الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الباريسيون يتوارثون المظلات الأنيقة

16 نوفمبر 2013 00:25
باريس (أ ف ب) - قد يعتقد البعض أن المظلة منتج استهلاكي لا يدوم وينكسر، إلا أن الحرفي الفرنسي ميشال أورتو يصنع المظلات من أجمل المواد كي تنقل من جيل إلى آخر بكلفة قد تصل أحيانا إلى عدة آلاف يورو. وخلال يوم خريفي بامتياز يمر المارة حاملين مظلات سوداء في حي في شرق باريس يضم حرفيين. وقال الحرفي ميشال أورتو البالغ 48 عاما “كل هذه المظلات مصنوعة في الصين”، “لكن هنا (في مصنعه) كل شيء يصنع يدويا وهو أمر فريد من نوعه”. وأورتو فخور جدا بعمله ويصنع المظلات للأفراد وللسينما ويرمم بعضها أيضا. وأوضح أن يتلقى مساعدة من متدرب في الحادية والعشرين. ومصنع أورتو مثال على الحرف التي تستمر في فرنسا بفضل سوق المنتجات الفاخرة وبفضل مهارات قديمة ومواد ذات نوعية جيدة، في حين أن المصانع تغلق أبوابها الواحدة تلو الأخرى بسبب منافسة الدول الناشئة، مما يؤدي إلى البطالة والاستياء الاجتماعي. وقد أسس شركته عام 2008، إلا أن بعض الأدوات التي يستخدمها تعود إلى أكثر من قرن. ويقول هذا الرجل وهو يبتسم “المظلة هي شغفي منذ البداية. كانت لعبتي المفضلة في الصغر. كانت تثير فضولي وتعجب والدتي لذلك”. ويروي أنه كان يفكك المظلات ويصنع واحدة من كل اثنتين. واليوم تجذب تصاميمه الزبائن من العالم بأسره. وقال شريكه جان-ايف تيبير “الأستراليات واليابانيات يعشقن المظلات”. وتلقى المظلات نجاحا أيضا في الولايات المتحدة وأوروبا خاصة في النمسا وألمانيا. وتكلف القطعة الأرخص لدى النساء 250 يورو. وهي مصنوعة من الحرير مع مقبض مغلف بالجلد. أما عند الرجال فالمظلة الأرخص تباع ب490 يورو. وبهذا السعر يحصل الرجل على مظلة أنيقة مصنوعة من الحرير مع مسكة من خشب القيقب. أما الأطراف فليست بلاستيكية مع “دقة في التنفيذ لا تجدونها في أي مكان أخر” حسبما ما أكد جان-إيف تيبير. وأضاف “كل شيء يتراجع سعره الآن والأشياء تستهلك بسرعة أكبر وهي هشة وقابلة للرمي. أما هذه المظلات فمصنوعة لتستمر لأجيال”. وقال أورتو “ في الخمسينات كان المرء يهتم بمظلته ولا يفقدها. أما اليوم فالصبية تشتري مظلة بـ10 يور وتكسرها فتشتري أخرى بالسعر نفسه”. ويتعاون ميشال أورتو أيضا مع أوساط السينما. فقد صنع مظلات لفيلم “سيندريلا” الذي يصور الآن مع كايت بلانشيت، فضلا عن فيلم لودي آلن صور هذا الصيف في الكوت دازور. كما تعاون مع المخرجين الفرنسيين لوك بيسون وبنوا جاكو. ويؤكد ميشال أورتو “في الأفلام التاريخية يأتي المسؤولون عن الملابس إليّ إذ لا خيار آخر لديهم فهذه الحرفة القديمة ولم تعد موجودة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©