دخلت قرية امنيزل الفلسطينية قُرب الخليل جنوبي الضفة الغربية القرن الحادي والعشرين بعد أن ركب مركز بحوث الطاقة في جامعة النجاح الوطنية في نابلس بتمويل منظمة “سيبا” الأهلية الإسبانية لوحي طاقة شمسية فيها، لتوليد الكهرباء بدلاً من مولدات الغاز عام 2009، إلا أن أمراً عسكرياً إسرائيلياً بهدم اللوحين يهدد بعودة القرية للظلام.
وبوجود الكهرباء واكبت عائلات القرية الأربع والثلاثون التطور فأنارت بيوتها وخيمها بمصابيح كهربائية واشترت أجهزة تلفزيون وأدوات كهربائية منزلية أخرى.. وتوافرت أيضا مضخة للماء، حيث أن القرية الصغيرة غير موصولة بخط أنابيب مياه رئيسي. ولكن جيش الاحتلال الإسرائيلي أصدر في الشهر الماضي أمراً يقضي بهدم لوحي الطاقة الشمسية بدعوى أنهما أُقيما دون إذن أو ترخيص من الإدارة المدنية التابعة له في الضفة الغربية. ويحاول برنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية والعديد من المنظمات الأهلية الإسرائيلية الضغط على الجيش الاسرائيلي لتجميد قراره. وتحاول الحكومة الإسبانية أيضاً عبر قنوات دبلوماسية منع هدم المشروع البالغ تكلفته نحو 365 ألف يورو (495 ألف دولار أميركي).
وقال رئيس مجلس القرية علي احريزات لوكالة “فرانس برس” إن المشروع كان “بريق أمل” للأهالي. وأضاف “نحن هنا منذ عام 1948 ولا يوجد لدينا أي مكان آخر لنقصده”، وأوضح أن السكان ظنوا أنه لا جدوى من طلب ترخيص وإذن من الجيش الإسرائيلي لإقامة اللوحين، لأن سلطات الاحتلال لا تعترف أصلا بالقرية ولم يسبق أبداً أن حصل أي مبنى فيها على رخصة بناء. وذكر مسؤول إسباني في المشروع أنه تم تقديم طلب ترخيص قبل تركيب اللوحين، لكن الجيش الإسرائيلي لم يرد على الطلب أبداً.
وقالت القروية نهاد نور المقيمة في خيمة مع زوجها وأطفالها الثلاثة لا أفهم سبب إصرار الجيش على هدم اللوحين الصديقين للبيئة على أراضينا، فهما لا يزعجان أحداً”. إلا أن الادارة المدنية في الجيش الإسرائيلي قالت في بيان أصدرته بهذا الشأن “إن القانون فوق الجميع، على الرغم من دعمنا لمشاريع منظمات دولية”. وأضافت “هذه منشأة بنيت دون ترخيص أو تنسيق، وبعد ذلك أصدرنا أمراً بوقف العمل وأمراً بالهدم بينما سمحنا للمنظمة بأن تشرح موقفها للجنة استئنافات لكن أعضاءها رفضوا المثول أمامها”. وأضافت أنه بعد استئناف اسباني قرر رئيسها ايتان دانجوت تجميد أمر الهدم وطلب من منظمة “سيبا” تقديم خرائط توضح البنى التحتية لمشروع الطاقة الشمسية.
إلى ذلك، قال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي إنه يأمل في ترخيص المشروع بمفعول رجعي. وأضاف “هدفنا هو الموافقة على المنشأة ولكن عبر القانون”.
عدد اليوم
