السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفقاعة التكنولوجية ليست في أوروبا

16 نوفمبر 2015 21:40
إن سوق التكنولوجيا الأوروبي بلغ سن الرشد، بحسب ما جاء في تقرير لشركة «أتوميكو»، وهي شركة رأس المال الاستثماري لمؤسس سكايب «نيكلاس زينسترويم». وأضاف التقرير أن الصناعة تنضج في الوقت الذي تظهر فيه مشاكل في النموذج الأميركي لتمويل شركات التكنولوجيا، وربما ينقذ هذا التأخر الأوروبيين من مصادفة نفس العقبات. وتمثل صناعة التكنولوجيا في أوروبا الآن شبكة قوية، تضم 1.6 مليون مطور محترف، 71487 منهم في لندن التي تعد أكبر مركز. وتضم سان فرانسيسكو 83262 مطورا، لذا فإن الأرقام قابلة للمقارنة. كما أن أوروبا لديها عدد أكبر من المطورين المتخصصين في تطبيقات المحمول (237437) مقارنة بالولايات المتحدة (186602). وهذه الميزة العددية يمكن أن تكون أكبر، لأن أوروبا تنتج ضعف عدد الخريجين في مجالات الرياضيات والعلوم ذات الصلة بالتكنولوجيا مقارنة بالولايات المتحدة، لكن المعايير الثقافية منعت تدفقهم إلى الشركات الناشئة: فالعمل في شركة جديدة يعتبر أقل قبولا من الناحية الاجتماعية من الكدح من أجل شركة مؤسسة. وتظهر الدراسة التي أعدتها شركة «أتوميكو» أن هذا الحاجز يتم التغلب عليه وأنه حتى الأوروبيين من كبار السن يعتبرون المشاريع التكنولوجية خطاً مشرفاً من العمل. وتتركز المشاريع التكنولوجية في خمسة مراكز رئيسية – لندن وستوكهولم وبرلين وباريس وموسكو، التي تستقبل نصف التمويل الاستثماري في القارة – وقد ذكر 62% من المؤسسين أنهم سيختارون نفس المدينة إذا أتيحت لهم الفرصة للبدء من جديد. وقال 12% فقط إنهم سينتقلون إلى منطقة خليج سان فرانسيسكو. ومن أسباب ذلك أن متوسط تكاليف الرواتب لمجموعة تتألف من 17 شخصاً في سان فرانسيسكو أعلى بنسبة 50% منها في لندن التي تعد مدينة عالية الأسعار بالمعايير الأوروبية. وقد حصلت شركات التكنولوجيا الأوروبية على رأس مال استثماري بقيمة 10 مليارات دولار هذا العام. ورغم ذلك، فلا تزال هناك فجوة مالية كبيرة بين المشهد التكنولوجي في الولايات المتحدة وأوروبا. ويظهر ذلك جلياً في مراحل التمويل اللاحقة. بالنسبة لـ «زينسترويم» وزملائه، فإن ذلك يمثل مشكلة. بيد أن فجوة التمويل ربما أيضاً تحافظ على الصناعة الأوروبية في وضع أفضل. ومن المقرر أن يتم طرح شركة «سكوير» للمدفوعات الأميركية للبيع بقيمة 6 مليارات دولار فقط، أي أقل من ثلث ما وعدت به المستثمرين في جولة للتمويل في شهر أكتوبر من عام 2014. وذكر «كيث رابيوس»، كبير مسؤولي التشغيل السابق بالشركة في تغريدة له أن «الحقبة النشطة للشركات الناشئة انتهت». وأشار «رابيوس» إلى أنه أصبح من الصعب الحصول على جولة تمويل متأخرة في الولايات المتحدة. ويحب المؤسسون الصفقات لأن التقييمات الهائلة التي تنتجها -50 مليار دولار لشركة «أوبر» التي تخسر بصورة مزمنة أو 15 مليار دولار لشركة «سناب شات» التي ما زالت تبحث عن نموذج لسك العملة- تساعد على ترسيخ توقعات مستثمري الطرح العام الأولي المحتملين. وعلاوة على ذلك، فإن التمويل الخاص يستمر في القدوم إلى قادة التكنولوجيا، ما يتيح لهم تأجيل «حالة الخروج» على ما يبدو إلى أجل غير مسمى. وربما يكون هذا جزءا من السبب الذي جعل الشركات الأوروبية الناشئة تجمع أموالا أكثر من الشركات الأميركية في الاكتتاب العام الأولي خلال العامين الماضيين. إن تقييميات الطرح العام الأولي وما يليه من رسملة السوق هي إجراء أكثر واقعية يوضح إلى أي درجة تساوي هذه الشركات أكثر من الصفقات الخاصة المبهمة والمثقلة بشروط إضافية. وهذا يعني أن شركات التكنولوجيا الأوروبية «التي تعاني نقصاً في التمويل» ربما يتم تسعيرها بصورة أكثر عدلا من نظيراتها الأميركية. فإذا كانت هناك فقاعة، فهي ليست في أوروبا. ذلك أن جميع شركات التكنولوجيا التي حصلت على رأسمال يزيد على 10 مليارات دولار هي في مكان آخر، وقد لا يعني هذا أن الأوروبيين غير قادرين على الخروج بأفكار عظيمة أو توسيع نطاق الأفكار التي لديهم. ليونيد برشيدسكي* * كاتب في «بلومبيرج فيو» مقيم في برلين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©