الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..الإمارات.. وصناعة الكتاب

غدا في وجهات نظر..الإمارات.. وصناعة الكتاب
6 نوفمبر 2012
الخليجيون للإخوان: "لن نسمح لكم" يقول محمد الحمادي: بعض دول العرب مشغولة بربيعها، تريد التغيير، تبحث عن حياة أفضل، تسعى إلى إزالة الفاسدين والمفسدين منها، كما لم يعد لدى الشباب الاستعداد ليضيعوا عمرهم في سبيل انتظار معجزات وعود التغيير لذا فإنهم خرجوا إلى الشوارع والميادين من أجل تغيير يوفر لهم الوظائف والعيش الكريم ويصون منجزات بلادهم ويحفظ لهم كرامتهم كمواطنين. خرجوا وأحدثوا التغيير في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن، أما سوريا فلا تزال عصية والنظام السوري ما زال صامداً يستخدم كل أساليب القمع والقتل لمنع التغيير والمجتمع الدولي يراقب بصمت... التغيير حدث في تلك الدول بإزالة النظام السابق، لكن الحقيقة أن واقع الحال لم يتغير -إن لم يكن صار أسوأ في بعض تلك الدول- أما المستفيد الأول -وليس المنظم والصانع فقط- فقد كانت جماعات الإسلام السياسي و"الإخوان المسلمين" بالتحديد، الذين قطفوا ثمار الثورة بعد أن حصلوا على الدعم المطلوب من الغرب كي يصلوا إلى السلطة. الإسلام السياسي والاستعانة بالأجنبي! حسب د. عبدالحميد الأنصاري، كان الإسلاميون وأقصد بهم جماعات وتيارات الإسلام السياسي وبالذات جماعة "الإخوان" بمصر وبعض الرموز الإخوانية المشهورة في الخليج، يهاجمون الاستعانة بالآخر الأجنبي لإنقاذ وتخليص شعب عربي مضطهد من قبل نظامه القمعي الاستبدادي، كانوا ضد التدخل الدولي لتحرير الشعوب من أنظمة استبدادية تسومهم العذاب وتنكل بهم وتقتلهم وتدفنهم في مقابر جماعية وتصب عليهم الكيماوي من فوقهم، سواء أكان هذا التدخل تحت مظلة الأمم المتحدة أو بدونها. كانت الفتاوى الصادرة من مشايخ وخطباء "الإخوان" تحرّم الاستعانة بالأجنبي حتى لو تعيّن كوسيلة ضرورية لتحرير بلد عربي من محتله العربي الغاشم، ولذلك وقف معظم "الإخوان" في مصر والأردن والسودان واليمن والجزائر وتونس وفلسطين موقفاً مخزياً من تحرير الكويت، فأصدروا فتاوى تحرّم الاستعانة بالتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لتحرير الكويت من الاحتلال الصدّامي، وكان لهم نشاط سياسي وإعلامي بارز في تجييش الشارع العربي وانقسامه إلى مؤيد ومعارض. الإمارات... وصناعة الكتاب يرى د. سعيد حمدان أن تتنافس الدول اليوم في صناعة الكتاب وفي استقطاب المثقفين والاهتمام بالأدب والفنون كإرث حضاري وكهوية تحاول أن تسير بها أو تعرف بها في المستقبل، لكن الواقع لم يكن كذلك قبل 30 عاماً عندما نظمت الإمارات أول معرض للكتاب في الشارقة، واهتمت الدولة باستقطاب كبار المفكرين والشعراء والأدباء لإحياء مواسمها الثقافية التي كانت تستمر على مدار العام وتشمل جميع أنحاء الدولة. كانت البداية صعبة لكن الأحلام كانت كبيرة. وكثيرون راهنوا على أن تلك "الفورة" لن تتخطى مرحلة "الحبو" كما هي متطلبات مرحلة نشوء الدول وأنها ستتعثر وستنتهي، فهي مجرد مزاجية وحماس البدايات كما صوّرها بعضهم! فدول النفط -كما كانوا يسمونها- لا تصنع ثقافةً ولا تتقبل الكتاب، وهي مجرد دول استهلاكية تنتشر فيها الأمية ولا تقوى على تقبل الفكر ولا يمكنها أن تدعم المشروع الثقافي العربي! هكذا كانت نظرة بعض شعراء وأدباء ورؤساء دول عربية لها ثقل حضاري يفرض عليها أن تقود وتحرك الأمة نحو الإمام، لكنهم ساروا بها نحو مسالك مختلفة وأنفاق مظلمة. تلك هي الصورة التي حاولوا ترسيخها عن خليج البترول وأهله، كما حاولوا أن يمارسوا عليهم التهميش والإقصاء. لكن محاولات فرض التبعية لدور المحور جميعها فشلت بعد تجارب وخيبات، لأن الدول الجديدة الغنية بالنفط والطيبة كانت تحمل الصدق وحسن النوايا في رسالتها وتعاملاتها، ولم يكن كثير من الآخرين كذلك. "ساندي" ودور القائد في الأزمات عاصفة "ساندي"- كما يقول محمد خلفان الصوافي- غادرت بكم كبير من الخسائر المادية (التقديرات تشير إلى ما بين 30 و50 مليار دولار أميركي). وآلاف المشردين والقتلى. وكان هناك نحو 6.9 مليون شخص من دون كهرباء خلال الأيام التي تلت الإعصار. ويمكننا أن نستخلص من كارثة "ساندي" درساً في فن إدارة الأزمات. الصينيون يقولون: "كما أنه في الأزمة كارثة، هناك فرصة أيضاً"؛ وهذه الأخيرة يراها من يرى الموضوع من زاويته الأخرى. والدرس الذي أوضحته عاصفة "ساندي" أنها أعادت إلى أذهاننا صورة القائد عندما يكون حاضراً في الأزمات. فإلى جانب أن حضوره يتسبب في حشد الرأي العام حول إدارة الأزمة وتحويل القضية إلى مشروع وطني يحتاج لكل شرائح المجتمع من أجل مواجهة التحدي أو التقليل من تأثيراته السلبية، فإن في وجوده بعداً عملياً يتعلق بعدم الإحساس بالهزيمة، وهذا يساعد على تجاوز الشعب للمحنة بسهولة. هل بات العالم أكثر أمناً؟ يقول جريج جاف إن هناك حقيقة من حقائق السياسة الخارجية لا يجرؤ أوباما ولا منافسه ميت رومني على ذكرها في الموسم الانتخابي، كما لن يذكرها كذلك أي جنرال أميركي، ولن تقوم هي من تلقاء نفسها، بإزاحة أي موضوع من الموضوعات الساخنة التي تناقشها المراكز الفكرية الأميركية العديدة المتخصصة في السياسة الخارجية. هذه الحقيقة تتمثل في أن العالم، وبموجب مقاييس إحصائية مؤكدة، لم يكن في أي وقت أكثر أماناً مما هو عليه الآن. فأوباما مثلا يرى أن الشبكات الإرهابية، ما زالت تمثل أخطر تهديد يواجه الولايات المتحدة ،وحذر مؤخراً من أننا:" يجب أن نكون متيقظين على الدوام". على الرغم من ذلك فإن الحقيقة هي أن الإرهاب لم يمس تقريباً معظم الأميركيين منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر وأن الـ238 أميركياً الذين لقوا مصرعهم من ذلك الحين، قد قضوا في مناطق حرب وفقاً لتقارير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب. في الآن ذاته، وجدت لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية أن 293 أميركياً قد لقوا مصرعهم خلال الفترة نفسها بسبب سقوط قطع من الأثاث أو أجهزة تلفزيون عليهم. المشروع الإبراهيمي دشّن نبي الله إبراهيم عليه السلام الكعبةَ قياماً للناس والشهر الحرام. وحسب د. خالص جلبي أصبح هناك "مكان" و"زمان" يصبح فيهما القتال وسفك الدماء حراماً. آدم تاب الله عليه وهدى، وبسبب دعوة نوح وطوفانه الكاسح لم يبق على وجه الأرض فاجراً كفاراً، وذلك بعد أن بدأ ولدا آدم رحلة البشرية بالقتل: "فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله"، وهو ما توقعته الملائكة في سؤالها القديم: "أتجعل فيها من يفسد فيها يسفك الدماء؟". ويبقى الجواب مفتوحاً بجملة مليئة بالمعاني والاحتمالات: "إني أعلم ما لا تعلمون!" دشن إبراهيم الحرمة والحرام والبيت الحرام ووضع الشعارات والرموز كلها لصالح تكريس مكان يحرم فيه قتال وسفك دم. وتكريس زمن يحرم فيه القتال وإراقة الدم أيضاً. ثم جاء إعلان وقف تقديم البشر كقرابين، ومنه اشتق أعظم وأكبر عيد أي عيد الأضحى المبارك. هذا المعنى الضخم يغفل عنه المسلمون الذين يظنوا أنها حركات ومشي وهرولة ونوم في منى ومزدلفة ورمي أحجار وأحياناً يؤذي بعضهم بعضاً. إنه لب المشروع الإبراهيمي، أي شحن العالم سنوياً بروح السلام من خلال الأضحية، إعلاناً لوقف التقرب بالإنسان قرباناً على مذبح أي شعار أو معتقد أو حرب، بل أصبح التقرب إلى الله وحده، وبحيوان يُطعم منه البائس والفقير. إنه إعلان السلام وموت مؤسسة الحرب على نحو مبكر، لكن العالم لم يقتنع بخطر الحرب إلا بعد إلقاء القنبلة النووية التي جُربت مرةً واحدةً، وكانت فائدتها الوحيدة أن لا يعاد استعمالها قط. أميركا ودعم الاعتدال يقول حسين حقاني، السفير الباكستاني السابق لدى الولايات المتحدة: يبدو أن الولايات المتحدة لا تقوم بما يكفي من جهد لاحتواء التطرف الإسلامي، مع ما يترتب على ذلك من زعزعة للاستقرار، ليس فقط في أفغانستان وباكستان، بل أيضاً في عموم الشرق الأوسط، فقد سبق لبن لادن أن وصف الجنود الأميركيين في عام 1998 بأنهم نمر من ورق وتوقع أن كراهية أميركا للحروب الطويلة ستدفعها في النهاية للانسحاب لتنتصر أيديولوجيته القائمة على التشدد، واستدل على ذلك بلبنان التي ما أن هز فيها انفجاران قوات "المارينز" الأميركية وأوقعا خسائر كبيرة في صفوفها حتى سارعت أميركا للانسحاب، والأمر نفسه تكرر في الصومال، ويمكن اليوم إضافة أفغانستان إلى اللائحة، فحركة "طالبان" التي تعتبر حليفة "القاعدة" لم تُهزم بشكل واضح، ولا هي أُقنعت بالجلوس إلى طاولة المفاوضات والتفاهم على الوضع المقبل بعد الانسحاب الأميركي، فيما يمكنها الانتظار وعد الساعات والأيام لخروج أميركا والعودة لبسط السيطرة مجدداً على أفغانستان! وبينما يمكن لأميركا دعم حلفائها من الديمقراطيين الذين يقتسمون معها قيم حقوق الإنسان، اكتفت واشنطن بالتعامل مع بعض الأنظمة الديكتاتورية وإملاء السياسات، والنتيجة هي صعود حركات الإسلام السياسي في عدد من البلدان العربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©