللاجئين والعرب هناك ، وبخاصة المسلمين خلال الفترة المقبلة.

وأضاف السفير أبو زيد، أن هذه العمليات تؤكد الموقف المصري الذي يؤكد على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب، وعدم التمييز بين الجماعات والتنظيمات الإرهابية؛ لأنها لم تعد هناك دولة أو جنسية أو ديانة في مأمن من الإرهاب.

وتسببت هجمات باريس في ردود فعل عنيفة لدى عدد من الأوروبيين، الذين طالبوا في مدينة ليل الفرنسية بطرد المسلمين، كما أحرق بعضهم مساجد في إسبانيا وهولندا، وألقت قوات الشرطة في بلجيكا القبض على بعض المشتبه بهم على خلفية الهجمات.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أن تضافر جهود المجتمع الدولي تتمثل في: تبادل المعلومات، والتنسيق الأمني، وتوحيد الجهود، مضيفًا أنه ربما تكون هناك فرصة للقيام بالمراجعة الشاملة لاستراتيجية محاربة الإرهاب فيما بعد.

وأشار «أبو زيد» إلى أننا كعرب نأمل ألا تؤثر السياسات والقرارت الأوروبية سلبًا على العرب الذين يزورون أوروبا بالآلاف كل شهر، وبقدر تفهُّمنا للإجراءات الأمنية التي سيتخذها الغرب، إلا أنه لا يجب أن يُشْعِر ذلك الجاليات العربية في الخارج بالتضييق عليهم.

بينما رفضت السفارة الأمريكية في القاهرة خلال اتصال هاتفي بالمتحدثة باسمها، التعليق على الأحداث، أو موقف الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا من اللاجئين العرب والمسلمين في بلادهم، مكتفية بتصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي أدان فيها الهجمات الإرهابية معتبرًا إياها هجومًا على الإنسانية جمعاء وليس فرنسا فقط.

فيما قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة، إن اليمين المتطرف سيحاول استغلال هجمات باريس للعزف على نغمة أن اللاجئين هم سبب الإرهاب ويجب طردهم.

وأضاف «نافعة» في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»: أن تيارات أخرى أكثر قوة ستتصدى لمحاولات اليمين المتطرف لإثارة الرأي العام الفرنسي ضد العرب المقيمين والوافدين إلى بلادهم.

وأشار إلى أنه ستكون هناك إجراءات أمنية استثنائية والتي بدأ بعضها بالفعل عقب وقوع هجمات باريس، وسيكون هناك تضييق وخناق أمني على جميع الوافدين العرب إليهم، سواء كانوا لاجئين أو زوار أو مهاجرين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©