تجربة جديدة تؤكد تجاوز «النيوترينو» سرعة الضوء

قدمت تجربة جديدة أدلة على احتمال أن يكون العالم آلبرت اينشتاين قد جانبه الصواب عندما قال إن سرعة الضوء هي السرعة المطلقة في الطبيعة وهي النظرية التي شكلت أساس الفكر العلمي الحديث عن ماهية الكون. وأكدت الأدلة الجديدة أن النيوترينو يسير بسرعة تزيد عن سرعة الضوء بواقع أجزاء من الثانية. والنيوترينو جسيم أولي دون ذري أصغر كثيراً جداً من الإلكترون وليست له شحنة كهربية. وحتى الآن لم ينجح العلماء في قياسه لأن تفاعله مع المادة ضعيف جداً. وأجريت التجربة في معمل ساسو بالاستعانة بشعاع من جسيمات النيترينو أطلق من المختبر الأوروبي لفيزياء الجسيمات التابع للمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن) إلى معمل جران ساسو، وتبعد الجهتان عن بعضهما البعض 720 كيلومتراً، وذلك للتحقق من نتائج مماثلة توصل إليها فريق من العلماء في سبتمبر الماضي. وأعلن العلماء في المعهد الإيطالي للفيزياء النووية في بيان أن تجربتهم الأخيرة تهدف لاستبعاد أثر منهجي محتمل ربما يكون قد أثر على قياسات التجربة السابقة. وقال فرناندو فيروني رئيس المعهد الإيطالي للفيزياء النووية “إن القياسات فائقة الدقة ذات آثار بعيدة المدى في مجال الفيزياء لذا فإنها تتطلب مستوى غير عادي من التمحيص”. وأضاف أن “المردود الإيجابي للتجربة يجعلنا أكثر ثقة في نتيجة عملنا، رغم أن النتيجة النهائية لا يمكن إقرارها إلا من خلال قياسات تناظرية تجرى حالياً في مناطق مختلفة من العالم”. وكان فريق دولي من العلماء قد زلزل أركان المجتمع العلمي بنتائجه التي ظهرت في سبتمبر الماضي. وسجلت النتائج الأولى عندما تم ضخ 15 ألفا من أشعة النيوترينو على مدى 3 سنوات من سيرن إلى جران ساسو وهو معمل إيطالي تحت الأرض يقع قرب العاصمة روما. وإذا ثبتت صحة هذه التجربة التي أعيدت عدة مرات خلال 4 سنوات، فإن هذا سيدفع العلماء إلى إعادة النظر في النظريات الخاصة بنشأة الكون وحركته، وأيضا قد يمكنهم نظريا من إرسال معلومات إلى الماضي.