الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سلطان القاسمي يحضر ندوتين عن الثقافة العربية ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب

سلطان القاسمي يحضر ندوتين عن الثقافة العربية ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب
19 نوفمبر 2011 01:05
حضر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ندوتين ضمن فعاليات الدورة الثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب 2011، بقاعة المؤتمرات في مركز إكسبو الشارقة، الأولى بعنوان "تحديات الثقافة في الوطن العربي"، والثانية حول "الثقافة العربية في أفق التبدلات". شارك في ندوة "تحديات الثقافة في الوطن العربي" ثلاثة من رواد الثقافة في الوطن العربي، هم الدكتور شاكر عبد الحميد الأمين العام لمجلس الثقافة المصري والدكتور محمد صابر عرب أمين عام هيئة دار الكتاب في مصر والدكتور زين الدين محمد عبد الهادي مدير دار الكتب المصرية. وفسر صاحب السمو حاكم الشارقة بعض النقاط المهمة التي طرحها المشاركون، وبين أن كلمة ثقافة لم تأت من ثقف السيف، أي جعله حاداً ما يعني الحرب، ونحن لا نحارب الآخر، بينما يقال جلى السيف أي حده، ويقال ثقف العود أي أزال ما به من أشواك ومن هنا جاء مصطلح الثقافة. وأما بالنسبة للنهضة العربية فقد أوضح سموه "بدأنا في الشارقة بثلاث فعاليات ثقافية تقام في السنة، وانتهينا الآن بأكثر من 1600 فعالية، أما بالنسبة إلى موضوع أن الغرب يتقدم ونحن لا نتقدم، فمثلاً الأشخاص الذين يقولون شيئاً في المسرح الفرنسي كان مصيرهم الإعدام والسجن والتغريب، حتى جاء عصر النهضة والانفتاح بعد الثورات، مثل ثورة ميدان التحرير وتونس، ونحن الآن نحاكي ما حدث في فرنسا وألمانيا في ذلك العصر". وعن أسباب تأخرنا عقب سموه قائلاً "من بعد الدولة العباسية ونحن في صراع متواصل مع المماليك والتركمان ثم الأتراك الذين نحن نحبهم .. وعندما أتوا وضعوا الباشوات ثم وجدنا أنفسنا على طاولة "سايكس بيكو"، ثم جاء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وعمل عملاً جليلاً وطرد الاستعمار، لكنه خرج من الباب وعاد من الشباك، إنما عهد النهضة قد بدأ في مصر وفي بلاد أخرى، فعصر النهضة الذي بدأ في مصر إنما هو النموذج الأمثل لما نشهده حالياً". وقال سموه "زرت مصر طالباً ليس ككل الطلاب، إذ دخلت مصر ووجدتها مطبخاً للثقافة والسياسة والانتماء والقومية، وتفاعلت مع هذا كله وليس من باب المشاهدة، وإنما من باب المشاركة، أنا أحد جلاس زكريا الحجاوي وتجولت في أرياف مصر والتقيت الشعراء والأدباء والكتاب، وكنت أتردد على المقاهي الثقافية وكذلك بالنسبة للمسرح والمكتبات". وتابع سموه "أنا من الذين كانوا يقفون كثيراً في مكتبة مدبولي، ويشتري الكتب الجديدة ويأخذها إلى سوق الأزبكية، حيث كنت استبدل تلك الكتب بكتب أخرى قديمة تراثية وأتذكر وقفاتي الطويلة في الشمس الحارقة، لكنها أثمرت فيما بعد". موضحاً سموه بأنه ذكر ذلك في القصيدة التي كتبت بعفوية صباح يوم افتتاح معرض الشارقة للكتاب، فقد قصدت مصر عندما قلت "قد جئت يوماً حاملاً مشاعل الفكر وتوق الهمم" وكنت أقصد مصر، ومن قرأ القصيدة يلاحظ أنني أتيت من مصر حاملاً مشاعل الفكر، كل ذلك نتج عنه فكر بني على أسس كثيرة مما واجهته في مصر. وأشار سموه إلى أنه يوجد نوع من التحديات الموجودة، ألا وهو الثقافة مع الإعلام، فهل هي ثقافة الإعلام أم إعلام الثقافة .. فهذه مسألة مهمة جداً وهي من النقاط الأساسية التي يواجهها العالم العربي، ولفت إلى أن المطابخ الثقافية ومؤسساتها تعيشان في المجتمع على هامشه وليس في عقر داره. وختم سموه قائلاً "إذا تصحح الوضع في مصر تصححت أوضاع كثيرة في الوطن العربي، فمصر هي الأساس". وفي الندوة الثانية بعنوان "الثقافة العربية في أفق التبدلات" والتي شارك فيها الدكتور مصطفى الفقي وقدمها محمد خلف وتناولت التبدلات التي تأتي متسارعة هذه الأيام وتلقي بظلالها على الثقافة العربية، حيث قام بقراءة بعض من تجاربه وسيرته الذاتية. وقد حرص صاحب السمو حاكم الشارقة على حضور تلك الندوات مستمعاً تارة، ومحاوراً ومفسراً وشارحاً تارة أخرى، تفاعلاً مع المثقفين والمفكرين والأدباء العرب الذين يحضرون الدورة الثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب الذي أطلقه سموه ليكون أكبر حدث ثقافي عربي سنوي في المنطقة. وشكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الدكتور مصطفى الفقي على كلمته الرائعة، كما أشاد بشخصيته وأفكاره الفذة، مشيراً إلى رجوع معرفته بالدكتور مصطفى الفقي لسنين طويلة تعود إلى ما قبل سقوط النظام السابق في مصر، حيث أشار سموه إلى أن الدكتور مصطفى الفقي كان يعبر عن موقفه المعارض للنظام بكل صدق وشفافية، بينما كان العديد ممن يعرفهم يتساقطون واحداً تلو الآخر ضرباً من النظام وضرباً بالجيوب، وذكر سموه أنه كان قد تابع مؤتمر المفكرين المصريين وكان يأمل أن يتفقوا ولكنهم اختلفوا. وأشار الدكتور مصطفى الفقي في كلمته إلى أن قضية الثقافة هي أغلى سلعة عربية، وهي نسق ثقافي في الدرجة الأولى، وإذا ما تأملنا حركة الاستشراق مثلاً سنجد أنها حركة "غرام" شديد بالثقافة العربية، والأخيرة تشمل السلوكيات والتصرفات التي تظهر على المجتمع، كما أن اللغة نقطة أساسية في ثقافة أي مجتمع ونحن كمجتمع عربي غني ثقافياً بسبب لغتنا العربية التي نفخر ونعتز بها. وأشار الدكتور مصطفى الفقي إلى أن الجانب الثقافي هو الذي يشد ويجذب الآخر إلينا، فنحن لسنا فقط أغنياء بالنفط والموارد ولكن أيضاً بثقافتنا.. وتطرق إلى نقطة أننا كعرب يجب علينا الابتعاد عن أحادية التفكير والنظرة التعصبية والتمييز فكلها أشياء لا تفيدنا ولا تثري ثقافتنا بشيء على عكس الغرب الذي لا يرانا إلا بدوا وأصحاب المليارات ومهتمين بالرقص الشرقي والأمور غير المجدية، بالإضافة إلى أننا إرهابيون. وسلط الدكتور مصطفى الفقي الضوء على الثقافة وهي ما يعتبره العامل الأساسي في العلاقات مع الآخر وتأطير شكل العلاقة بين الشرق والغرب، كما يعتقد أنه توجد ثلاث قضايا مطروحة على الساحة العربية في العقدين الأخيرين وجميعها قضايا ثقافية، فالأولى هي قضية العولمة والثانية قضية صراع الحضارات، والثالثة قضية الحرب على الإرهاب. حضر الندوتين الشيخ صقر بن راشد القاسمي، والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي مدير مكتب صاحب السمو حاكم الشارقة، وعماد أبو غازي وزير الثقافة المصري، وعدد من كبار المسؤولين والشخصيات الثقافية العربية والخليجية المدعوة للمشاركة في المعرض، وعبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، والدكتور عمرو عبد الحميد مستشار صاحب السمو حاكم الشارقة لشؤون التعليم العالي وأحمد بن ركاض العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©