مشروع «لاحظ» يكشف عن وجود 12 طفلاً في إحدى الحضانات يعانون مشكلات بسيطة

كشف مشروع "لاحظ" الذي تنفذه وحدة التقييم الشامل بمركز أبوظبي للرعاية والتأهيل التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات للكشف المبكر عن حالات إعاقة أو التأخر النمائي المحتملة بين الأطفال، عن وجود 12 طفلاً يعانون عدداً من المشكلات البسيطة في حضانة واحدة خضع طلابها للتقييم منذ منتصف الشهر الماضي. وقالت سدرة سعيد المنصوري رئيس وحدة التقييم الشامل ومدير مشروع "لاحظ" إن الفريق لدى قيامه بالتقييم في حضانة جودي الواقعة بمنطقة بين الجسرين، كشف عن وجود مشكلات بسيطة لدى 12 طفلاً من أصل 76 طفلاً تواجدوا في الحضانة أثناء تنفيذ التقييم. ومن بينها مشكلات في الجهاز السمعي لدى ثلاثة من الأطفال تمثلت في التهابات متفاوتة الدرجة للأذنين، وتستدعي المعالجة الطبية لتجنب أي تأثير سلبي على حاسة السمع، كما ظهرت مشكلات في النظر لدى ثلاثة أطفال آخرين، تمثلت في قصر نظر وكسل في الوظائف البصرية لكلتا العينين أو واحدة منهما. وأضافت المنصوري لـ "الاتحاد": "إن التقييم أظهر وجود مشكلة التأخر في النطق والكلام لدى أحد الأطفال، فيما لوحظ وجود ضعف في التواصل بشكل عام لدى ثلاثة من الأطفال، وكان أحد الأطفال يتصرف ذهنيا بمستوى يقل عن المتوقع في مثل سنه، مما أعطى انطباعاً باحتمالية وجود تأخر بسيط في نموه العقلي. وقالت المنصوري إنه كان لافتاً للفريق اكتشاف طفلة تتمتع بقدرات عقلية تفوق مستوى أقرانها الذين هم في مثل عمرها الزمني، الأمر الذي يتوقع معه وجود حالة من الموهبة والتفوق العقلي لدى تلك الطفلة، وبشكل يستدعي توفير خدمات داعمة ورعاية مبكرة لقدراتها بهدف تنميتها، والارتقاء بقدراتها إلى أقصى مدى ممكن، لتكون واحدة من نابغي الإمارات مستقبلاً. وتبعا لنتائج التقييم، قدم فريق مشروع “لاحظ” توصياتهم لأسر الأطفال ممن يعانون من مشاكل صحية لمتابعتها، أو لإجراء مزيد من الفحوصات للتحقق من الملاحظات الأولية التي تم رصدها خلال تنفيذ الحملة في الحضانة، بحسب المنصوري. وقالت إن العديد من أولياء الأمور تواصلوا مع وحدة التقييم للاستفسار وطلب الدعم في بعض القضايا، وأبدى كل من المعلمين والعاملين وإدارة الحضانة وأولياء أمور الأطفال ارتياحهم لهذا الإجراء، وطلب العديد من دور الحضانة تنفيذ الحملة في حضاناتهم، فيما تحفظت بعض الحضانات على تنفيذ الحملة فيها متذرعة بعدم وجود أي مشكلات صحية أو نمائية لدى أطفالها. وعن الأعراض التي يتم الكشف عليها خلال التقييم للأطفال، أوضحت المنصوري أن التقييم يشمل حاستي السمع والإبصار، والتأخر النمائي سواء في التواصل أو السلوك الكيفي للطفل، والقدرات العقلية لديه عبر قيام فريق متعدد الاختصاصات من ذوي الكفاءة العالية والخبرة في مجال التشخيص والكشف المبكر من كوارد مؤسسة زايد العليا بفحص الأطفال مستخدمين ألعابا وأدوات من خلالها يتم الكشف عن وجود مشكلة لدى الطفل أم لا. وتتضمن عملية التقييم إجراء فحوصات متكاملة للطلاب، وعمل دورات تثقيفية للكادر الوظيفي والعاملين في الحضانة، ودورات تثقيفية للأمهات حول كيفية الكشف المبكر عن الإعاقة إن وجدت، وتدريبات حول معايير النمو السوي للأطفال، وطرق المسح الأولية لمشكلات ضعف النظر والسمع والأداء العقلي والنطق واللغة والنمو الحركي والأداء الوظيفي ومهارات التواصل والسلوك الاجتماعي. وقالت المنصوري إن مشروع “لاحظ” يهدف إلى الخروج برؤية حول المعايير الأساسية التي يمكن تعميمها في الحضانات، وليصبح بإمكان أي شخص قادر على تشخيص الحالات بشكل تربوي وعلمي، وأن يكون منهج عمل للتعامل مع الحالات التي لديها إعاقات غير ظاهرة أو مشاكل في التواصل والتأخر النمائي لدى الطفل، وتحويل الطفل إلى الشخص المختص للتدخل المبكر السريع، وعرضه على مختص. وأشارت إلى أن فكرة المشروع انبثقت من بعد أربع سنوات من التقييم واكتشاف وجود العديد من الحالات التي تعاني من التأخر النمائي في سن الطفولة دون أن تلاحظ ما أدى إلى تفاقمها وتحولها إلى إعاقات، لافتة إلى أن وحدة التقييم الشامل تتعامل حاليا مع 930 حالة من مختلف أنحاء الدولة 50% منها يعانون من اضطرابات في التواصل. ولفتت إلى أنه بالرغم من أن مجال عمل مؤسسة زايد العليا يتركز على رعاية الأفراد من ذوي الإعاقة، إلا أن مشروع "لاحظ" من جانب آخر يتضمن الكشف عن الموهوبين المحتملين من الأطفال صغار السن، والذين تزخر بهم حضانات الأطفال وبيوت أبوظبي والإمارات بصفة عامة، ويتم توجيه العاملين في الحضانات وأولياء الأمور حول طرق رعاية هؤلاء الموهوبين الصغار، ويتيح التنسيق مع مؤسسات المجتمع المحلي فرصة تبني موهبة هؤلاء الأطفال. تعميم فكرة المشروع في المرحلة الثانية لفتت سدرة سعيد المنصوري رئيس وحدة التقييم الشامل ومدير مشروع "لاحظ" إلى أن المشروع سيطبق في عشر حضانات ورياض أطفال خلال الأشهر العشرة المقبلة بواقع حضانة واحدة كل شهر حيث وافقت إدارات الحضانات على إجراء التقييم للأطفال لديها، لتعميم فكرة المشروع في المرحلة الثانية لتشمل حضانات إمارة أبوظبي ومراكز الأمومة والطفولة في الإمارة بعد الاستجابة لفكرة المشروع، لافتة إلى أن المشروع سينفذ في حضانة “عالمي الممتع” منتصف الشهر الجاري.