الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالله المحيربي: زايد مد جسور التعارف مع كل بلدان العالم

عبدالله المحيربي: زايد مد جسور التعارف مع كل بلدان العالم
20 نوفمبر 2011 02:23
قال عبدالله المحيربي الرئيس الأسبق للمجلس الوطني، إن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، مد جسور التعارف مع كل بلدان العالم، وأن اتحاد الإمارات حقق للمواطنين كل ما يتمنونه من حياة كريمة، ووفر لهم الخدمات والمرافق في شتى أنحاء الإمارات، مشدداً على أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات منحتهم فرصة الحصول على أعلى الشهادات الدراسية في أرقى الجامعات داخل الدولة وخارجها التي أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويسير على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله. في لقاء مع الحاج عبدالله المحيربي، أورد الكثير من التفاصيل التي تختزنها ذاكرته عن مدينة أبوظبي، وجعلت منه شاهداً على تطورها وتطور الإمارات كافة، حيث يزخر مكتبه القريب من المجمع الثقافي في أبوظبي، وهو المكان نفسه الذي ترعرع وعرف فيه أبجديات الحياة الأولى، بباقة من الصور التوثيقية والناطقة بمرحلة ما قبل النفط. عن سياسة التعليم في عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يقول الحاج عبدالله المحيربي: كانت للشيخ زايد نظرة قوية إلى المستقبل من خلال خلق سياسة للتعليم والانفتاح على التعليم، ولم يقتصر الأمر وقتها على التعليم الإلزامي، بل فتح الباب في ظل اتحاد دولة الإمارات أمام الجميع للحصول على أعلى الشهادات الدراسية، فأرسل بعثات إلى الدول العربية، ثم اتسع المجال فشمل جميع الدول على مستوى العالم. وأضاف المحيربي: كانت المكانة المرموقة التي حصل عليها حامل المؤهل العلمي في ذاك الوقت حافزاً أيضاً للطلبة على الالتزام بتحصيل العلم، للوصول إلى هذه المكانة، وأصبح بإمكان جميع أبناء الوطن الحصول على وظيفة مناسبة، حيث فتحت كل الوزارات والهيئات والدوائر في ظل اتحاد دولة الإمارات أبوابها أمام المواطنين من حاملي المؤهلات العلمية من كل التخصصات. ويشد المحيربي الحنين إلى هذه الفترة التي طواها الزمان، فينساب حديثه عن المكان الذي غاص وسط الأنوار، فاكتفي بالإطلالة من نافذة مكتبه الذي أبى إلا أن يكون في المساحة نفسها التي عاش فيها، ربما ليظل قريبا من الذكريات الجميلة، وبما أحاطها من ألفة اجتماعية وحكايات إنسانية شهدت الفرح والحزن والكفاح والجد، مساحات زمنية شكلت الصور المعلقة في مكتبه ملخصاً لرحلته الزمنية وشاهداً على عصر التطور في أبوظبي. كان عمر المحيربي لا يتجاوز 18سنة، عندما تولى مهمة السكرتارية لدى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، مما ساهم في صقل شخصيته وتشرب الكثير من القيم والمبادئ، رحلة دامت 7 سنوات لخصها في قوله إن عمله كان بالطريقة التقليدية لتدوين كل ما كان يخططه ويرغب فيه المغفور له بإذن الله تعالى بأدوات بسيطة منها دفتر وقلم، وكان ذلك في أواخر الستينات. ويقول المحيربي عن هذه الفترة: من خلال عملي مع المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد، اقتربت من إنسانيته ومن ذكائه الكبير، وعمق نظرته إلى المستقبل، ترجم كل ذلك في حبه الكبير لشعبه، وذكائه في مد جسور التعارف مع كل بلدان العالم، وشغفه في جمع وحدة العرب. ويضيف: إن المغفور له كان هدية للعالم أجمع، وهو لم يمت، بل لازال حيا بيننا، نمشي على خطاه ولازالت سلطته المعنوية وهيبته حاضرة معنا، واستحضار ذلك يدفعنا لتقديم الأحسن بحب كبير لهذا البلد الرائع الذي حكمه إنسان قبل أن يكون رئيسا. المهمة وعن تولى مهام سكرتارية المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد في نهاية الستينات، يقول: عملت سكرتيراً خاصاً للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عقب توليه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، وعملت أيضا معه بعدها عندما تولى رئاسة دولة الإمارات، ولازلت أتذكر كل التفاصيل الصغيرة لبداية عملي، حيث كنت في مقتبل العمر، ولاتزال شخصيتي في طور التشكيل، مما جعلني أتعلم على يديه الكثير من المبادئ والقيم، حيث أذهلت بشخصيته، وبإنسانيته، لأنه لم يكن يعاملنا على أننا موظفين، بل على أننا أولاده. وأضاف: كان المغفور له بإذن الله تعالى محبوباً من الجميع، وفاق حبه حب الآباء لأولادهم، حيث كان يسهر الليل يخطط للمشاريع الذي سينفذها في النهار، حين كنا نجتمع في قصر الحصن ويوزع علينا الأدوار، مع العلم أنه لم يكن هناك اسم وزير أو وكيل بيننا، إنما كانت هناك خلية لإنتاج الأفكار والتشاور فيها، وكان رحمه الله يسهر ويشرف بنفسه على تنفيذ هذه المهام، التي كان يحدد لها موعداً للإنجاز، وهذا ما جعل الأمور تتطور بسرعة كبيرة. رحلة الماء كان منزل أسرة المحيربي قرب قصر الحصن في أبوظبي، وعلى الرغم من تنقل أسرته ما بين أبوظبي و السلع، ظل يحمل تفاصيل كثيرة عن هذه المنطقة، التي تشكلت فيها طفولته، ويصفها بالحلم، حيث كان بها - حسب المحيربي «بئر» وحيدة لجلب المياه إلى منازل أبوظبي، ويُنقل الماء على دابة لتوزيعه على السكان. وأشار المحيربي إلى أن هذا بالنسبة لداخل المدينة، أما خارجها، فإن الشيخ زايد عمل في فترة ما، على استخدام سيارات دفع رباعي، لجلب المياه في صهاريج من الآبار الموجودة بين العين وأبوظبي، لتوزيعها على السكان في كل أنحاء الإمارة، وتوفير هذه المادة الحيوية للناس، فالماء شكل هاجسا كبيرا بالنسبة له، حيث رغب بشدة في تلك الفترة بمد قنوات الماء الصالح للشرب في المدينة، موضحاً أنه وُجدت بعد ذلك محطة صغيرة لتوزيع الماء، حتى تحقق حلمه رحمه الله بعد ذلك بتوفر المياه. الوقود أوضح المحيربي أن الحياة بأبوظبي في البدايات، بسيطة للغاية، لكن كانت تخيم عليها ظلال السعادة وتلفها كل معاني الفرحة والتكافل والترابط، حيث كان بعض النساء ينتظرن على شاطئ البحر لحظة نزع الصياد شبكته التي يلقيها في البحر لصيد الأسماك، فتجرف معها الطحالب والأعشاب البحرية، التي تجمعها النساء وتجففنها، وتستعملنها وقوداً، بدلاً من الأخشاب التي لم تكن تتوفر وقتها، فشكلت هذه المواد وقودا للطهي، وكانت الأمهات تلتقين مع بعضهن خلال تواجدهن على الشاطئ، فشكل تعارفهن ألفة وتكافلاً بين الجميع، حيث يلعب الصغار على الرمال، وتمارس الصغيرات الألعاب الشعبية. ويسرح المحيربي بذاكرته في هذا الزمن الجميل، ذاكراً بعض الطرائف التي صادفها في طفولته على شاطئ البحر، حين كان صغير السن، مقبلا على الحياة، مندفعا نحو الفرح، رأى مجموعة من الفتيات على الشاطئ تصدحن بالأهازيج الشعبية، فحاول أن يظهر مهارته عبر الرقص بالسيف فرفعه عاليا وأطلقه في الهواء مما أصابه بجرح غائر، أسال دمه، ولازالت علامته محفورة في راحة يده. وبين أن الحياة الأولية لم تكن بها تعقيدات، حيث كانت البساطة وعدم التفاخر هو سمة المجتمع، وعندما يتم زواج أحد أو خطبته، يهب الجميع للمساعدة، كل يساهم بقدر استطاعته، وتفتح البيوت على بعضها البعض، فيعم الفرح الفريج بأكمله. ويقول المحيربي منتقداً بعض السلوكيات: كانت المرأة تتمتع بكل حقوقها، تعمل وتدير بيتها، وتساعد في تربية أبنائها، أما ما نراه من بعض الآباء اليوم في معاملة بناتهم، لم يكن موجودا قبلا، فالمرأة تستطيع أن تعطي في البيت والعمل إن تم تقديرها، وهذا ما أسلكه في تربية بناتي، فالثقة في الشخص تصنع المعجزات، ولا يجب أن نتعامل باستمرار مع بناتنا على أنهن قاصرات. ذكاء الدبلوماسية ويربط المحيربي قصة نجاح دولة الإمارات بتصور القائد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، في تنفيذ كل الأمور والإشراف عليها بنفسه، وبذكائه ونظرته الثاقبة إلى المستقبل، بالإضافة إلى حبه لشعبه وبلاده التي رغب في إيصالها إلى العالمية من خلال ربط جسور العلاقات مع الدول في جميع أنحاء العالم. إلى ذلك، يضيف المحيربي: كان الشيخ زايد قريبا من الناس، يسمع همومهم يشاركهم أفراحهم، ورغب في تسهيل الحياة بكل الطرق للمواطن، من خلال جلب الماء وتقريب المرافق له، وغيرها من الإنجازات. وأوضح أنه عقب توليه رئاسة غرفة التجارة في أبوظبي كان ينصحه الشيخ زايد بالقيام بزيارات إلى مختلف أنحاء العالم، بعيدا عما تقوم به الدبلوماسية، حتى إلى الدول التي لا تربطنا بها علاقات دبلوماسية، مشيراً إلى أنه في حينها لم يدرك جيدا مقصد الشيخ دايد، لكن مع مرور الوقت فهم قوة ذكائه، بحيث كان يريد الانتشار في أقاصي العالم. كما أوضح المحيربي في هذا الإطار، أنه شكل وفداً من الغرفة لزيارة الصين والدنمارك، والاتحاد السوفييتي آنداك، وتفاجأ بحسن الاستقبال وحفاوة الترحيب لوفد الإمارات. تجارب شخصية وشهد المحيربي إعلان الدستور الدائم للدولة، واكتسب وقتها المعرفة في المجال السياسي، وفي هذا الصدد يتحدث عن تكوينه المعرفي: اعتمدت على نفسي على الرغم من صغر سني، حيث كنت أُكلف بمهام عديدة، وحفظت القرآن الكريم، مما أكسبني الكثير من القيم، وأعطاني التوازن في الحياة، والاعتدال في النظر لبعض الأمور الأساسية فيها. ويذكر المحيربي من ذكريات الطفولة أن شطرا منها لم يكن سعيدا، مشيراً إلى وفاة والده، وهو السابعة من عمره، وحضر وفاة أخيه الذي نزل إلى عمق البحر غاطسا على اللؤلؤ، مما عرضه للموت غرقاً. أول وظيفة عن أول وظيفة شغلها، يقول المحيربي: في عام 1959 اشتغلت في أول وظيفة، وكانت في شركة تنقيب عن النفط في جزيرة داس، وتعلمت اللغة الإنجليزية عبر ورش اللغة التي كانت تقيمها إدارة شركة النفط التي عملت بها. وأضاف: عندما أسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، المجلس البلدي في إمارة أبوظبي، تم تعييني رئيساً للجنة الخدمات والبنية التحتية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©