الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مصر وروسيا تتفقان على مرحلة جديدة من التعاون العسكري

مصر وروسيا تتفقان على مرحلة جديدة من التعاون العسكري
15 نوفمبر 2013 16:21
اتفقت مصر وروسيا أمس على إقامة تعاون عسكري مشترك يشمل جميع المجالات بين القوات المسلحة في البلدين، وعلى إجراء تدريبات مشتركة لمكافحة عمليات الإرهاب والقرصنة، بعدما جمدت واشنطن جزءا من مساعدتها العسكرية. وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو في تصريح صحفي بختام مباحثات مع نظيره المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي ووزيري الخارجية في مصر وروسيا سيرجي لافروف ونبيل فهمي، والمعروفة بصيغة 2+2 امس، إن الجانبين اتفقا على تشكيل مجموعة عمل مهمتها التحضير لتوقيع اتفاقية تعاون في جميع المجالات بين القوات المسلحة الروسية والمصرية. وأضاف أن المباحثات شملت قضية التعاون في مجال إعداد وتدريب الكوادر العسكرية للجيشين الروسي والمصري، ومشاريع التعاون العسكري، والعسكري التقني واتفقنا على اتخاذ خطوات في القريب العاجل لصياغة الاتفاقات في وثيقة قانونية”. كما أعلن شويجو أن الجانبين اتفقا كذلك على إجراء تدريبات مشتركة على محاربة الإرهاب والقرصنة، وكذلك على تبادل الوفود العسكرية. واستطرد قائلاً كما رسمنا خططاً مشتركة للعام المقبل وللمستقبل القريب. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن السيسي أبلغ نظيره الروسي بأن الزيارة “تطلق إشارة التواصل الممتد للعلاقات الاستراتيجية التاريخية من خلال بدء مرحلة جديدة من العمل المشترك والتعاون البناء المثمر على الصعيد العسكري”. وأكد السيسي أن مجالات التعاون بين مصر وروسيا تعمل على تحقيق أهدافنا في إقامة السلام الشامل والعادل والمتوازن، الذي يدعم توفير الأمن في منطقة الشرق الأوسط، التي تعد قلب العالم وصمام الأمان للأمن والسلم الدوليين. وأشاد شويجو بمدى احترافية القوات المسلحة المصرية ودورها في حفظ الأمن والسلام بمنطقة الشرق الأوسط. كما عقد فهمي ولافروف مؤتمراً صحفياً عقب جلسة مباحثات ثنائية تم خلاله الإعلان عن استئناف التعاون العسكري والاقتصادي بين موسكو والقاهرة. وقال لافروف إن روسيا ومصر اتفقتا خلال المباحثات، على تفعيل التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بما في ذلك استئناف نشاط مجموعة العمل الثنائية المعنية بمحاربة الإرهاب. وأضاف إن موسكو والقاهرة تقفان موقفاً موحداً مفاده أن التهديدات التي يواجهها البلدان هي تهديدات مشتركة، ولذا اتفقنا على تفعيل التعاون في مجال مكافحة الإرهاب واستئناف نشاط مجموعة العمل الثنائية المعنية بمحاربة الإرهاب. وأضاف إن الجانبين اتفقا كذلك على التعاون في مجال ضمان أمن السياح الروس في مصر في ظروف استقرار الأمن ورفع حالة الطوارئ في البلاد”، مشيراً إلى أن معدل تدفق السياح الروس إلى مصر يعتبر كبيراً جداً حيث تصل مائة رحلة جوية منهم إلى مصر أسبوعياً. وقال لافروف، إن روسيا تأمل أن تستقر مصر، ونتمنى الانتهاء من الدستور المصري والانتهاء من الأهداف المنشودة، التي وضعتها خارطة الطريق، مؤكدًا أنه من حق المصريين تحقيق مستقبلهم بأنفسهم. وأضاف إنه سيتم استئناف التعاون العسكري والاقتصادي والطاقة والصناعة والمجالات الاستثمارية، والتعاون في مجال البناء، فضلاً على التعاون الكامل في المجالات التي تريدها مصر والتعاون في علوم السياسة. وأعرب عن أمله في التوصل إلى السلام في المنطقة العربية، قائلاً: نحن نساند الدور الأساسي لمصر ولدينا تفاهم مفيد حتى تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل. وقال لافروف: لقد ناقشنا الموضوع في أفريقيا، ونحن نعرف جيداً دور مصر في الأزمة السورية، وهناك عمل مشترك في هذا المجال. وأشار لافروف إلى أن روسيا تعمل على عقد مؤتمر دولي لبحث جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. وقال فهمي إن “العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا قديمة، خاصة في الشأن العسكري هذا جرى مناقشته بين وزير الدفاع الروسي ونظيره المصري”. وامتنع لافروف عن التعليق على تطورات المشهد السياسي في مصر. وقال لافروف إن “روسيا ضد أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية، ونحن نحترم السيادة المصرية وحقوق الشعب المصري لتحديد مستقبلهم”. ووصف الجانبان المصري والروسي الزيارة التي قام بها للقاهرة وزيرا الدفاع والخارجية الروسيان بأنها تاريخية رغم أن المسؤولين لم يذكروا شيئاً ينم عن إبرام اتفاقات كبيرة أثناء المؤتمر الصحفي المشترك لوزيري خارجية البلدين. وقال فهمي إنه ليس من المستهدف أن تكون روسيا بديلاً لأحد، مقللاً بذلك من تكهنات عن تحول كبير في السياسة الخارجية المصرية، التي اتسمت بالتقارب مع واشنطن لأكثر من 30 عاماً. بدوره، أكد الرئيس المصري المستشار عدلي منصور تقدير القاهرة لعلاقاتها بالاتحاد السوفييتي السابق ووريثته روسيا الاتحادية وحرصها على تفعيل التعاون معها في شتى المجالات، مشيراً إلى أن هذا لا يعني أن يتم ذلك على حساب دول أو قوى أخرى. جاء ذلك خلال لقاء الرئيس منصور أمس مع الوزيرين الروسيين. وصرح السفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية بأن وزيري الخارجية والدفاع الروسيين، نقلا للرئيس تمنيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمصر بتحقيق الاستقرار المنشود وثقة موسكو في الشعب المصري وإرادته، التي ستلقى كل دعم روسي في المرحلة المقبلة على طريق بلورتها على أرض الواقع. وأضاف إن وزير الخارجية الروسي أبدى خلال اللقاء اهتمام بلاده باستقرار مصر، وأن يكون لديها اقتصاد متطور يساند هذا الاستقرار.. مؤكداً استعداد بلاده للإسهام في تحقيق تطلعات الشعب المصري في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه. وقد أثنى الوفد الروسي على المحادثات، التي أجراها مع السيسي وفهمي، حيث شهدت هذه المباحثات رؤية مشتركة تجاه العديد من القضايا كالوضع في سوريا والقضية الفلسطينية فضلاً على أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل. وقال إن الرئيس المصري عبر عن تقدير مصر للتعاون العسكري مع روسيا والمستمر منذ سنوات عدة مرحباً بما تم الاتفاق عليه بين وزيري الدفاع في البلدين من أهمية تدعيم هذا التعاون المستمر. ويعتقد محللون سياسيون أن استراتيجية مصر لتعزيز العلاقات مع روسيا “خطوة ذكية”، لكنها لن تؤدي لتغير جذري على المدى القريب. وقال شادي حميد مدير الأبحاث في مركز بروكنجز الدوحة إن “أنظمة التسليح المصرية كلها أميركية. لذا يجب الفهم أنه لا يمكن تصور تغيير جذري في الآلية العسكرية المصرية لأنه لا يمكن أن تعمل الأسلحة الروسية على أنظمة تسليح أميركية”. وأضاف حميد إن “التحول الجذري من أنظمة التسليح الأميركية للأنظمة الروسية سيأخذ وقتاً طويلاً، ولا يوجد دليل أنه هناك خطط لذلك. الولايات المتحدة ستظل المورد الرئيسي للأسلحة للجيش المصري”.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©