الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

روائيون: كلما كانت الكتابة ساحرة.. حققت الرواية نجاحاً أكبر

16 نوفمبر 2013 00:41
الشارقة (الاتحاد) - جمعت ندوة «سوسولوجيا الفن.. طرق الرواية» التي أقيمت مساء أمس الأول، ضمن فعاليات معرض الكتاب، أربعة من الروائيين العرب والأجانب وتناولت العلاقة المتشابكة بين فن الكتابة في قضايا المجتمع، وتأثير ذلك على الرؤية الإبداعية والفكرية للكاتب. وقال الكاتب والمترجم المصري محمد عبد النبي، صاحب رواية «رجوع الشيخ» التي وصلت إلى القائمة الطويلة في الجائزة العالمية للرواية العربية 2013، إن الفن المرتبط بالأدب ليس مرآة تعكس الواقع الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي في أي مجتمع من المجتمعات، بل هو شيء يصنع الواقع ويقدمه للقارئ بأسلوب يثري ذائقته الأدبية، مشيراً إلى أن الأعمال الأدبية المهمة والمؤثرة عبر التاريخ، حققت شهرة كبيرة بسبب القضايا التي تناولتها إلى جانب لغة الكاتب وأسلوبه. وأضاف: «لا سبيل لأن تفوز رواية لم تتطرق إلى قضية اجتماعية أو سياسية كبرى بجائزة أدبية مرموقة، وهذا أمر يجب أن يدركه الروائي ويشتغل عليه جيّداً». من جهته، قال الروائي الأميركي مارك دانييلفسكي، الذي دخلت روايته «بيت الأوراق» قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في العالم، إن الروائي مطالب بالاهتمام باللغة وإيقاع كلماتها، كي تجذب القارئ فيتوارثها وتصبح جزءاً منه، مؤكداً أن اللغة هي التي تصنع جماليات العمل الأدبي، وكلما كانت الكتابة ساحرة، كلما حققت نجاحاً أكبر. وأشار إلى أن الرواية يجب أن تأخذ من كاتبها وقتاً كافياً لإنجازها، فروايته «بيت الأوراق» أخذت منه نحو 10 سنوات من الكتابة، رغم أنه يعيش من كتبه، ولا يملك أي مصدر دخل آخر، معتبراً هذا التأني في الكتابة واحداً من أسباب النجاح الكبير الذي حققته أعماله. أما مواطنه الروائي الأميركي بيل لويفيلم، صاحب رواية «جرائم قتل جديدة» الفائزة بجائزة أدبية مرموقة، فقال إن الكاتب في الولايات المتحدة لا يواجه أية قيود في الكتابة، فهو قادر على تناول أية موضوعات بحرية كاملة، بما في ذلك القضايا السياسية والاجتماعية الأكثر جدلاً، وهو ما يعتبره ميزة تسهم في تعدد الأفكار والمواضيع التي يمكن للكاتب أن يعرضها في روايته، مضيفاً أن فن الكتابة عنده متأثر بالعلاقة الرومانسية التي تربطه بالمدينة التي يعيش فيها، فرواياته لا تخرج عن نطاق مدينته، وتدور عادة في شوارعها وأبنيتها، وتتناول شخصيات دأب الناس على رؤيتها، وأحداثاً سمعوها أو عاشوها، ولذلك فقراؤه يشعرون بأن هذه الروايات جزء منهم. ورأى الروائي الجزائري واسيني الأعرج، صاحب روايتيّ «أنثى السراب» و«مملكة الفراشة»، أن الأسلوب الأدبي يجب أن يظل مسيطراً على الرواية، حتى ولو كانت تاريخية، مضيفاً: «عندما تكتب رواية تاريخية، عليك أن تبحث وتنقب في التاريخ ثم تكتب روايتك بأسلوب أدبي متميز». وأكد أن الروائي عندما يفكر بالكتابة في مجال التاريخ سيواجه إشكالات تتمثل في المصدر الذي سيعتمد عليه في ذلك، فما نراه اليوم صحيحاً قد يكون غداً خاطئاً، متساءلاً: «كيف ستكون صورة الكاتب عند قرائه عندما يخطئ في الكتابة التاريخية؟!». مضيفاً أن الكاتب يجب أن يكون له موقف أدبي في ما يكتبه، وأن يبذل في كتابته جهداً لغوياً وفنياً لإمتاع القارئ. مشيراً إلى أن وظيفة الروائي عند الكتابة عن المجتمع ليست تصوير هذا المجتمع بشكل مجرد، بل الكتابة عن القيم، وتحويل المستحيل والمستبعد في المجتمع إلى واقع قابل للتصديق في الرواية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©