إبراهيم سليم (أبوظبي)- تنفذ بلدية مدينة أبوظبي مشروع توفير أنظمة إضاءة ذكية وصديقة للبيئة، بهدف تخفيض استهلاك الطاقة الكهربائية في الطرق والحدائق بنسبة 30%، والعمل على تخفيض تكلفة الصيانة بنسبة 60%.
ووفقاً لتصريحات المهندس عبد الله الشامسي، المدير التنفيذي لقطاع البنية التحتية بالإنابة، على هامش فعاليات مؤتمر قمة أبوظبي للإضاءة الذكية والطاقة الذي انطلق أمس، فإنه تم وضع خطة لتقسيم جزيرة أبوظبي إلى 5 مناطق، بهدف تنفيذ المشروع.
وتم تأهيل 56 مكتبا استشاريا للمشاركة في المشروع، مع وجود تحالفات محلية ودولية يمكن أن ينفذ المشروع من خلالها، وسيبدأ تنفيذه من بداية يناير المقبل ويستمر لنحو 18 شهر لينجز مشروع إضاءة أبوظبي بالنظام الجديد، وفق معايير ومتطلبات تعتمد على الاستدامة.
وبدأت البلدية تطبيق المشروع فعليا في شارع السلام وشارع بينونة كمرحلة أولى، وبالعين أيضا، حيث زودت بوحدات الإضاءة “L a D” في خطوة جاءت بعد استحداث دليل أبوظبي للطرقات والحدائق والساحات العامة، بناءً على خبرات وفهم لطبيعة البنية التحتية، كما يلقي الدليل الضوء على آلية الاستثمار في المنطقة.
وأوضح الشامسي أنه على مدى السنوات الست المقبلة سوف تقوم بلدية مدينة أبوظبي بالاستغناء عن أكثر من 300 ألف من مصابيح الإضاءة في الشوارع واستبدالها بالمصابيح منخفضة الاستهلاك للطاقة(LED) ، في خطوة تهدف إلى توفير تكاليف الطاقة، وخفض كلفة التشغيل، والحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى تقليل متطلبات الصيانة بشكل كبير.
وأشار إلى أن موضوعات الاستدامة وترشيد الطاقة في الشرق الأوسط عموما تحتاج إلى دعم من المجتمعات، لأن تحديات الطاقة والتكنولوجيا تواجه العالم، وأن القطاع الخاص عليه أن يدرك ذلك ويشارك فيه.
وانطلقت أمس أعمال قمة الشرق الأوسط للإضاءة والطاقة الذكية برعاية بلدية مدينة أبوظبي، وبالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، وبمشاركة محلية وإقليمية وعالمية، حيث تستمر أعمالها يومين في فندق روكو فورتي بأبوظبي، بالإضافة إلى مشاركة بعض العارضين.
ويأتي انعقاد هذه القمة ضمن إطار استراتيجية بلدية مدينة أبوظبي لتطبيق أجندة إمارة أبوظبي، والتزامها نحو خلق بيئة مستدامة للبنية التحتية، تماشيا مع الرؤية والتوجيهات التي أطلقتها حكومة أبوظبي، وتطبيقاً لتوجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي، والخاصة بتأكيد سموه على أهمية تبني السياسات والبرامج الهادفة إلى تطبيق معايير الاستدامة، والترشيد في استهلاك الطاقة، واستثمار الطاقة المتجددة في مسيرة النمو والتطور التي تشهدها إمارة أبوظبي، واعتماد أعلى معايير الاستدامة الدولية في المشروعات التي يتم تنفيذها في الإمارة، وذلك بالشكل الذي يعزز من جودة الحياة لسكان الإمارة، والمساهمة في تحقيق (رؤية أبوظبي 2030)، الرامية إلى أن تصبح حكومة أبوظبي واحدة من بين أفضل الحكومات في العالم من حيث الخدمات التي تقدمها لسكان الإمارة ومستثمريها وزائريها، وذلك ضمن بيئة اقتصادية مستدامة تمكن من تنويع مصادر الدخل وترشيد استهلاك الطاقة والحفاظ على الموارد الطبيعية.
ودعا المهندس عبد الله الشامسي، المدير التنفيذي لقطاع البنية التحتية وأصول البلدية بالإنابة في بلدية مدينة أبوظبي، في كلمته، أثناء أعمال القمة، إلى أهمية اعتماد مفاهيم الاستدامة في تطوير مشاريع البنية التحتية بالشكل الذي يتطابق مع توجهات الحكومة الرشيدة، واعتماد التكنولوجية العصرية الحديثة في تطبيقات ومشاريع البنية التحتية ومشاريع الإنارة.
وأشار إلى أنه منذ عام 2009 بدأت الجهود والدراسات حول إعداد استراتيجية الإنارة العامة المستدامة، وقد صدرت هذه الاستراتيجية بشكلها النهائي، حيث اعتمدها المجلس التنفيذي الموقر عام 2011، وبناء على ذلك أصدرت دائرة الشؤون البلدية في أبوظبي مواصفات ومعايير الإنارة من خلال اعتماد أنظمة (led)، وذلك في شهر مارس من العام الحالي .
وتناول الشامسي في كلمته أهم ركائز استراتيجية الإنارة، والهادفة إلى تخفيض مستويات شدة الإنارة، وتخفيض الكلفة الناتجة عن استهلاك الطاقة وإنتاجها، مشيراً إلى الأثر الكبير الذي تتركه الاستراتيجية الجديدة في التقليل من الانبعاثات الغازية الناجمة عن الاستهلاك غير المجدي للطاقة.
وأوضح أن برنامج الإنارة الجديد يساهم أيضاً في ترشيد الإنفاق على أعمال صيانة منظومات الإنارة على اختلاف أنواعها، ويؤدي بالضرورة إلى تحسين نوعية الإنارة .
وأشار الشامسي إلى أن بلدية مدينة أبوظبي أولت اهتماما كبيرا بمزايا وخصائص الإضاءة الذكية، ووضعت أهم مرتكزات استراتيجية الإضاءة العامة المستدامة، وهي سياسة ستجعل من مدينة أبوظبي من بين أفضل مدن العالم من حيث فعالية نظام الإنارة، بجانب المساهمة في الحد من استهلاك الطاقة بما لا يقل عن 60%.
وخلال 20 عاما، يتوقع لهذه الاستراتيجية أن تقلل من استهلاك الكهرباء في المنطقة بنسبة تصل إلى 40%، الأمر الذي ساهم في تأهل أبوظبي وبجدارة لاستضافة قمة الشرق الأوسط للإضاءة الذكية والطاقة 2012.
من جانبه قدم كريستوفر براون ورقة تحت عنوان إضاءة الشوارع المستدامة في الشرق الأوسط، ثم دعت القمة إلى فتح نقاش مستفيض حول أهم محاور وأوراق عمل القمة، وبعد ذلك استأنفت القمة أعمالها من خلال ورقة عمل حول الاستخدامات المثلى للطاقة، وسبل استثمار الإنارة الذكية، بالإضافة إلى العديد من المشاركات التي أثرت القمة، وفتحت آفاقاً جديدة لمفاهيم مستحدثة في مجال استثمار الطاقة، وفقاً لمعايير الاستدامة.
عدد اليوم
