الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاستجابة الدماغية لمدمني ألعاب الفيديو عند الإخفاق تُشبه استجابة لاعبي القمار

الاستجابة الدماغية لمدمني ألعاب الفيديو عند الإخفاق تُشبه استجابة لاعبي القمار
20 نوفمبر 2011 02:27
أفادت دراسة أوروبية حديثة نشرتها مجلة “الطب النفسي التأويلي” في عددها، أن الأشخاص الذين كانوا من مدمني ألعاب الفيديو في مرحلة يفاعتهم لديهم مادة رمادية في الدماغ أكثر من أقرانهم الذين لم يكونوا يُكثروا من ممارسة ألعاب الفيديو. وهو ما يُنبئ، كما تقول الدراسة، باحتمال وجود علاقة بين التغيرات التي تطرأ على الدماغ وبين إدمان عادة ما. وكانت سيمون كين من جامعة جنت في بلجيكا قد قامت هي وزملاء لها بدراسة، بمشاركة 154 من اليافعين البالغين (14 سنةً) في برلين وقسموهم إلى مجموعتين، الأولى ضمت 24 فتاةً و52 يافعاً كانوا جميعهم من مدمني ألعاب الفيديو وكانوا يلعبونها لمدد لا تقل عن تسع ساعات في الأسبوع، بينما شملت المجموعة الثانية 58 فتاةً و20 يافعاً كانوا يمارسون هوايتهم في ألعاب الفيديو لمرات معدودة وساعات تقل عن تسع ساعات كل أسبوع. وقد كشف إخضاع المشاركين إلى التصوير بالرنين المغناطيسي البنيوي عن وجود اختلافات في أدمغة اليافعين هواة ألعاب الفيديو. إذ تبين أن اليافعين الذين يقضون ساعات أطول في ممارسة ألعاب الفيديو كانت لديهم مادة رمادية أكثر على مستوى الشريان المخي الأيسر الذي يؤثر على العلاقة التفاعلية بين العواطف والسلوكيات. وقد سبق لبحوث سابقة أن عرفت وظيفة الشريان المخي باعتبارها “العنصر الأساسي الذي يُحفز إدمان سلوك ما”. وباستخدام فحوص الرنين المغناطيسي الوظيفي، لاحظ أعضاء الفريق أيضاً وجود تغيرات على مستوى أدمغة اليافعين لدى مشاركتهم في نشاط محاكاة استفزاز الدماغ لتوقُع المجازاة أو المكافأة، فوجدوا أن اليافعين الذين يقضون ساعات أطول في ممارسة ألعاب الفيديو تكون منطقة النشاط في أدمغتهم أكبر عندما قُدمت لهم تغذية راجعة تُفيد بأنهم خسروا ولم يربحوا في اللعبة. وهذا الشعور مُشابه للاستجابة التي تُسجَل لدى مدمني لعب القمار، يقول الباحثون، والذين ترتفع مستويات إفراز أدمغتهم للدوبامين الكيميائي في الشريان المخي حين يخسرون أموالهم التي يُقامرون بها. وأورد الباحثون في خلاصة نتائج بحثهم أن هذه هي الدراسة الأولى من نوعها التي تكشف عن وجود رابط سببي بين تغيرات بنيات الدماغ وممارسة ألعاب الفيديو. ولكنهم لم يستطيعوا معرفة ما إذا كانت أدمغة مدمني ألعاب الفيديو تنمو بشكل أوسع وأكبر نتيجة ممارستهم هذه الألعاب، أم أن هؤلاء اليافعين ينجذبون إلى هذه الألعاب عندما تكون منطقة المادة الرمادية في أدمغتهم كبيرةً أصلاً. ويحتاج العلماء إلى إجراء المزيد من البحوث لقياس آثار ممارسة ألعاب الفيديو على بنيات الدماغ على مدار السنوات للتوصل إلى نتائج أكثر دقةً. ويقول المراقبون إن اكتشاف رابط بين بنية الدماغ وألعاب الفيديو من شأنه أن يُساعد الباحثين على فهم دور الدماغ في السلوكات التي تُسبب الإدمان بشكل أكبر. ويفيد منجزو الدراسة في هذا الصدد إلى أنه “إذا كانت الاختلافات الملحوظة على مستوى الشريان المخي هي أحد آثار ممارسة ألعاب الفيديو، فإن ممارسة ألعاب الفيديو قد تُصبح أداةً بحثيةً مهمةً لاستكشاف أغوار التغيرات البنيوية ذات الصلة بالإدمان في البحوث المستقبلية، لا سيما في حال عدم ملاحظة وجود أي مواد عصبية سمية”. عن “لوس أنجلوس تايمز”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©