محاضرة للفنان العالمي جافاشيف في جامعة زايد

زار الفنان العالمي كريستو جافاشيف يوم الأربعاء الماضي جامعة زايد وألقى محاضرة أمام طالبات قسم الفنون والتصميم بالجامعة، حول مسيرته الفنية وتجربته التي تمتد لأكثر من خمسين عاماً وتتميز بمبادرات الحفاظ على البيئة والريادة في الفن المعاصر. وتأتي الزيارة في إطار برنامج من المحاضرات لعدد من كبار الفنانين العالميين تستضيفهم الجامعة بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، التي أطلقت في هذا السياق مبادرة تهدف إلى تعزيز الفنون في المؤسسات التعليمية بالتزامن مع احتفالها بمرور سنة على إطلاقها مبادرة «رواق الفن الإماراتي». وأكد الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد خلال استقباله للفنان جافاشيف اهتمام الجامعة بتعزيز طاقات الاكتشاف والإبداع الجمالي لدى طلابها. وأطلع الدكتور الجاسم الفنان كريستو جافاشيف على المعالم الجمالية لتصميم المقر الجديد للجامعة، والذي يكتسب ملامحه من فكرة التناغم مع البيئة وتوظيف المعمار لتحقيق أهداف عمرانية وبيئية معاً. وقام الفنان بعد ذلك بجولة في أنحاء المقر الجديد رافقه خلالها عدد من أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية حيث أبدى إعجابه بما شاهده. من جهة أخرى، اعتبرت هدى الخميس كانو مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون أن تنظيم ورش العمل الفنية المتخصصة والمحاضرات الفنية لكبار الفنانين التشكيليين العالميين، يسهم في تحفيز الوعي المجتمعي بأهمية الفنون وتعزيز التفكير الإبداعي الحر لدى الشباب الإماراتي. وقبيل بدء محاضرة الفنان كريستو، ألقت الطالبة سلمى الهاشمي، السنة الثالثة بقسم الفنون والتصميم بكلية الآداب والعلوم والفنون، كلمة رحبت فيها بالفنان وتجربته، منوهة بالتعاون بين جامعة زايد ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، الذي تجسد على مدى عشر سنوات في تنظيم وتنسيق محاضرات تتيح للطلاب الاطلاع على التجارب الجديدة في الفنون والتصميم. وتحدث الفنان الزائر، وهو أميركي من أصل بلغاري، في محاضرته أمام طالبات قسم الفنون والتصميم عن مسيرته الفنية وتجربته التي تمتد لأكثر من خمسين سنة، حافلة بالإبداع الفني والتميز في مبادرات الحفاظ على البيئة. والفنان كريستو جافاشيف رائد من رواد الفن التشكيلي البيئي، حيث يتوج منذ عقود تجربته، كواحد من أبرز وجوه الفن المعاصر في مدارسه المختلفة كالتكعيبية والتجريدية والانطباعية، في إبداع مشاريع تشكيلية عملاقة شاركته في إبداعها زوجته الراحلة الفنانة جان كلود. وخلال العقود الثلاثة الماضية، نجح كريستو وزوجته الراحلة جان كلود في إبداع مجموعة كبيرة ومتنوعة من المشاريع التشكيلية الضخمة التي تشغل حيزاً واسعاً من المكان ويستغرق إنجاز الواحد منها سنوات طوالاً قد تمتد إلى عشر سنوات أو حتى عشرين سنة، ويشارك في تنفيذها مئات من العمال والمهندسين المتخصصين. وقد شملت الأعمال الماضية «تغليف» مواقع ريفية وحضرية استخدم الفنانان خلالها مواد سابقة التجهيز، تم تصنيعها بمواصفات خاصة لغرض تنفيذ هذه المشاريع التركيبية الضخمة مثل الصلب والبولي بروبلين والحبال. وتنتشر هذه المشاريع الإبداعية الضخمة كجزر محاطة بمظاهر المدنية والعمران الحديث، مثل «خليج بيسكين الكبير» في ميامي الكبرى بولاية فلوريدا الأميركية الذي استخدم الفنان وزوجته في إنجازه 6.5 مليون قدم مربعة من القماش، والذي يطوف حول 11 جزيرة، وقد تم إنجازه في السنوات (1980 ـ 1983)، ومشروع «النفق التاسع المغطى» في باريس، الذي استخدم في إنجازه 400 ألف قدم مربعة من قماش البولياميد المثبت بالحبال والصلب، ومشروع «المظلات» التي تم استعراضها في كل من اليابان والولايات المتحدة في السنوات (1984 ـ 1991)، وقد استخدم الفنانان في هذا المشروع 1760 مظلة صفراء في موقعه بكاليفورنيا بالولايات المتحدة و1340 مظلة زرقاء في موقعه باليابان، وكانت كل مظلة تعادل في حجمها منزلاً مؤلفاً من طابقين. ومن المشاريع اللافتة للفنان مشروع «تغليف» مبنى البرلمان الألماني «الرايخستاغ» في برلين، الذي استغرق إنجازه السنوات (1971- 1995) واستخدم في إنجازه مليون قدم مربعة من الألمنيوم العاكس تكفي لتغطية 14 ملعباً لكرة القدم، وهناك مواد تم إعادة تدويرها وإعادة استخدامها في سياقات جديدة مثل العزل والتخزين. ومن أبرز المشاريع العملاقة أيضاً للفنان كريستو وزوجته ستار برتقالي اللون طوله 381 متراً وارتفاعه 11 متراً على وادي كولورادو في الولايات المتحدة الأميركية.