الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الإخوان المسلمون» ظاهرة لها بداية ونهاية ومن سماتهم رفض المشروعية

«الإخوان المسلمون» ظاهرة لها بداية ونهاية ومن سماتهم رفض المشروعية
6 نوفمبر 2012
حذّر الدكتور سيد عبدالستار المليجي، عضو مجلس شورى سابق بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، مما يعرف بـ “ثورات الربيع العربي”، مؤكداً أنها استخدمت في غير ما قامت من أجله، داعياً الشعوب إلى الاستمرار على ماهي عليه الآن، لأنه أفضل من نتائج تلك الثورات”. وقال المليجي، إن الثورات العربية جميعها بدأت بشيء وانتهت بشيء آخر، وبالتالي وصلت إلى نقطة الصفر مرة أخرى، وهو ما يعني أننا نضيع وقت وجهد الشعوب العربية”. وأكد المليجي، انه من حق كل دولة أن تتخذ من الإجراءات والخطوات ما يحفظ لها أمنها ومؤسساتها واستقرارها، مشدداً على أحقية كل دولة في اتخاذ الخطوات التي تحميها دون النظر أو الخوف من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أن هناك تضخيما لحجم التنظيم السري للإخوان المسلمين، وطالب، ألا يكون هناك تنظيمات سرية لأي جماعة أو حركة إسلامية داخل الدول، ودعا إلى أن يتحول الإخوان المسلمون للعمل السياسي بمفهومه الشامل وليس المالي، واصفا الإخوان بأنهم “يعرفون كل شيء ما عدا أمرين هما الدين والسياسة”. واستعرض عضو مجلس الشورى الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين، تجربة 40 سنة من التعرف على تنظيم الإخوان والانضمام إليه، والعمل في صفوفه والترقي في المناصب القيادية بينه، ثم مرحلة الخلاف والانفصال عنه. كما تحدث المليجي في اللقاء المفتوح الذي عقده مركز المسبار للدراسات والبحوث في فندق روتانا ميديا بدبي عصر أمس، بحضور معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، القائد العام لشرطة دبي، عن فترة بحثه عن إجابات للعديد من الأسئلة التي تدور في ذهنه بشأن الإخوان، ويرددها الكثير من أبناء الوطن والحركات العاملة فيه، مشيراً إلى انه لم يجد ردودا كافية وشافية على تلك الأسئلة. وتناول المليجي، 10 نقاط رئيسية اعتبرها قلب المشكلة التي تواجه الحركة الإسلامية الآن، أهمها عدم العمل ضمن الإطار العام للدولة وتعلم فقه الأولويات، والعمل لخدمة الوطن، وقال، إن التنظيمات السرية التابعة للحركات الإسلامية قديمة، وتتجدد باستمرار، وبالنسبة للإخوان المسلمين فالتنظيم السري الخاص بهم موجود، حتى إن من أسسوا ذلك التنظيم كتبوا عنه كتبا كاملة”. وأضاف: إن هذا التنظيم يتسم بالسرية، حتى أن حسن البناء مؤسس جماعة الإخوان المسلمين انشأ ذلك التنظيم السري دون عمل مكتب الإرشاد، وبالتالي هو أول من اخطأ”. وأكد أن طريقة التنظيم السري خاطئة في الأساس، مشددا على أن كل الأمور التي قام بها هذا التنظيم فشلت على مر العصور حسب معايير الجودة التي تحكم نجاح أو فشل أي عمل، ولفت إلى أن الإخوان المسلمين، لن يرضوا بعد أن امسكوا بالسلطة أن تكون هناك تنظيمات سرية، مضيفا: “ما يحلونه لأنفسهم بالأمس يحرمونه على الآخرين اليوم”. وقال المليجي، “هناك نظرية شعب الله المختار، ولكن بمنظور إسلامي، وهذه المجموعة هي التي تسيطر حاليا على جماعة الإخوان المسلمين”. واتهم عضو مجلس الشورى الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين، مجموعة داخل الجماعة، هي التي أخذت الجماعة في منحنى آخر، مشيراً إلى أن كل الأفكار الشاذة الموجودة لدى الإخوان سببها التنظيم السري الذي استولى على الجماعة نفسها، ولفت إلى أن التنظيم السري للإخوان في أي دولة يكون هدفه قلب نظام الحكم، رغم أن هذا ليس من آداب الحركة الإسلامية، وشدد على انه في منتهى الخطورة استخدام الجماعات الإسلامية لتحقيق أهداف في بلاد بعينها، مؤكدا أن الإسلام يأمرنا بالمصارحة ودخول البيوت من أبوابها وهذا يمثل المنهج الشرعي للإسلام، مؤكداً انه لا يوجد في الإسلام شيء يمكن إخفاءه، وبالتالي لا داعي للسرية في بناء الدول”. وقال عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين الأسبق، إن “الشباب مغرر بهم في تلك التنظيمات”، ووصف التنظيمات الإسلامية بأنها مرتع للجهل والخرافات الشرعية والحياتية، مشيرا إلى ندرة العلماء داخل هذه التنظيمات، لان رأيهم لا يحترم، وأن هذه التنظيمات تطورت وتمحورت حول إدارة المال. ووصف عضو مجلس الشورى الأسبق بجماعة الإخوان المسلمين، أن مستقبل الإخوان في الحكم بمصر بأنه “على كف عفريت”، مشيرا إلى ان هناك كراهية متزايدة وسخط عام على الإخوان، بعدما امسكوا بالسلطة ووقعوا في كثير من “الفخاخ”. وقال: توجد ضبابية والواقع أسوأ من الماضي، ونحن بحاجة أن نعيد النظر في تغير النظم، فمثلا نحن في مصر فككنا الوطن، ولا نعرف الآن كيف نجمعه مرة أخرى”. وطالب عضو مجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين الأسبق، أن تمارس الأعمال للأفراد من خلال الجهات الرسمية، مؤكداً أن الشكل الذي عليه الدولة المدنية الحديثة اليوم هو منتهى أمل وحلم الإسلام، متسائلا: كيف نخرج على تلك الدولة المدنية اليوم ونشعل الناس بأمور أخرى قد تضر المجتمع؟. وردا على سؤال عن مدى صحة تحول دول الخليج العربي إلى الدجاجة التي تبيض ذهبا للإخوان المسلمين، قال المليجي، “قبل الإجابة على ذلك السؤال، لابد من الإشارة إلى انه كانت هناك أدبيات معينة عند نشأة الإخوان تنظيما لهم في أي دولة، وهو أن يستأذنوا من رئيس الدولة قبل القيام بذلك”. وأضاف: دول الخليج كان لها خصوصية تتمثل بعدم إنشاء تنظيم فيها، إلا أن ما تعرض له الإخوان في مصر في فترة الرئيس جمال عبدالناصر، وأيضا حالة النهضة والتطور التي شهدتها دول الخليج، أدت إلى تمدد الإخوان في منطقة الخليج، حتى أخذوا حظهم وزيادة في تلك الدول”. وذكر المليجي، أن هناك علاقة بين المال في الخليج وتنظيم الإخوان، ويحدث أحيانا استخدام هذا المال فيما ليس فيه الصالح العام للدولة التي جاء منها، مشيرا إلى أن المال يأتي من دول الخليج من رواتب الإخوان المصريين، ومن تبرعات بعض إخوان الخليج. ولفت إلى حدوث نوع من الازدواجية بين بيعة الشخص المنضوي تحت التنظيم لرئيس هذا التنظيم وبين الولاء للوطن والإسلام بصفة عامة، مشيرا إلى أن تكفير رؤساء الدول يمثل إشكالية صعبة لأنه يصعب الاستدلال عليه، فهو شخص مسلم ينطق بالشهادتين. وعن إلزام التنظيم الدولي للإخوان، للأفرع الموجودة في الدول بقراراته، أوضح المليجي، انه من حيث الواقع لا يوجد التزام من التنظيمات الفرعية بما يصدر عن التنظيم الدولي، مدللا على ذلك بما حدث في الكويت والسودان. وأكد أن التنظيم الدولي للإخوان ليس قادرا على الاستمرار، واصفا إياه بأنه “خيال وليس حقيقة وهذا نظريات يجب أن تنتهي”، مرجعاً وجود تنظيمات سرية داخل الحركات الإسلامية، إلى عدة أسباب، أهمها وجود فساد في إدارة الأموال داخل التنظيم، وحدوث اختراقات أمنية لصفوفها، ووجود علاقة مع أجهزة معادية للإسلام. ثم تحدث عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين الأسبق، عن حدوث تزوير للانتخابات الداخلية في الإخوان، وهذا الأمر يتم باستمرار. وحول الملامح الشخصية والنفسية التي يتسم بها الإخوان المسلمون، قال المليجي، “الإخوان ظاهرة اجتماعية لها بداية ونهاية، ومن سماتهم رفض المشروعية القانونية باستمرار، ومعاداة القانون والشرعية حتى يفعلوا ما يريدون، والحقيقة أن تلك الصفات لا تقيم دولة”. وعن دور إخوان الخليج في جباية الأموال للتنظيم، أفاد المليجي، أن دول الخليج مصدر كبير لجمع الأموال للإخوان وينافسها حاليا ما يأتي من أميركا وأوروبا. وأكد المليجي، أن الدول التي تفتح خزائنها للإخوان تستخدمهم كورقة سياسية، مشدداً على أن البديل لظاهرة الإخوان المسلمين هو طرح مؤسسات متخصصة للعمل لاستيعاب طاقات المجتمع، مشيرا إلى أن هذا موجود أصلا في العديد من الدول العربية وخاصة دول الخليج. وقدّر المليجي، عدد الإخوان في مصر بنحو 200 ألف شخص فقط، لافتا إلى أن الإشكالية الحقيقية أنهم قلة منظمة في مواجهة أكثرية غير منظمة، مشيرا إلى أن التيارات والحركات الأخرى بملايين، لكنهم لا يتفقون على شيء. وطالب المليجي، بضرورة التفريق بين المنتمين لصفوف الإخوان، قائلا: “يجب ألا نأخذ الحابل بالنابل داخل الإخوان، فهناك أشخاص كثيرون طيبون، كما انه كلما اشتد الإيذاء بمجموعة إسلامية زاد التعاطف معها”. واعتبر المليجي، أن كثرة الحديث عن الإخوان ظاهرة ايجابية، لأن فيها نوعا من الوقاية للمجتمعات الأخرى حتى لا تقع في نفس الأخطاء. ورداً على سؤال حول مستقبل العلاقة بين الإخوان والسلفيين، وصف المليجي، هذه العلاقة بأنها “مثل خلط الماء بالزيت، إذا توقف الخلط لثواني انفصل كل منهما عن الآخر”، مؤكدا انه تحالف على غير مصلحة عامة ويرتكز على مصلحة دنيوية. ضاحي خلفان: الهيكل التنظيمي للإخوان يشبه عصابات المافيا قال معالي الفريق ضاحي خلفان، القائد العام لشرطة دبي، “ما نسمعه الآن، يذكرنا بقصة علي بابا والأربعين حراميا، فوضع الإخوان تغير، حيث كانوا يتسلطون على أموال المحسنين، والآن خطتهم أن يتسلطوا على خزائن الدول”. وشبّه، خلفان الهيكل التنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين، “بهيكل عصابات المافيا، حيث توجد مجموعة من الرؤوس هي التي تسيطر على كل شيء”. وأكد خلفان، خلال مداخلته في الندوة، انه يوجد “غسيل أدمغة” قام به الإخوان لبعض الناس في المجتمع، مشدداً على أن “الجانب الديني مغروس فينا أصلا”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©