إبراهيم سليم (أبوظبي) - كشف مستشفى “توام” عن استخدامه الدواء الذكي لعلاج الأورام السرطانية ، والمتمثل بدواء غير كيميائي وموجه ، يستخدم في الحالات المتأخرة من المرض لمنع الانتقال إلى مرحلة أخرى ومحاصرة الأورام السرطانية.
جاء ذلك خلال فعاليات مؤتمر الإمارات الثاني للأورام بأبوظبي الذي يقام في فندق قصر الإمارات و ينظمه مستشفى توام في مدينة العين بالتعاون مع شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة “ويختتم أعماله اليوم.
وقد أجمع الخبراء والمختصون المشاركون في فعاليات المؤتمر أن أبوظبي تعد من أبرز وجهات العلاج من الأورام في المنطقة، وضمن أكبر البلدان في العالم التي تولي تولي اهتماماً بالأورام السرطانية، بما تملكه من إمكانيات واهتمامات إنسانية عالية.
وأشار الدكتور محمد جالودي رئيس المؤتمر ورئيس قسم الأورام في مستشفى “توام” إلى وجود خطة لزيادة عدد أسرة العلاج التلطيفي للأورام إلى 15 سريرا في المستقبل، وتطبيقه في المنزل في مراحل مقبلة وهو أحدث التطبيقات العالمية.
وقال الدكتور جالودي: “نخطط لأن تكون أبوظبي المرجعية الرئيسية في المنطقة ومن أبرز الجهات العالمية التي تعالج السرطان، وما يدل على ذلك هو حضور أكثر من 1000 طبيب متخصص في مجال تشخيص وعلاج الأورام السرطانية وكوادر طبية في تخصصات ذات علاقة بمعالجة الأورام السرطانية من داخل وخارج الدولة”.
وأشار إلى تواصل فعاليات المؤتمر أمس بعقد خمس جلسات علمية تم خلالها استعراض ومناقشة 32 ورقة عمل ودراسة علمية ركزت على الاتجاهات الحديثة في تشخيص ومعالجة أورام الثدي والعلاج التلطيفي وأورام الجهاز الهضمي والمسالك البولية، لافتاً إلى تناوب كبار المحاضرين من مستشفيات الدولة ومن مختلف المراكز الطبية العالمية على إلقاء الأبحاث والدراسات العلمية، كما عقدت جلسة نقاشية عن الأورام عند النساء. وقال: “ شهدت الفترة الصباحية جلستان الأولى عن سرطان الثدي و تم خلالها استعراض 9 أبحاث عن سرطان الثدي والجلسة الثانية عن العلاج التلطيفي وتم خلالها استعراض 7 أبحاث في هذا العلاج في كل أنواع الأورام السرطانية”.
وأشار الدكتور جالودي إلى وجود قسم وحيد على مستوى الدولة للعلاج التلطيفي في مستشفى توام ويتكون من 10 أسرة، لافتاً إلى أن هناك توجه لزيادة عدد الأسرة إلى 15 سريرا.
وأوضح الدكتور جالودي أن مستشفى توام في مدينة العين يستقبل 140 حالة سرطان قولون جديدة ما يؤكد أهمية المنظار لمن يزيد عن عمر 50 سنه، مشيرا إلى أهمية حملة الكشف المبكر عن سرطان القولون التي تنفذها هيئة الصحة في أبوظبي بالتعاون مع المنشآت الصحية و الجهات الصحية الأخرى .
وأكد أن جميع أنواع الأدوية بما فيها الأدوية الذكية متوفرة في مستشفى توام الذي يعتبر مرجع للأورام السرطانية على مستوى الدولة، حيث تتوفر في المستشفى كافة الأنواع العلاجية للأورام السرطانية ،
وأضاف أن تكثيف حملات الكشف المبكر أسهمت وبشكل ملحوظ في تشخيص الأورام في مراحل مبكرة، وبالتالي قلت نسبة الأورام التي تأتي في مراحل متأخرة مقارنة مع السنوات الماضية مؤكدا أن نسبة الشفاء من الأورام تتراوح ما بين 70 و 80 % ترتفع إلى 90 % في بعض الأنواع تبعا لنوعية وطبيعة الأورام والمراحل التي يتم فيها اكتشاف الحالة.
و قدم الدكتور ضياء الدين طراد استشاري معالجة أورام سرطانية في مستشفى توام محاضرة عن مراجعة حالات سرطان القولون في الإمارات خلال السنوات الأربع الماضية خلال الفترة من 2009 إلى 2012، حيث تم خلال هذه الفترة تشخيص 439 حالة سرطان قولون منها 104 حالات بين المواطنين، وكان الملفت أن عدد ألإصابات أعلى، ووجد أن عدد الإصابات بين النساء المواطنين أعلى من الرجال المواطنين حيث كانت النسبة 54% للنساء و 46 % للرجال، و وجد أن نسبة حالات سرطان القولون المنتشر 33% من إجمالي الحالات وهذه النسبة من النسب المتعارف عليها في الغرب والتي تصل إلى 20% في الغرب وهذا يدل على الحاجة إلى تفعيل برنامج الكشف المبكر لسرطان القولون في الدولة.
استجابة كبيرة للأدوية الذكية
كشف الدكتور محمد جالودي عن اجراء بحث عن سرطان الرئتين في مستشفى توام شمل 100 حالة سرطان رئة لمعرفة نسبة حدوث تغيير في الكروموسوم ذات الصلة بهذا النوع من الأورام لعلاقة ذلك بمدى تجاوب الحالات مع العلاج، و وجد أن 40 إلى 50% من حالات سرطان الرئة التي تعالج في مستشفى توام يحدث عندها تغيير في شكل الكروموسوم، وبالتالي فإن استجابتها للعلاج والأدوية الذكية تكون أفضل.
عدد اليوم
