بغداد (أ ف ب) - صرح رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق البلغاري نيكولاي ملادينوف أمس بأن قوات الأمن العراقية بحاجة إلى عملية إعادة تأهيل واسعة في مجال احترام حقوق الانسان لتتمكن من مواجهة أسوأ موجة عنف تجتاح البلاد منذ عام 2008 بشكل أفضل.
وقال ملادينوف خلال مقابلة أجراها معه صحفيون أجانب في بغداد، «هناك ثقافة ووسائل ترافق قوات الأمن، ويجب تغييرها. إذا كنت تتحدث عن الاستجابة الأمنية الفورية للأزمات، فقوات الشرطة والجيش، وغيرها بحاجة إلى عملية هائلة لإعادة التأهيل، فيما يتعلق بحقوق الانسان، وكيفية احترام المعايير الدولية لحقوق الانسان خلال تنفيذ العمليات الأمنية». يجب ان يتم الاستثمار في دولة القانون وحقوق الإنسان عبر القضاء بشكل كبير، لكن أيضاً من خلال قوات الأمن».
وامتنع ملادينوف عن انتقاد تلك القوات بشدة، قائلاً «لا يمكن أن تنتهي بسهولة (تبعات) ثلاثين سنة من حكم الطاغية صدام حسين (رئيس النظام العراقي السابق الرحل) بعد إسقاطه في عام 2003، فقد دخل العراق في نزاعات ويواجه تهديدات إرهابية”. وأضاف «أنا نفسي جئت من بلد يمر بمرحلة انتقالية (بلغاريا)، وأعرف مدى صعوبة التغيير من دون سياق وهو ما يمر به العراق». وتابع «إن بغداد بحاجة إلى التركيز على عدد محدود من القضايا الرئيسية من أجل الحد من إراقة الدماء». وأوضح «إنك بحاجة إلى دمج الطائفة السنية في المجتمع وإيجاد الوسائل الملائمة لتقديم الخدمات وتنفيذ المهام الأمنية بطريقة فعالة للتصدي للتهديد». واستبعد ملادينوف حل الأزمة السياسية المستفحلة في العراق قبل الانتخابات العامة المقرر اجراؤها يوم 30 أبريل المقبل، معرباً عن امله في تمكن السلطات من إحراز تقدم في القضايا الرئيسية كتوفير الخدمات الأساسية. وقال «من الواضح أن هناك أموراً يمكن تنفيذها في إطار العمليات الأمنية، وهناك برامج يمكن أن تأخذ مكانها فيما يتعلق بالخدمات العامة». وأضاف «هناك فرصة أمام المسؤولين، لأنه يمكن فعل أشياء (كثيرة) قبل الانتخابات. لكن في إطار الحصول على ولاية جديدة من الناس من أجل إحداث تغييرات نحو الامام، أنت بحاجة الى انتخابات». وخلص إلى القول «لحل في القضايا الكثيرة الراهنة في العراق، لا يمكن أن تقول: حسنا، سأبدأ بمعالجة واحد من هذه الامور، وبعدها سأتوجه إلى الأُخرى. عليك ان تبدأ بها جميعاً مرة واحدة».
عدد اليوم
