الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ثلاث رؤى حول مفهوم الأدب بوصفه أداة تمكين للمرأة

ثلاث رؤى حول مفهوم الأدب بوصفه أداة تمكين للمرأة
16 نوفمبر 2013 00:42
محمد وردي (الشارقة) - أثارت ندوة “الأدب بوصفه أداة للتمكين” التي أقامتها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، مساء أمس الأول في إطار فعاليات معرض الكتاب، وشاركت فيها الباحثة شيرين الفقي كندية من أب مصري وأم بريطانية، والكاتبة صوفية أحمد بريطانية من أصل هندي، والروائية اللبنانية علوية صبح، عدداً من الأسئلة المحورية التي وجهتها الكاتبة الإماراتية عائشة الكعبي للمشاركات في الندوة حول إمكانية أن يكون الأدب وسيلة لتمكين المرأة من الدفاع عن حقوقها ودورها في كل المجالات؟ ولماذا اختيار الأدب كوسيلة؟ وهل يمكن للأدب القيام بهذا الدور؟ وما إذا كانت المرأة العربية نجحت بالاستعانة في الأدب في تحقيق أهدافها أو طموحاتها؟ ولماذا يرتبط موضوع التمكين بالنساء؟ وهل الرجل لا يستخدم الأدب للتمكين؟ وقالت الروائية علوية صبح إن الأدب هو أداة للتَمَكُن من الذات، لمعرفة الإنسان ماذا يريد؟ وإلى أين يتجه؟ أي أنه أداة للحفر أو الاكتشاف بطريقة فنية تؤثر على الكاتب، وعلى القارئ في الوقت عينه. ذلك لأن الأدب بجوهره هو فعل حرية بامتياز، هو ضد العبودية، ضد القهر، ضد الظلم، ولكنه لا يهدف إلى التغيير بوصفه أداة للأيديولوجيا، وإنما يرتقي تلقائيا بالشعور الإنساني إلى مستوى إنسانية الفرد، سواء أكان امرأة أو رجل، فالقارئ عندما يقرأ الكتاب يتغير، لأن الأدب له تأثير على البشر بطريقة غير مباشرة، أي طريقة جمالية وجدانية، والبشر ميالون إلى تقليد الفنون أكثر من الواقع. أما لماذا الأدب؟ فالكاتب لا يقرر أن يكتب تحت فكرة، أنه يريد أن يستخدم هذه الأداة، ولكنه عندما يكتب يسعى للتعبير عن الذات، للتخلص من الخوف، للدخول في عالم المعرفة. ربما لا نختار الأدب بقدر ما يختارنا، كأداة للتعبير عن ذاتنا الفردية والاجتماعية ببعدها الإنساني، وخصوصاً عندما نكتب الرواية. ولماذا نكتب عن الخوف؟ لنطرده من دواخلنا. ولماذا نكتب عن الجسد؟ لنكتشفه. فالأدب يحررنا من سطوة الخوف والصمت، ويعري الذات والمجتمع، ليصل إلى السؤال الكبير عن الحرية في امتلاك الأشياء. من جهتها قالت شيرين الفقي الباحثة في المناعة الطبية، إنها ستنطلق من كتابها الأخير “الجنس والقلعة” الذي كتبته بعد خمس سنوات من زيارات قامت بها إلى بلدان عربية عدة من المغرب إلى العراق، في إطار مهمتها لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة “الإيدز” بوصفها نائبة رئيس هيئة مكافحة هذا الوباء في الأمم المتحدة، وتحدثت خلال زياراتها إلى الكثيرين من النساء والرجال على حد سواء. وتوصلت إلى نتيجة مفادها بأن الرجال والنساء يرفضون الحديث عن الجنس لاعتبارات دينية واجتماعية، وأن الخوض به رذيلة، ولكن الحقيقة أن الرجل والمرأة، في العالم العربي بالوقت الراهن، الحوار معدوم بينهما حتى في غرفة نومهما، لذلك طبيعي أن يكون الأدب هو المتنفس الوحيد للمرأة، وهو أداة ممكنة للتمكين، وأن كل المؤشرات تؤكد إمكانية التحول أو التغيير. إلى ذلك قالت الكاتبة صوفية أحمد، التي صدرت لها رواية”أسرار الحنّة” بالعربية عن دار الساقي في لندن، أنا بريطانية مسلمة، واعرف ديني جيداً، ولكني لا أعرف مثلاً ماذا يجري داخل المجتمع الإماراتي، مثلما أجهل المجتمع المسلم في الهند أو منطقة إسلامية أخرى، السؤال المهم لماذا هذا الانغلاق؟ فالإسلام دين تنوير وتثوير بكل المعاني، أنا بالواقع لا أفهم أسباب الحجر على المرأة، وجعلها موضوعاً للجنس دائماً، واعتبار الجنس خطيئة لا تجوز مقاربتها إلا بالعتمة؟ أما أن يكون الأدب أداة للتمكين، فهو كذلك للرجل والمرأة على حد سواء، لأنه يقوم بتهذيب الشعور وهندسة الوجدان الإنساني عموماً، وإذا ما لجأت إليه المرأة، فلكونه النافذة الأجمل والأنبل، التي يمكن أن تطل من خلالها على ذاتها، لتحكي قصتها ورؤيتها للحياة والوجود.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©