الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رئيس الوزراء البريطاني يشيد بنهضة الإمارات الحضارية

رئيس الوزراء البريطاني يشيد بنهضة الإمارات الحضارية
6 نوفمبر 2012
السيد سلامة (أبوظبي) - أكد ديفيد كاميرون رئيس وزراء المملكة المتحدة ، أن ما حققته دولة الإمارات العربية المتحدة من نهضة حضارية خلال العقود الماضية يدعو إلى الإعجاب، خاصة فيما يتعلق بتطوير نظامها التعليمي والاهتمام بتعليم المرأة وترسيخ منظومة للتسامح واحتضان مختلف الجنسيات والجاليات على أرضها التي تعتبر إحدى مراكز الجذب الاستثماري العالمي. جاء ذلك، خلال زيارته إلى جامعة زايد في أبوظبي أمس بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد، والشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان ومعالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية ودومينيك جيرمي سفير المملكة المتحدة لدى الدولة، والدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد، والدكتور لاري ويلسون نائب مدير الجامعة وعدد من المسؤولين وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية وجمع كبير من الطلبة. ونظمت الجامعة لقاء مفتوحاً للطلاب والطالبات مع رئيس الوزراء البريطاني سبقه قيام دولة رئيس الوزراء البريطاني بجولة قصيرة في أروقة الجامعة رافقه خلالها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وتوقف في المكتبة، حيث تبادل حوارات مع عدد من الطلبة والطالبات، كما تجول في الساحة المركزية “الكورتيارد” التي تصل مباني الجامعة وأقسامها بعضها البعض. وقال كاميرون في بداية حواره مع الطلبة: “تعودت كل يوم أربعاء على القيام بحوار تحت قبة مجلس العموم البريطاني، وهذا الأسبوع سأفتقد ذلك الحوار بسبب ارتباطاتي خارج المملكة المتحدة، ولكنني سعيد بأن يكون لقائي مع طلاب وطالبات جامعة زايد عوضاً عن حوار الأربعاء”. وتطرق كاميرون إلي عدد من القضايا في مقدمتها قوله “إن الأمم المتحدة فشلت في إيجاد حل للنزاع السوري وذلك بعكس دورها في المسألة الليبية”، مشيرا إلي أنه لا يمكن السكوت علي الأعمال الوحشية التي يقوم بها نظام بشار الأسد ضد شعبه، حيث حصدت آلة القتل هناك عددا يتراوح ما بين 30 و40 ألفاً من المدنيين الأبرياء. وأكد أن دور روسيا في حاجة إلى إعادة نظر فيما يتعلق بسوريا إذ لا يمكن لأحد القبول بهذه الوحشية ضد شعب أعزل، ولفت إلى أن ما تقوم به إيران من جهد بشأن برنامجها النووي لا يخدم مصالح إيران نفسها، كما يمثل تهديدا للاستقرار في المنطقة كلها، ونحن لسنا ضد استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، ولكن برنامج إيران - كما نعتقد- ليس سلميا، وإيران لم تقدم شيئا يثبت ذلك أو يعززه في المفاوضات التي تمت معها في هذا الصدد. وأشار كاميرون إلى أن الربيع العربي ليس رياحا تنتقل من دولة لأخرى بل هو أمر يرتبط بظروف كل دولة، وهناك عوامل قادت إلى ذلك في دول مثل مصر وليبيا وتونس، ولعلنا نتذكر ما فعله القذافي بشعبه وتحريك الجيش للانقضاض على المدنيين من أبناء شعبه في بنغازي وغيرها. وأكد رئيس الوزراء البريطاني في إجابته على أسئلة الطلاب والطالبات على أن المملكة المتحدة ترتبط بعلاقات وثيقة مع دولة الإمارات العربية المتحدة وهناك إسهامات عالمية بارزة للإمارات على الصعيد الدولي، بل إن القوات المسلحة في البلدين لديهما قوات في أفغانستان، مشيراً إلى أن الإمارات وبلاده تقيمان علاقات تعاون خاصة في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب ظهرت نتائجها في ليبيا والصومال وأفغانستان. وأشاد كاميرون بالنهضة التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة، موضحاً أنه كان قد زارها قبل عشرين عاماً، ثم زارها مرتين منذ أن تقلد منصبه كرئيس وزراء المملكة المتحدة، وفي كل مرة يتابع “تقدماً مذهلاً يثير الإعجاب ونهضة في جميع المجالات”، تستند إلى تراث وتقاليد عظيمة. وأشار إلى أن العلاقات الثنائية بين المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة تزداد قوة ومتانة وانفتاحاً يوماً بعد يوم مجسدة شراكة استثنائية ليس على مستوى الحكومات فقط ولكن في التواصل بين الشعبين، موضحاً أن هذه الشراكة تتطور في طريق ذي اتجاهين ويشهد عليها نمو وتعاظم التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والعلمية والبحثية، والتزايد المطَّرد في أعداد الطلبة والطالبات الإماراتيين الذين يتلقون دراستهم الجامعية والعليا في الجامعات البريطانية، وكذلك في أعداد البريطانيين الذين يتوافدون على دولة الإمارات للتجارة والأعمال والتدريس في جامعاتها، مشيراً إلى وجود نحو مائة ألف بريطاني يعملون في الإمارات في مختلف المجالات. ونوه بأهمية تعميق التواصل بين الجامعات والمؤسسات التعليمية في البلدين من خلال تعزيز التبادل الطلابي والأكاديمي والتعاون في مجال البحوث. وأشار إلى أن الإمارات أصبحت شريكاً تجارياً واقتصادياً مميزاً للمملكة المتحدة منوهاً بنمو حجم الصادرات بين البلدين، وأعرب عن إعجابه بالتنمية التي تشهدها دولة الإمارات والتي تنعكس في الاستقرار والرخاء وتأمين الوظائف وتوفير فرص التعليم الراقي، ومشيداً بالتطور الذي تعيشه الأجيال الجديدة في دولة الإمارات ومواكبتها للتطورات المعرفية التي يشهدها العالم، وداعياً طلاب الجامعات إلى الاستفادة من الفرص المتاحة لهم وتقلد أدوارهم الريادية في صنع مستقبل بلادهم. ولفت إلى أن الإمارات أصبحت في السنوات الأخيرة مقصدا استثماريا يفضله المستثمرون البريطانيون، منوهاً بالسياسات الاقتصادية الناجحة التي تطبقها الإمارات، إضافة إلى المناخ الاستثماري الجاذب وتعدد الحوافز الاقتصادية التي تمنحها الدولة للمستثمرين. وقال إن الاقتصاد في بريطانيا والإمارات يعمل بشكل جيد، وهناك تعاون بينهما في نقل التكنولوجيا على سبيل المثال. وأعرب عن إعجابه بمحافظة دولة الإمارات على أصالتها وتقاليدها، ملاحظاً في الوقت ذاته التطور الكبير الذي حققته في مختلف الجوانب في مدى قصير نسبيا، وأنها حققت نجاحا مستقرا في الجوانب السياسية والاقتصادية. وشدد كاميرون خلال حواره مع الطلبة على أهمية الاحترام المشترك لقيم وتقاليد الشعوب وثقافتها، كما تطرق إلى التحديات الاقتصادية التي يواجهها العالم مثل أزمة الكهرباء والطاقة والسبل الكفيلة بمعالجتها. وأكد على أن دولة الإمارات العربية المتحدة سجلت تميزا في مختلف الميادين وخاصة في التعليم والبيئة والسعي نحو إنتاج الطاقة المتجددة، كما تبذل الدولة جهدا رائدا على المستوى العالمي فيما يتعلق بالقضايا الخاصة بالاحتباس الحراري. وقال كاميرون: “هذا العدد الكبير من الطالبات يبرز الرعاية التي توليها الدولة للمرأة وكفالة حقوقها، مشيراً إلى أن الحرم الجامعي لجامعة زايد في أبوظبي يمثل إطلالة عصرية بمعايير عالمية خاصة فيما يتعلق بمرافقه العلمية والبحثية من مختبرات ومكتبات متطورة وأعضاء هيئات تدريس ينتمون إلى جامعات مرموقة”. وكان دولة رئيس الوزراء البريطاني قد أشار في بداية اللقاء مع الطلبة إلى أن جولته في المنطقة تشمل أيضا زيارة المملكة الأردنية الهاشمية غداً الأربعاء. ديموقراطيات البعض اسمية فقط أكد ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني رداً على سؤال خلال اللقاء حول الديموقراطية أن كل الدول ستستفيد من الديموقراطية بشكل كبير مع المحافظة على تقاليدها وعاداتها، وقال: “إن الديموقراطية ليست في الانتخابات كل أربع أو خمس سنوات فقط وإنما في توفير فرص التعليم والدراسة في الجامعة والحصول على العمل المناسب”، مشيراً إلى وجود ديموقراطيات في دول عديدة لكنها ديموقراطيات اسمية فقط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©