الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مسفر: أخطاء «البداية» كتبت سيناريو «النهاية»

مسفر: أخطاء «البداية» كتبت سيناريو «النهاية»
19 نوفمبر 2011 01:15
على الرغم من قبوله المهمة بشجاعة وإصرار على تحدي الصعاب، ورغبة حقيقة في تلبية نداء الوطن والواجب، والسعي لإعادة الهيبة إلى كرة الإمارات، إلا أن محصلة المنتخب الأول لكرة القدم بقيادة المدرب الوطني عبدالله مسفر لم تختلف عن المرحلة السابقة، بسبب استمرار الخسائر، وتجمد الرصيد عند “صفر” من النقاط، ليتذيل “الأبيض” مجموعته بتصفيات القارة الآسيوية لنهائيات كأس العالم “البرازيل 2014”، في مشهد محبط لم يتوقعه أكثر المتشائمين. واعترف مسفر بأن حال المنتخب لا يمكن أن يشهد قفزة حقيقية خلال فترة زمنية قصيرة، لأن الوضع الذي وصل إليه يحتاج إلى عمل كبير، وليس إلى “مسكنات مؤقتة”. وأضاف أنه لم يعدّل سوى 30 % فقط من صورة “الأبيض”، بينما لا يزال أمام المنتخب مشواراً طويلاً لإتمام 70 % من العمل المتبقي، حتى يعود إلى مستواه الطبيعي الذي يعرفه الجمهور الرياضي. وأوضح أيضاً أنه لا يمكن تغيير وضع منتخب بأكمله، خلال مشاركة قارية قوية في حجم تصفيات المونديال بـ15 حصة تدريبات، مشيراً إلى أنه لم يحصل على الفترة الكافية للعمل، بالإضافة إلى الظروف الصعبة التي عمل فيها، بعد حالة الإحباط التي سيطرت على أجواء المنتخب، بعد خسارة أول مباراتين أمام الكويت ولبنان. وأكد عبد الله مسفر أن الجهاز الفني غير طريقة العمل داخل المنتخب، وصحح بعض الجوانب، ومنح الفرصة للعناصر الأكثر جاهزية، وقدم أداءً أفضل من السابق، إلا أن النتائج لم تكن إيجابية، لأنها تحتاج إلى فترة أطول من العمل، حتى تكتمل المنظومة، ويصل منتخبنا إلى المستوى الذي يؤهله للفوز على منافسيه. وقال مسفر إن المنتخب يدفع فاتورة أخطاء البداية، وإخفاق الانطلاقة، حيث كتبت سيناريو النهاية، لأن أغلب اللاعبين الموجودين حالياً في القائمة لم يشاركوا في ضربة البداية، لكنهم وجدوا “الأبيض” في أصعب حالاته، وهم يدفعون ثمن أخطاء الفترة السابقة، لأنه من الصعب تغيير الوضع، بعد أن أخذت بقية المنتخبات الأسبقية عنا، سواء على مستوى المعنويات أو النتائج. ورفض مدرب “الأبيض” تحميل المسؤولية للاعبين، بل على العكس اعتبر أن العناصر التي اختارها في المباريات الثلاث الأخيرة قدمت جهداً كبيراً وسعت بكل ما تملك إلى تغيير الصورة واستعادة الأمل، إلا أنها اصطدمت بظروف قاسية وفترة زمنية قصيرة لم تسعفها لإنجاز مهمتها بنجاح، مؤكداً أنه من شاهد الحالة النفسية للاعبين بعد خسارة الكويت الأخيرة يدرك جيداً حجم الإحباط الذي أصابهم بعد أن قدموا كل ما يملكون لتحقيق نتيجة إيجابية. بعد قيادة المنتخب في ثلاث مباريات خلال تصفيات كأس العالم 2014 سألنا عبد الله مسفر عن نقاط الضعف داخل منتخبنا، والتي وقف عليها بوضوح خلال تقييم الوضع، أكد أن اللمسة الأخيرة تعد مشكلة حقيقية في كرة الإمارات، لأن منتخباتنا لا تستغل الفرص بالشكل المناسب، وتضيع العديد من الأهداف التي من شأنها أن تمنح الأفضلية للاعبينا والتقدم في النتيجة. وأضاف: إن لقاءي كوريا الجنوبية ذهاباً وإياباً، ومباراة الكويت أكبر دليل على ذلك، لأن “الأبيض” صنع العديد من العمليات الهجومية الخطيرة في مناطق المنافس، إلا أنه افتقد اللاعب الهداف الذي يتوج جهود زملائه بوضع الكرة في الشباك. وأوضح أن أغلب أنديتنا تفتقر إلى المهاجم الذي يسجل الأهداف في كل المباريات، لأن أغلبهم لا يلعبون باستمرار مع أنديتهم، مقابل سيطرة المهاجمين الأجانب، على مراكز الخط الأمامي، وأشار إلى أن هذه الأخطاء موجودة منذ فترة زمنية طويلة، لكن لم تجد الحل المناسب لمعالجتها إلى الآن. وتحدث مسفر أيضاً عن الأخطاء الساذجة التي يرتكبها لاعبو المنتخب في أغلب مبارياتهم، مؤكداً أنها مكلفة جداً، وتسببت في نتائج سلبية للمنتخب لأن تسجيل أهداف في مرمانا خلال مباراتين زاد من سوء حظ “الأبيض” في مشوار التصفيات، ودفع ثمن أخطائه غاليا. وأكد أيضاً أن الأخطاء الفردية يتم تصحيحها في الأندية وليس المنتخبات، معتبراً أن المهاجم الذي يهدر 3 أو 4 فرص ولم يسجلها، بالإضافة الى المدافع الذي يكرر خطأ التسجيل في مرماه أكثر من مرة، يشير إلى عدم وجود عمل دقيق وموجه داخل الأندية، لتطوير أداء اللاعبين وإصلاح أخطائهم. وواصل عبد الله مسفر الحديث عن حالة “الأبيض”، مشيراً إلى أن تراجع اللياقة البدنية للاعبين في أواخر المباريات، أمر طبيعي، في ظل عدم وجود دوري قوي أو فترة إعداد طويلة تتيح الفرصة أمام الجهاز الفني لتجهيز اللاعبين بالطريقة اللازمة، حتى يخوضوا مباريات دولية قوية، ضمن حدث في قيمة تصفيات كأس العالم. وأوضح في المقابل أن المنتخب الكوري بدأ معسكره في الإمارات قبل “الأبيض”، وجهز جيداً للمواجهة مثل المنتخب الكويتي الذي استعد بدوره في معسكر طويل لمباراتي لبنان والإمارات، بينما لم يتدرب منتخبنا الوطني سوى 5 حصص تدريبية، لا يمكن أن تساعد لاعبينا على الارتقاء بلياقتهم إلى المستوى المطلوب. عن الخسارة الأخيرة أرجع مدرب المنتخب إلى العديد من العوامل التي وقفت أمام وصول لاعبينا إلى أول ثلاث نقاط في مشوارهم، مشيراً إلى أن بعض الجوانب تعلقت بظروف “الأبيض” بعد لقاء كوريا الجنوبية، والبعض الآخر تعلق بظروف المباراة نفسها، من طريقة تعامل المنتخب المنافس، وطريقة إدارة الحكم للقاء . وأوضح أيضاً أن أجواء منتخبنا كانت صعبة جداً، بعد الخسارة أمام كوريا وانتهاء الأمل، وفي ظل غياب نخبة من اللاعبين المهمين، سواء للإصابة أو لالتحاقهم بالمنتخب الأولمبي، الأمر الذي جعل دكة البدلاء تفتقر إلى العناصر التي من شأنها أن تقدم الإضافة المرجوة خاصة في خط الوسط. كما لم يرافق البعثة في رحلتها إلى الكويت دكتور التغذية محسن بلحوس، بسبب انضمامه إلى المنتخب الأولمبي أيضاً، بينما كان لاعبو “الأبيض” بحاجة إلى مساعدة الجهاز الطبي لاستعادة لياقتهم والتخلص من إرهاق المباراة الأولى، خاصة أن التشكيلة نفسها لعبت مباراتين متتاليتين خلال 4 أيام فقط. وأضاف أن الإرهاق أصاب العديد من اللاعبين الأساسيين منذ الشوط الأول، حيث طلب عبد الله موسى وسبيت خاطر وعلي عباس التغيير، مما وضع الجهاز الفني في حيرة من أمره، للخروج من الوضعية الصعبة التي فرضتها التغييرات الإجبارية. وختم مسفر كلامه بالتأكيد على أن سوء الحظ لازم الأبيض في مشوار التصفيات لأنه كان قادراً على تقديم الأفضل والظهور بصورة أقوى والتأهل إلى المرحلة المقبلة، إلا أن العديد من الحسابات الخاطئة تحتاج إلى مراجعة دقيقة حتى يتفادى المنتخب الأول تكرار ما حدث في تصفيات مونديال 2014 .
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©