الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإعصار «هايان»... ومحادثات تغير المناخ

15 نوفمبر 2013 23:02
قد لا تلقى كلمات «محادثات الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ» إلا الإحساس باللامبالاة عند أكثر نشطاء البيئة تفاؤلاً. ولكن الإعصار هايان الذي ضرب الفلبين دفع المشاركين في المحادثات إلى الوقوف موقف تحفز في يوم الاثنين الماضي، وهو أول أيام المحادثات التي تستمر لمدة أسبوعين في العاصمة البولندية وارسو. ونقلت وكالة الأسوشيتد برس أن «نادريف يب سانو» مبعوث الفلبين إلى المحادثات أجهش بالبكاء في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر وأعلن صياماً تطوعياً إلى حين «ظهور نتيجة ذات مغزى في الأفق». وقال «سانو» وهو يغالب دموعه ويبث حزنه إلى جمهور المؤتمر، حيث كان ينتظر أنباء عن مصير بعض ذويه: «يمكننا حسم هذا. يمكننا وقف هذا الجنون. الآن وهنا». وتشير بعض التقديرات إلى أن حصيلة القتلى بلغت نحو عشرة آلاف في الإعصار الذي وصف بأنه أقوى الأعاصير التي هبّت على الأرض عبر التاريخ. وقال سانو «تضامناً مع بني وطني الذين يكافحون من أجل العثور على الطعام هناك في الديار... سأبدأ الآن صياماً تطوعياً من أجل المناخ... وهذا يعني أنني سأتوقف طوعاً عن تناول الطعام أثناء هذا المؤتمر حتى ظهور نتيجة ذات مغزى في الأفق». ونقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية قوله «أتحدث نيابة عن عدد لا حصر له من الناس الذين لم يعودوا قادرين على التحدث بالأصالة عن أنفسهم». وقد جعلت كلمة «سانو» الحضور يقفون ويصفقون له بشدة في المؤتمر الذي تشارك فيه وفود من 190 دولة تجتمع في محاولة لرسم طريق للتصدي لارتفاع درجة حرارة الكوكب. وتستهدف الأمم المتحدة أن يتم توقيع مثل هذه الاتفاقية في باريس عام 2015. وأحدث جولة من المحادثات هي جزء من عملية طويلة الأمد وعامرة بالخلافات في الآراء، لاجتماعات امتدت من ريو دي جانيرو إلى ديربان في جنوب أفريقيا وإلى كوبنهاجن. ولعل أفضل أمل للدورة السنوية التاسعة عشرة لمؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بالنسبة لاتفاق عام 2015 هو أن توافق الدول على فرض قيود بشأن انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري مع آلية لمقارنة ودعم هذه القيود بمرور الوقت. وكان الإعصار هايان قد اجتاح وسط الفلبين وضرب مدينة «تاكلوبان» عاصمة إقليم «ليتي»، ويخشى مسؤولون أن يبلغ عدد الضحايا هناك الآلاف الذين يعتقد أن كثيرين منهم غرقوا عندما طغى الماء على اليابسة فيما يشبه أمواج المد الزلزالية. ولكن الرئيس الفلبيني بنينو أكينو قال يوم الثلاثاء، إن قتلى الإعصار هايان قد يتراوح عددهم بين 2000 و2500 وليس عشرة آلاف كما أشارت تقديرات سابقة. وأعلنت الحكومة أن العدد الرسمي لمن قضوا في الإعصار هو 1773 قتيلاً. وتشير تقديرات إلى أن هايان دمر ما بين 70 و80 في المئة تقريباً من البنايات في طريقه. وليس من المؤكد علمياً أن ارتفاع درجة حرارة الكوكب مسؤول عن حدوث كوارث مناخية مفردة بعينها. وفي هذا السياق كتب كيري إيمانويل عالم المناخ في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في صحيفة نيويورك تايمز قائلاً، إن «من المستحيل التوصل لنتيجة بشأن إذا ما كان ما نراه هو بعض نتائج تغير المناخ». ولكن لجنة علمية تابعة للأمم المتحدة قالت، إن الأعاصير ربما تزداد شدة في بعض المناطق بحلول عام 2100 مع زيادة درجة حرارة كوكب الأرض. وزادت درجات حرارة الكوكب 0,8 درجة مئوية منذ الثورة الصناعية وهي تتجه للارتفاع. وقد ساعد الدكتور إيمانويل في كتابة دراسة في عام 2010 على سبيل المثال تنبأت بأن متوسط قوة الأعاصير ستتزايد بما يصل إلى 11 في المئة بحلول نهاية القرن. والدمار الذي تسبب فيه الإعصار ألقى بظلاله على أجواء المحادثات التي ستستمر حتى 22 نوفمبر الجاري، والتي غالباً تعرقلها المصالح الوطنية للدول. وأصدر «أولاي نجيدكس» المفاوض البارز عن تحالف الدول الجزرية الصغيرة بياناً قال فيه إن «الفاجعة بعد إعصار هايان الهائل وهو واحد من أقوى العواصف في التاريخ ترفع لافتة تذكير صارخة مما نتكبده من تكلفة بسبب تغير المناخ، وهذا يجب أن يحفز عملنا في محادثات وارسو». وقالت وكالة أنباء الأسوشيتد برس، إن كريستيانا فيجيريس المسؤولة البارزة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ تحدثت عن «التأثير المدمر» للإعصار في كلمتها الافتتاحية، وطلبت من المشاركين أن «يسيروا هذا الميل الإضافي» في مفاوضاتهم. واعتبرت دسيما وليامز الرئيسة السابقة لتحالف الدول الجزرية الصغيرة في مقابلة مع صحيفة تايمز أن «نطاق الاستجابة في المحادثات يتعين أن تناسب مع الوضع التصعيدي بشكل واضح». والسؤال الآن هو عما إذا كانت هذه المناشدات العاطفية ستعود بشيء ملموس مع نهاية المحادثات. ‎سارة ميلر لانا محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©