الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أكاديمية القضاء في أبوظبي تصنع قضاة المستقبل من أبناء الوطن

أكاديمية القضاء في أبوظبي تصنع قضاة المستقبل من أبناء الوطن
22 مارس 2009 02:51
أكد المستشار سلطان سعيد البادي وكيل دائرة القضاء في أبوظبي رئيس مجلس إدارة أكاديمية الدراسات القضائية والتدريب المتخصص، أن العمل بأكاديمية القضاء يسير وفق المخطط الاستراتيجي للدائرة، والرامي إلى رفع زيادة أعداد القضاة ووكلاء النيابة المواطنين في السلطة القضائية بصفة عامة· وتوقع أن تشهد السنوات القليلة المقبلة ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد المواطنين الأعضاء بالسلطة القضائية في الدائرة· وقال المستشار البادي إن العمل في دائرة القضاء في أبوظبي يسير وفق الاستراتيجية الخمسية للدائرة 2008-،2013 حيث تم تنفيذ جزء كبير من مخطط تطوير العمل بالدائرة· ومن بين تلك الخطوات، ضمان سير العمل بأكاديمية الدراسات القضائية ''الأمر الذي كان له العديد من الانعكاسات الإيجابية على العمل القضائي، حيث يعمل حالياً خريجو الدفعة الأولى للأكاديمية ضمن أعضاء السلطة القضائية بالدائرة''· وأضاف المستشار البادي أنه مع انتهاء تدريب الدفعة تلو الأخرى من المتدربين القضائيين في الأكاديمية، سيكون هناك جيل جديد مؤهل على أعلى المستويات العالمية خلال الأعوام الخمسة المقبلة للعمل في كافة إدارات القضاء في أبوظبي، وهو ما تسعى إليه الحكومة من خلال مخططها التطويري، فهي لا تهدف إلى رفع الأداء على المستوى المحلي، بل الوصول إلى أعلى المستويات العالمية في الأداء ومن بينها القضاء''· وأشار وكيل دائرة القضاء في أبوظبي إلى أن خطط التوطين التي تتبناها الدائرة حالياً، والتي تعد أكاديمية القضاء إحدى أدواتها من شأنها الانتقال بالعمل القضائي في أبوظبي إلى مرحلة جديدة من التطور والنمو· وأكد حرص الدائرة على إعداد جيل جديد من القضاة ووكلاء النيابة وكافة الإدارات القضائية الأخرى من الكوادر الوطنية المؤهلة، بما يساهم بطريقة مباشرة في عمليات التنمية الشاملة التي تتبناها حكومة أبوظبي حالياً· وعلى الرغم من حداثة أكاديمية القضاء في أبوظبي، أكد المستشار البادي أن كافة من يعمل في الحقل القضائي لمس إنجازاتها، وأن العديد من الخبراء اعتبروها بمثابة مؤسسة تعليم عالٍ وتدريب متخصص تعمل على تحقيق أقصى استفادة ممكنة للطلاب والمتدربين من خلال تأهيلهم للحصول على درجة علمية معترف بها عالمياً· وتهدف الأكاديمية إلى إعداد جيل من المواطنين يتولى إدارة الأمور القضائية والإدارية والفنية بدائرة القضاء في أبوظبي، فضلاً عن رفع مستوى العاملين بالدائرة وتعزيز نسبة التوطين في هذا القطاع الحيوي المهم من خلال تدريب وإعداد جيل من الكوادر القضائية الوطنية المؤهلة· بدأت أهداف إنشاء الأكاديمية تتبلور على أرض الواقع بشكل جلي يوماً بعد يوم سواء لجهة إعداد كوادر وطنية مؤهلة تتولى مهام العمل القضائي في أبوظبي، أو من ناحية كسب ثقة المواطن والمقيم في النظام القضائي المحلي· وفي هذا الصدد، يقول البادي: ''حققت أكاديمية الدراسات القضائية والتدريب المتخصص إنجازات عديدة تتنوع بتنوع الأهداف التي أنشئت من أجلها، والتي تأتي انطلاقاً من رؤية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة رئيس دائرة القضاء في أبوظبي، الهادفة إلى تحقيق قضاء مستقل عادل وناجز، يرقى بالمكانة العالمية التي وصلت إليها أبوظبي حالياً في العديد من القطاعات''· ويضيف: ها هي الدفعة الأولى تضخ دماء جديدة مواطنة شابة، حيث يعمل حالياً نحو 14 من تلك الدفعة كقاضٍ مساعد، فيما يعمل 15 خريجاً كوكيل نيابة، وهو ما يمكن أن نعتبره بداية مرحلة التوطين الفعلي في القضاء بالإمارة، ولهذا نعوّل على الأكاديمية في صنع قضاة المستقبل من أبناء الوطن· في إطار خطط الأكاديمية لتقديم برامج تعليمية وتدريبية متطورة تتوافق مع احتياجات دائرة القضاء من الكوادر الوطنية المؤهلة عقدت الأكاديمية شراكة مع جامعة زايد تهدف للاستفادة من خبراتها في إعداد مناهج التدريب ووضع عمليات إدارية جديدة، والتي من بينها المناهج التعليمية والتدريبية الثلاثة التي جرى إعدداها للمتدربين في الأكاديمية· وتعتمد مناهج الأكاديمية التعليمية على المعايير العالمية التي تتبعها مؤسسات التعليم العالي المرموقة في العالم، وتتوافق مع أحدث الأساليب العلمية والتطبيقية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة لكافة المتدربين بالأكاديمية· ولفت المستشار البادي إلى سعي الأكاديمية إلى تطوير مكتبة شاملة ومركزية خاصة بها تتوافر فيها المراجع والمؤلفات الفقهية والقانونية وتغطي المجالات كافة، وتخدم أعضاء السلطة القضائية والمتدربين القضائيين وموظفي دائرة القضاء كافة· استطلعت ''الاتحاد'' آراء عدد من القضاة المتدربين في الأكاديمية· ووصف أوس محمد الخزرجي، أحد المتدربين الذين التحقوا بالأكاديمية، قرار إنشاء الأكاديمية بـ''القرار التاريخي''، و''الخطوة الأولى'' لرفع نسبة التوطين بالسلطة القضائية بالإمارة· وقال إن إنشاء أكاديمية القضاء في أبوظبي يشكل منعطفاً في مسار العمل القضائي في الإمارة، متوقعاً أن تتبلور إنجازات الأكاديمية مع انخراط المزيد من أبناء الوطن للدراسة بهذا الصرح الفريد من نوعه على مستوى المنطقة''· ولا يختلف كلام أوس عن كلام بقية زملائه في الأكاديمية الذين تخرج أغلبهم من كليات القانون والشريعة والشرطة، وتم تعيينهم في دائرة القضاء بأبوظبي بعد اجتيازهم امتحانات القبول، وجرى ترشيحهم للدراسة في الأكاديمية ليتلقوا تعليمهم على أيدي نخبة من المدربين المؤهلين· لا تزيد أعمار هؤلاء المتدربين على 30 سنة، دفعهم طموح العمل في السلك القضائي للالتحاق بالأكاديمية، إيماناً منهم بأنهم سيتخرجون فيها قضاةً متمكنين بالمهارات العالية والمعارف المستحدثة التي عكفت مجموعة من الخبراء في دائرة القضاء بالتعاون مع جامعة زايد على تطويرها بما يتفق واحتياجات العمل في القضاء والنيابة العامة من علوم قضائية· وتقول المتدربة القضائية في الأكاديمية عائشة سعيد المحرمي: ''نتدرب في الأكاديمية على اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب، والتعامل مع أنماط مختلفة من البشر وعلى التفكير المبدع''· وتضيف المحرمي أنها دخلت العمل القضائي عن رغبة وحب رغم ندرة العنصر النسائي في هذا القطاع المهم، مشيرة إلى أن وجود القاضية خلود الظاهري، أول قاضية مواطنة تدخل ميدان العمل القضائي في الدولة كان له كبير الأثر في نفسها، وشجعها على الانخراط في هذا المجال· من جهته، يؤكد أحمد محمد سعيد، متدرب قضائي في الأكاديمية، خريج شريعة وقانون في جامعة الإمارات، أهمية البرامج التي تعطى للمتدربين في الأكاديمية، التي تعزز من ضرورة وجودها وصوابية الرؤية التي كانت وراء إنشائها· ويقول أحمد إن تأهيل الراغبين بالعمل في سلك القضاء من خلال التركيز على الجانب العملي وعبر تنظيم الزيارات الميدانية المحلية والخارجية يعطي فائدة كبيرة للمتدربين في الأكاديمية، مشدداً على أن مستقبلاً واعداً ينتظر الشباب الراغبين في العمل القضائي· من ناحيته، يرى جمعة محمد الرميثي، متدرب قضائي، خريج أكاديمية شرطة دبي، أنه استفاد كثيراً من التحاقه في الأكاديمية، حيث يتم التطرق إلى القوانين والقضايا الحديثة والمعاصرة، ومعرفة كيفية التعامل معها، فضلاً عن توفير أحدث الوسائل والأجهزة التي تساعد الطالب على المزيد من التحصيل والاستفادة· ويؤكد زميله خليفة سعيد المنصوري، خريج في كلية القانون بجامعة الشارقة، أن الالتحاق بالأكاديمية فتح أمامه آفاقاً جديدة وعميقة في علوم القضاء وممارسة العمل القضائي، بعد أن دفعه حبه للعمل في المجال القضائي للالتحاق بالأكاديمية· وهو يحث الشباب المواطن على الالتحاق بسلك القضاء نظراً للنقص الشديد في إعداد الشباب والشابات المواطنين الذي يعاني منه هذا التخصص
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©