الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بريطانيا: المسلمون ضد الإرهاب

20 نوفمبر 2011 01:58
لقد أثبتت عملية مجابهة الإرهاب المرتكزة على انسجام وتعاون المجتمع قدرتها على منع الأحداث الإرهابية، حيث قامت الجاليات في عديد من الدول، ومن مختلف الطوائف، بإدانة أي عمل إجرامي في سياق رغبتها المشتركة في تحقيق السلام والاستقرار لشعوبها. وعلى سبيل المثال، فقد ساعدت الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة على إفشال نحو ثلث مخططات الإرهاب التي سعى تنظيم "القاعدة" لتدبيرها منذ 11 سبتمبر 2001. وبالمثل في المملكة المتحدة، عمل الناشطون المسلمون لسنوات عديدة من أجل التعاون مع الشرطة لتجنيب مجتمعاتهم المحلية مخاطر الأعمال الإرهابية. وبدلاً من كسب العقول والقلوب، أدت بعض المبادرات الحكومية إلى تزايد ملحوظ في مراقبة الجاليات المسلمة في الدول الغربية. ومن المزعج والعدائي جدّاً تجاه المسلمين أن يعرفوا أن مساجدهم مراقبة، ويتم التجسس عليها من قبل عملاء يعتبرون المسلمين "عدوّاً"، ما يكون له أثر عكسي على التماسك الاجتماعي من خلال التركيز على المسلمين وإرباك مكاسب التعايش التي يحاولون تحقيقها. وفي حالة بريطانيا مثلاً كان أحد التوجهات الساعية لاحتواء التطرف هو تمويل منظمات جديدة وترويجها على أنها صوت الإسلام البريطاني المعاصر. ويمكن لبرامج مجتمعية ناجحة، مثل برنامج "تشانل" Channel الذي يعمل مع الشباب المعرضين للتأثر بثقافة العنف، وتلك التي تعطي أولوية للعمل مع النساء والأطفال من المسلمين، أن تستمر في تشكيل بديل فاعل ضد تفشي العزلة والسخط في صفوف المسلمين البريطانيين. وقد أظهر استفتاء أجري عام 2009 حول توجهات المسلمين البريطانيين شعورهم بالانتماء للمملكة المتحدة، وقد أبدوا احتراماً كبيراً لمؤسساتها. وإذا كان لهذا الاحترام أن يستمر، يتعين على الجميع العمل للرفع من مستوى المعرفة العامة المتعلقة بالتعددية الثقافية، وهي ليست دائماً أكاديمية أو غير منحازة بالضرورة. ومع هذا ما فتئ البعض ينفخ في المخاوف ويستثمر في الهواجس محذراً الشعب البريطاني من "تهديد" الإسلام، و"التطرف الإسلامي" و"الأصولية الإسلامية" وانعدام الاندماج الثقافي. وقد لعب دوراً كبيراً في مثل هذه الحملات أكثر من طرف: الإعلام وبيوت الفكر اليمينية، وغيرهما. وحسب مركز البحوث الإسلامية الأوروبية بجامعة إكستر، فإن "هذه الصور النمطية الاختزالية والشعبوية حول المسلمين في بريطانيا لا تعطي مجتمعنا أي شرف أو سمعة. ويجب على السياسيين أن يكونوا أكثر شجاعة، وأن يرفضوا تلك الأصوات الرخيصة في المشهد السياسي". ومع ذلك تجري مجابهة تلك التعابير السلبية بشكل ثابت من خلال العمل على مستويات مختلفة. وعلى سبيل المثال، تعمل البرامج الثقافية التي تمول بشكل مباشر، أو غير مباشر، من قبل الحكومة البريطانية على تمكين الأصوات المسلمة التي تنادي بالتفاهم والتكامل والتناغم من خلال الصحافة المسلمة وبرامج التلفزة باللغة العربية، التي تعمل في الوقت نفسه على تقوية الروابط بين المنظمات غير الحكومية وتشجع مبادرات دينية وتعليمية منفتحة ومتسامحة. ومن المؤشرات الإيجابية على حضور المشاركة الإسلامية في السلطة السياسية أن عدد أعضاء البرلمان المسلمين في بريطانيا يتزايد باستمرار، حيث تم انتخاب ثمانية أعضاء في البرلمان البريطاني في انتخابات عام 2010، بمن فيهم ثلاث نساء. وقد أكد شهيد مالك، الذي خسر مقعده ولكنه يبقى مشاركاً نشطاً في الحوار بين المسلمين وبقية البريطانيين، أن القائمين بهجمات السابع من يوليو عام 2007 يجب أن يصفهم الإعلام بـ "المجرمين" وليس "المسلمين". وهذا التمييز الدال والموقف الذي يعبر عنه، هو الذي يجب تشجيعه في الوقت الذي تتوجه فيه الحكومة البريطانية نحو نزع فتيل الرهاب من الإسلام ضمن الجدل العام حول التعددية الثقافية والتطرف والعنف. د. عظيم إبراهيم عالم بحوث سابق في كلية كينيدي للحكم بجامعة هارفارد ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©