الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

كاميرون: نرغب في العمل مع الإمارات كصديق نحو المستقبل

كاميرون: نرغب في العمل مع الإمارات كصديق نحو المستقبل
6 نوفمبر 2012
أكد معالي ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا عمق ومتانة علاقات بلاده بدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي قال إنها دخلت مرحلة الشراكة الاستراتيجية. وقال كاميرون في تصريحات خاصة لـ”الاتحاد” وصحيفة “ذا ناشيونال”، بمناسبة زيارته الحالية للدولة، إنه منذ أن تولى مهام منصبه أكد بوضوح رغبته في تجديد شراكة بلاده بالعالم العربي، وتقوية الروابط مع حلفائها المقربين في دول الخليج على وجه التحديد. وقال: لذلك قمت بأول زيارة خارجية لي كرئيس للوزراء للمنطقة، وها أنا أعود إليها الآن. وأضاف كاميرون أنه خلال عامين انتقلت شراكتنا من مرحلة قوية إلى مرحلة أقوى، ونحن الآن نرغب في تحويلها إلى شراكة استراتيجية حقيقية. وقال كاميرون، إن كلًا من الجانبين يحرص على توفير الأمن لمواطنيه، وتوسيع رخاء شعوبنا، وأعتقد أن هناك الكثير مما يمكن تحقيقه بالعمل معاً، سواء فيما يتعلق بمكافحة التهديد الإرهابي في أفغانستان أو موقفنا الواضح بعدم قبول إيران بقدرات عسكرية نووية، أو بالتدريبات المشتركة لجيوشنا أو التعاون في مجال الصناعات العسكرية لتطوير الجيل القادم من المعدات العسكرية الفضائية، وكذلك مساعدة الشركات البريطانية للإمارات لتطوير قطاعات الطاقة والتعليم أو الشركات الإماراتية للاستثمار في البنية التحتية لبريطانيا. وقال “إننا بالاستثمار في المستقبل معاً، سنساعد بلدينا على المنافسة في السباق العالمي”. وفيما يتعلق بمجالات التعاون بين البلدين وتأثيرات الوضع الإقليمي سواء في سوريا أو إيران، قال رئيس وزراء بريطانيا “إن العلاقات بين بلدينا متينة وعميقة، كما أن تشكيل فرق عمل مشتركة منذ زيارتي الأخيرة مكننا من تحقيق تقدم ملموس في مجالات عدة من التجارة والدفاع إلى الطاقة والتعليم، والاتفاقيات الخاصة بالأمن الجوي، وتنمية التعاون والمنتديات الاقتصادية على أعلى المستويات بما يدعم طموحاتنا التجارية المشتركة وتشكيل لجنة قنصلية مشتركة، وأنا أتطلع لتطوير هذه المجالات خلال الزيارة”. وبشأن مجالات السياسة الخارجية، قال كاميرون “إننا نعمل معاً عن كثب، ويخدم بعضنا بعضاً في أفغانستان وليبيا. وتحت القيادة الإماراتية، وافق مجلس التعاون على التنسيق المشترك”. وقال “بالطبع، فإن التحدي الآن هو المحافظة على الاستقرار في هذه المنطقة، والذي يعد أولوية لبلدينا، ونحن نعمل يداً بيد حول هذه القضايا”، مضيفاً أننا نرغب في إحلال السلام في سوريا، وأنني على ثقة بأن هناك المزيد مما يمكن عمله لزيادة الضغط على النظام السوري، ودعم الساعين لتحقيق الانتقال السياسي في سوريا بما يضع حداً للمعاناة هناك. وبشأن إيران، قال كاميرون “لقد أكدت بوضوح أن إيران ليست خطراً على المنطقة فحسب، وإنما هي خطر يهدد العالم بأسره”، مضيفاً أن المملكة المتحدة ملتزمة بالعمل مع حلفائها بالخليج للتصدي لهذا الخطر، مؤكداً إيمان بلاده بجدوى المسار الثنائي للضغط على إيران من خلال العقوبات والتفاوض، باعتبار أنه أفضل السبل لحل أزمة الملف النووي العسكري الإيراني. وقال “إننا بحاجة إلى الشجاعة لمنح العقوبات الوقت لتؤتي ثمارها”، مستدركاً أنه “من الواضح أيضاً أن إيران قد أخطأت الاختيار؛ لذلك فإن كل الخيارات مطروحة على الطاولة”. وحول انتقادات بعض أعضاء البرلمان البريطاني لحلفائها في دول الخليج فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان، قال كاميرون إننا نتطلع لتعزيز علاقاتنا مع حلفائنا في دول الخليج، ونقدر روابط الصداقة التي تربطنا بهم، ونعتقد أن هذه الروابط حيوية لازدهار واستقرار شعوبنا. وقال إن بريطانيا تهتم بقضايا حقوق الإنسان على مستوى العالم، وتدعم تطلعات الشعوب للعمل والتعبير، مشيراً إلى أن “اقتصادات القرن الواحد والعشرين تتطلب مجتمعات منفتحة، وأن الإصلاح هو أفضل السبل للمحافظة على الاستقرار في الوقت ذاته”. وأضاف كاميرون: “إنني أحترم اختلاف تاريخ وتقاليد البلدان. والتغيير يجب أن يتم مع احترام تلك الاختلافات”، مرحباً بالخطوات التي تتخذها البلدان التي تشهد إصلاحات وفق رغبات شعوبها. وأشاد كاميرون بالتقدم الذي حققته دولة الإمارات خلال الأعوام الأربعين الماضية من قيامها. وقال إنه تقدم مشهود، مضيفاً أن دولة الإمارات حققت أحد أعلى الناتج المحلي القومي في العالم، وتصدرت مؤشرات الأمم المتحدة في التنمية البشرية على مستوى العالم العربي وبمرتبتين بعد المملكة المتحدة، كما أن هناك خريجات جامعيات من النساء أكثر من الرجال، كما أنني أقدر الخطوات التي اتخذتها الإمارات لتطوير دور المجلس الوطني الاتحادي. وقال كاميرون، إن الإمارات تواصل تلك التغيرات في المجتمع لصالح مواطنيها، وقال إننا نرحب بذلك باعتباره مؤشراً على تجاوب القيادة مع تطلعات المواطنين، كما أننا نرغب في العمل مع دولة الإمارات العربية المتحدة كصديق موثوق نحو المستقبل المشترك المزدهر القوي والدفاع والانفتاح في التعامل مع التحولات السياسية والاقتصادية. وفيما يتعلق بموقف حكومته من إيران بعد إخفاق الجهود الدبلوماسية والسياسية لإعادة طهران للمجتمع الدولي، جدد كاميرون موقفه الداعي للمضي في “مسار الضغط الثنائي من خلال العقوبات والتفاوض مع إيران”، معرباً عن اعتقاده بأنه أفضل السبل لحل قضية الملف النووي الإيراني، منوهاً بتأثير العقوبات قائلاً إنها “ساهمت في إبطاء البرنامج النووي الإيراني، كما أن صادرات النفط الإيرانية انخفضت بنسبة 45%، وقال إن ذلك يعني خسارة ما يقل بقليل عن مليون برميل يومياً و8 مليارات دولار من الإيرادات كل ثلاثة أشهر، وقال إن الريال الإيراني قد هوى وفَقَدَ نصف قيمته ما بين مايو وسبتمبر الماضيين، كما أن التضخم في أعلى مستوياته، ويعتقد أنه بلغ أكثر من 50%، مضيفاً أن هذه التأثيرات تضع النظام الإيراني تحت ضغط غير مسبوق يواجه معها مأزقاً حقيقياً تقود شعبه إلى عزلة دولية وانهيار اقتصادي أو اغتنام الفرصة التي يتيحها العرض المطروح بالتفاوض. وقال كاميرون، إن الوقت الآن ليس لصالح الخيار العسكري، وبدلاً من ذلك نحن بحاجة إلى تشجيع منح الوقت للعقوبات لتؤتي نتائجها، ولكن إذا استمرت إيران وعلى المدى البعيد في خياراتها الخاطئة، فلا شيء مستبعداً خارج الطاولة، مشدداً على أن إيران المسلحة نووياً تعد خطراً على العالم، وأن المملكة المتحدة ستعمل بكل قوة وتصميم ومن دون كلل أو ملل لمنع ذلك. واختتم كاميرون تصريحاته بتأكيد قوة ومتانة وعمق علاقات بلاده بدولة الإمارات العربية المتحدة، وقال “لدينا فرصة لفتح آفاق جديدة وغير مسبوقة، وإن هذه الزيارة ستحقق تطلعاتنا لتعزيز التعاون السياسي والدفاعي والاقتصادي. مضيفاً أن الإمارات تعد أكبر شريك تجاري لبريطانيا في الشرق الأوسط، كما أن الشركات البريطانية لديها المزيد والكثير من الخبرة لتقدمها للمنطقة”، وقال: إن الزيارة أتاحت له لقاء قيادات وفعاليات اقتصادية إماراتية وبريطانية، ومناقشة ما يمكن عمله لجعلها ناجحة في السباق العالمي، مشدداً على التزام حكومته إزالة أي عوائق في هذا المجال، مؤكداً حرصها على جعل الأبواب مفتوحة في الاتجاهين، وقال إن الاستثمارات الإماراتية في المملكة المتحدة تغطي قطاعات واسعة تشمل العقارات والمصارف والرياضة والبنية التحتية، وقال إن ذلك حيوي لاقتصاد بلاده. وأكد كاميرون مضي حكومته في جعل بريطانيا مقصداً استثمارياً جذاباً ومتاحاً من خلال جعل ضريبة التعاون الأقل في بلدان مجموعة العشرين، وكذلك تبني سياسات جذابة للاستثمارات ونظام تأشيرات يجتذب لبريطانيا رجال الأعمال وأصحاب المهارات للقدوم إليها وإقامة مشروعاتهم الخاصة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©