الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الهاملي: التوظيف السياسي للدين يشعل الطائفية

الهاملي: التوظيف السياسي للدين يشعل الطائفية
16 نوفمبر 2015 02:28
أكد الدكتور أحمد ثاني الهاملي رئيس ومؤسس مركز تريندز للبحوث والاستشارات أن البحوث المعمقة التي أجراها المركز حول الوضع السياسي العربي والدراسات المكثفة التي قام بها خبراؤه للتحديات التي تواجه الأمن القومي العربي، تشير إلى أن ما يحدث في المنطقة ما هو إلا ظرف استثنائي جاء نتيجة حتمية لحالة الانقسام الطائفي الديني والأيديولوجي الذي يسيطر على المشهد السياسي العربي من ناحية، وتوظيف ميلشيات التطرف والانقسام الديني والطائفي للعنف والإرهاب لتحقيق أطماع شخصية من ناحية أخرى. جمعة النعيمي (أبوظبي) قال الدكتور أحمد ثاني الهاملي رئيس ومؤسس مركز تريندز للبحوث والاستشارات أنه لمن المؤلم أن يتم استغلال الدين من قبل جماعات وأحزاب سياسية، وتحويله من مضمون روحي وديني إلى أفكار أيديولوجية تتجه نحو طلب السلطة وتأمين مكاسب اجتماعية واقتصادية، إلى جانب أن هذه الجماعات تمتهن فكر الاستغلال الأيديولوجي، بحيث تضرب تلك الجماعات على أوتار الدين، وتكسو أطماعها في الحكم والسلطة عباءة الدين والتقوى، فتضيف تلك الجماعات هالة دينية على خطاباتها وأفكارها وتقرنها بالنصوص الدينية لإضفاء نفحة من القدسية والشرعية عليها، ومن ثم استخدامها زوراً وبهتاناً لاستقطاب مزيد من المؤيدين ومهاجمة المعارضين وذوي الرأي الآخر وإرهابهم، ما يقلص من هامش الحوار السياسي ويعدم فرص تطبيق الديمقراطية. وقال الهاملى: «ليس هناك من مثل أقرب من جماعة الإخوان المسلمين في مصر التي دأبت ولا تزال على استعمال الدين سلاحاً سياسياً وغطاء لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، ومحاولتها الدائمة لأدلجة هذا السلاح وتطويعه كلما اقتضت الظروف السياسية ذلك، فأصبح الدين من خلال جماعة الإخوان المسلمين أداة ميسورة للسياسة تستعمله لتشريع وجودها غير الشرعي مرة ولتبرير مظالمها مرة أخرى. وأضاف: «هناك أيضاً طائفية التمثيل السلطوي في لبنان، فظهور الصراع المذهبي إلى الساحة كحالة من حالات الصراع على السلطة، أدى إلى خلق ثقافة وقناعة ومشروع طائفي ومناطقي أشد خطراً، وإشاعة الفوضى في ظل ضعف وغياب الدولة». ويؤكد الهاملي: «أما بالنسبة لما يخص الشق الثاني من التحديات، فهو ما آل إليه التوظيف السياسي للدين من إشعال فتيل الإرهاب وسياسة التكفير من خلال الجماعات المتشددة الجهادية التي تدعي باطلًا انتماءها للإسلام، فنجد القاعدة في أفغانستان، ودولة الخلافة المزعومة (داعش)، وجبهة النصرة في العراق وسوريا، والحوثيين في اليمن، وغيرهم من جماعات جعلت من هويتها الدينية أو الطائفية مبرراً للقتل والعنف». وأضاف: «إن الأحزاب السياسية ذات الطبيعة الدينية أو الطائفية ليست بالشيء الجديد، فالتاريخ الإنساني يشهد أن معظم حالات الحروب في العالم ومجازر الإبادات الجماعية لم تكن سوى نتيجة حتمية للصراعات المذهبية والعرقية والطائفية، وخير مثال على ذلك هتلر قائد الحزب النازي الألماني الذي جعل من أوروبا مسرحاً لأكثر الحروب دموية في التاريخ البشري، وجعل من معاداة السامية مفتاحاً لدعايته وسياساته، إضافة إلى الحرب الأيديولوجية الباردة بين النظامين الشيوعي والرأسمالي التي نتج عنها انقسام دول العالم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©