كورنيش بحيرة خالد حديقة بيضاوية تعانق الماء والخضرة

بحيرة خالد ليست مجرد كورنيش يتمشى عليه الناس بل هي أكثر من ذلك بكثير ففي هذا المكان كانت البحيرة هي الأساس لمشاريع عمرانية وهوايات رياضية وجلسات اجتماعية وحولها تحلقت المساجد بروعة جمالها، وعلى ضفافها زرعت الحدائق والمسطحات الخضراء والمتنزهات وإليها تسابق رجال الأعمال في حجز أماكنهم لمشاريعهم الناجحة من مراكز للتسوق وفنادق ومحال تجارية ومازلت هذه البحيرة تستقبل المزيد من الأفكار والمشاريع لتجمع حولها الأحباب والأصدقاء. يمتد كورنيش البحيرة الذي أقيم عقب اتحاد دولة الإمارات، بطول يبلغ حوالي 17000 قدم »5 كم« ويحيط بالبحيرة في معظم جوانبها، وقد كسي هذا الكورنيش بحزام من المسطحات الخضراء يمثل حديقة بيضاوية تعانق البحيرة، وقد زرع هذا الحزام الأخضر الرومانسي بأشجار النخيل ويتمتع هذا الحزام الأخضر من كورنيش بحيرة خالد بممشى دائري لمن أراد ممارسة رياضة المشي والجري، وقد تم تزويد الكورنيش بأعداد من مقاعد الجلوس الثابتة وأعمدة الإضاءة الحديثة وسياج من الألمنيوم لحماية المرتادين وأطفالهم، كما يعتبر من الأماكن السياحية المفضلة للعائلات والأفراد والسياح. علاوة على ذلك فإن بلدية الشارقة قد شجرت، وزرعت وزينت هذا الكورنيش بحزام أخضر جميل من أشجار النخيل ونباتات الزينة، وزودت هذا الحزام الأخضر بإنارة هادئة وكراسي للجلوس مما جعل هذا الكورنيش بنافورته العملاقة، معلما حضاريا ليس فقط على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، بل وعلى مستوى الدول الخليجية والعربية. وقد تم إنشاء هذه النافورة ووضعها قيد التشغيل الفعلي بتاريخ 10 أبريل 1984. مراكز تجارية التسوق على بحيرة خالد له نكهته الخاصة فالشوارع التجارية الرئيسية في كل بلدان العالم المشتهرة بأسمائها العريقة يشتهر شارع كورنيش بحيرة خالد بشهرة تجارية واسعة لاسيما في المواسم، إذا تشاهد على هذا الطريق مختلف المحال التجارية التي تبيع شتى الأغراض والسلع. وتتمتع البحيرة بوجود المراكز التجارية الكبيرة على ضفافها التي تحتضن في أرجائها مختلف المحال في أجواء مكيفة تناسب مختلف حالات الطقس. ومن أشهر هذه المراكز التجارية المتاخمة لبحيرة خالد السوق المركزي وهو تحفة معمارية تتكون من جناحين رئيسين يطل أحدهما على بحيرة خالد مباشرة بينما يطل الجناح الآخر على شارع الملك فيصل، ويستقطب السوق الزوار الراغبين بالتسوق في أجواء من العراقة نظرا لشكله المعماري النادر المستمد من التراث المعماري الإسلامي، حيث يعد تحفة معمارية حقيقية، كما يستقطب السوق المجموعات السياحية الأجنبية، خاصة الراغبين في شراء التحف والهدايا التذكارية والمشغولات الذهبية والملابس وغيرها. ومن بين المراكز التجارية المتاخمة للبحيرة مركز الفردان ومركز الكريستال وهو من أحدث المراكز في الشارقة . مساجد البحيرة كما يزين الكورنيش مسجدان كبيران على بحيرة خالد يقع الأول منهما في حديقة المجاز المتاخمة للبحيرة الذي بني ليكون مقصد أهالي منطة المجاز بالشارقة بالإضافة إلى رواد بحيرة خالد. أما الجامع الآخر فيقع مباشرة على ضفافها وهو جامع النور الذي يشكل روعة التصميم العمراني المبني على طراز المباني العثمانية التركية المشتهرة بكثرة قبابها، وقد أضاف لبحيرة خالد رونقا وجمالا مرتبطين برونق وجمال المعمار الإسلامي الذي تفتخر الشارقة بشيوعه فيها.وليس ببعيد عن بحيرة خالد يقع جامع عبد الله بن عباس الذي يتمتع بكبر حجمه واتساعه لعدد كبير من المصلين وهو يتميز بطراز فريد وشكل معماري خلاب. نافورة الكورنيش ان كان هناك جمال فان جمال نافورة بحيرة خالد بألوانها الساحرة والجذابة ليلا استطاعت خلال (15عاما) أن تجذب الكثير من السياح إليها بالتقاط صورا جميلة لها للذكرى، حيث يتوسط الكورنيش ثالث أكبر نافورة من نوعها في العالم بعد النافورة الموجودة في جِدّة بالمملكة العربية السعودية 276 متراً ، والنافورة الموجودة في سويسرا 130 متراً ، وقد هيئت لها عوامل الجذب السياحي أكثر من غيرها، حيث تقع النافورة في بحيرة خالد الاصطناعية والتي تبلغ مساحة مسطحها المائي 2.150.000م2، مليونان ومائة وخمسون ألف متراً مربعاً، ناهيك عن ذلك المقاهي التي تشتهر بإطلالتها الرائعة على البحيرة سواء خلال ساعات الصباح أو المساء وهي موجودة على شارع الكورنيش أو في البنايات مثل بناية سينما الماسة أو بناية البطحاء المقابلة لمسجد النور، كما نجد على شارع كورنيش البحيرة بالشارقة مختلف مطاعم الوجبات السريعة بشتى أسمائها وأنواعها. وحين نتحدث عن المطاعم لابد لنا من وقفة عند القهوة الشعبية المتربعة على كورنيش بحيرة خالد والتي يزيد عمرها عن سبعين عاماً، تعتبر أول مقهى شعبي وجد على مستوى الإمارة وهي التي بدأت العمل منذ العام 1937كل من يزورها للوهلة الأولى يشم رائحة الماضي في جنباتها وجدرانها، حيث تستقبل مرتاديها بالقهوة والشاي والهريس والنخي وبعض المشروبات ساخنه والتي تباع بأسعار رمزية. كما تعتبر القهوة الشعبية المتنفس الوحيد لسكان الشارقة الذي يحمل لما تحمله من روح التراث وذكريات الحاضر فما يزال كبار السن والشباب من المراهقين يتوافدون على زيارتها من أجل الحوارات والترفية والتنفيس عن الروح، ونظراً لسعة المكان والشكل التقليدي القديم التي تم بناؤه بالطريقة التقليدية بالجندل والمواد القديمة والزينة التي تعلو السقف بأدوات من التراث القديم ومداخله التي زينت بأبواب قديمة تعتبر القهوة عند بعض الزبائن مكان لقضاء الوقت والاستمتاع بالجو العليل، حتى إن البعض منهم يفضل الجلوس في القهوة لساعات طويلة من الليل من أجل التسامر وتناول الوجبات الشعبية اللذيذة التي تحمل نكهة إماراتية 100? .