انسياب حركة، وتدفق جماهيري أكثر من المتوقع عرفته جزيرة ياس، أمس الأول الجمعة للمشاركة في الحدث السنوي “امش 2013” الذي نظمه مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري في العاصمة أبوظبي، برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وبدعم من الشركة الوطنية للضمان الصحي “ضمان”. وأقيمت هذه الفعالية هذه السنة بعد يوم واحد من اليوم العالمي للسكري، وعرف الحدث حضورا قويا تجاوز المتوقع، حيث شارك فيه أكثر من 20 ألف شخص، في حين كان يتوقع المنظمون مشاركة 17 ألف شخص فقط، وحازت الفعالية التي تُنظم للسنة السابعة على التوالي على حب وثقة الجمهور لما تعرفه من تنظيم محكم ولما تشتمل عليه من تنوع يحتفي بجميع أفراد الأسرة، إلى جانب الشركات والمدارس والمؤسسات والهيئات وغيرها من الجهات.
فتحت أبواب التسجيل لحاملي التذاكر التي لا يتجاوز سعرها 10 دراهم، وهو سعر رمزي حسب القيمين على الحدث، عصر الجمعة الساعة الثالثة مساء، ليتسلم صاحب التذكرة «تيشيرت وكاب»، بعدها يسمح له بالانخراط في الحدث، والتفاعل مع منطقة الترفيه العائلي الذي ضم العديد من المنشطين وألعاباً للصغار، والرسم على الوجه ومسابقات حية في عين المكان، بالإضافة لفرقة «طبول دبي» التي رقص على إيقاعها الجمهور، بينما انتشرت في المنطقة زوايا لعرض عدة فعاليات وطنية ورياضية وترفيهية وأكشاك للغذاء الصحي، ومعرض خضراوات وفواكه، ناهيك عن تخصيص بعض الجوائز لمن يختبر أنواعا من الرياضة ويفوز، واستمتع الجميع بقضاء أوقات مرح واستفادة، ولعب وحركات وموسيٍقى، وهي أحداث توجت بالحدث المهم وهو المشي الذي بدأ بعد العد العكسي في الساعة الخامسة والنصف مساء، ليقطع الجميع 5 كيلومترات أو ثلاث كيلومترات مشيا على مضمار حلبة ياس، وهما مضماران باتجاه واحد، يصعب الرجوع فيهما للوراء، فما كان على الجميع سوى السير في اتجاه خط الوصول ليحصلوا في النهاية على شهادة وصول ومشاركة كتحفيز ومكافأة على المشاركة في الحدث، كما كانت هناك لوحات على طول نقاط المشي كتبت عليها المسافة التي تم اجتيازها، ولم يتوقف المشي على حلبة مرسى ياس بإعلان وصول الجماهير لخط النهاية، بل كان هناك من بدأ المشي في الحلبة بعد الساعة السادسة، بحيث كان المجال مفتوحا للمتأخرين أيضا عن الانطلاقة الأولى، وهناك من فضل افتراش العشب والجلوس قرب أطفاله الصغار الذين خصصت لهم مساحة واسعة من الألعاب الآمنة، والتلوين والرسم، وغيرها من الألعاب التي أدخلت السرور على قلوبهم، مما جعل الحدث يرضي كل الأذواق ويتيح فرصة أيضا للتعرف على حلبة مرسى ياس والاستمتاع بالأجواء الرائعة بها.
382 مليون مصاب
وقد انضم حشد كبير يناهز 20 ألف شخص إلى فعالية “امشِ 2013”، ليمشوا على حلبة الفورمولا- 1 في مرسى ياس، لتأكيد أهمية الرياضة المنتظمة لنمط حياة صحي ومجتمع سليم، محققين أكثر من 70 مليون خطوة، في حين كان يتوقع 60 ألف خطوة فقط، ونظمت الفعالية الرياضية الترفيهية التي تروم رفع الوعي بالصحة العامة وتدفع لمحاربة داء السكري الذي يتعايش معه البعض دون أن يشعر به، على وقع خبر انتشار داء السكري عالمياً، ويقدر الاتحاد الدولي للسكري أطلس 2013 أن عدد الأشخاص الذين يتعايشون مع داء السكري في العالم وصل إلى 382 مليوناً، مما يمثل زيادة 11 مليوناً عن عام 2012. ويقدر الاتحاد أن نسبة مرضى السكري في الإمارات هي 18.98% بارتفاع بسيط عن نسبة عام 2012، حيث كانت 18.9%.
وقالت كارول صنصور دبدوب مدير الاتصال والتسويق ومدير حملة التوعية في مركز إمبيريال كوليدج لندن للسكري، إن داء السكري يعتبر من أبرز التحديات في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم، وعبرت كارول عن سعادتها تجاه مستوى المشاركة المرتفع من قِبل المجتمع في هذا الحدث هذه السنة أي أربعة أضعاف عدد المشاركين في أول مشاركة للمشي سنة 2007.
وتابعت صنصور قائلة “مع مشاركة العائلات والشركات والأطفال في حدث “امشِ 2013”، أثبت بامتياز مدى جدواه كونه فعالية مجتمعية بمعنى الكلمة. وهذا مهم جدّاً لأنه يجب علينا أن نعي جميعا أن هناك أسباباً عدة تدعو إلى الميل لنمط حياة غير صحي قليل النشاط ونظام غذائي غير متوازن، وهذا المزيج ساهم في زيادة نسبة البدانة والسكري في السنوات الأخيرة”.
نظام غذائي متوازن
وأشارت صنصور إلى أن المشي السريع لمدة 30 دقيقة يومياً مع نظام غذائي متوازن هو كل ما يحتاجه أي شخص لتبني نمط حياة صحي يساعده على تجنب داء السكري ومضاعفاته. وأضافت “يشكل حدث “امشِ 2013” جزءاً من مبادرة “امشِ لحياة أفضل”، وهي ركن أساسي في حملة التوعية طويلة الأمد للمركز “السكري. معرفة. مبادرة”. وفي الأشهر الماضية، شملت الحملة فعاليات مشي مصغرة في دولة الإمارات باجتيازها ملايين الخطوات، حيث دعمت المدارس والشركات مبادرة “ابدأ المشي”، وهي حملة مجتمعية شعبية. ويقدّر أن يكون ماراثون المشي قد أتمّ ما مجموعه 74 مليون خطوة.
الوعي بالمرض
من جهته، عبر الدكتور مايكل بيتزر، الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للضمان الصحي “ضمان”، عن سروره بهذه المشاركة، وقال: “نحن سعداء برؤية هذا الجمع الغفير على حلبة مرسى ياس. فهذا يدل على أن مستوى الوعي بأهمية المشي وتبني نمط حياة حافل بالنشاط للتغلب على السكري قد ارتفع بشكل ملحوظ”. وأضاف: “سوف تستمر “ضمان” في دعم المجتمع ضمن مساعيها للحد من انتشار مرض السكري. وقد قمنا بإطلاق العديد من المبادرات الرامية إلى تشجيع المجتمع على تبني حياة مفعمة بالنشاط عبر برنامجنا “أكتف لايف”، ونتطلع للاستمرار على هذا النهج لما له من وقع إيجابي على كافة فئات المجتمع”.
ولم تتوقع نسرين محمد، أن الفعالية الاجتماعية الرياضية “امش 2013” بذلك التنظيم المحكم، وبتلك الفضاءات التي أتاحت للجميع المشاركة بكل انسيابية وأريحية، فكان الكبار والصغار والأسر والشركات والهيئات جنبا إلى جنب حاملين شعاراتهم، وعرف الحدث تفاعلا كبيرا في جميع الأنشطة الترفيهية والرياضية، كما أطلقت المنصة التفاعلية الحماس في صفوف المشاركين وأعلت طاقتهم فقرات قدمتها فرقة “دبي للطبول”، ومجموعة من البهلوانات ومستعرضي الحركات الرياضية، كما أسهمت المدارس في الحدث، حيث شاركت بطلابها الذين قدم بعضهم فقرات رياضية، من بينها مدرسة الظبيانية التابعة للتنمية الأسرية وكذلك مدرسة النهضة الوطنية بأبوظبي، إلى جانب مدارس أخرى للتوعية بأهمية الرياضة والنشاط البدني في محاربة العديد من الأمراض وفي مقدمتها السكري، إلى جانب المشاركات الفردية والأسرية، بحيث عرف الحدث تفاعل أسر وعائلات بأكملها بينما قطع صغار السن والعجزة المسافة، فهناك من قطعها على كرسي متحرك، إلى ذلك، قال محمد ملكاوي موظف بمدينة خليفة الطبية، إنه سعيد بمشاركته إلى جانب أفراد أسرته، لافتا إلى أنه قطع المسافة دون أن يشعر بالإعياء، نظرا لخصوصية حلبة ياس من جهة ومن جهة أخرى كون المشي الجماعي يبث الحماس والمنافسة، منوها بالتنظيم المحكم وبالفكرة. وأضاف: المشي أو الرياضة في جماعات يثير الحماس، كما أن الرياضة في الهواء الطلق تساعد على ممارستها مدة طويلة دون ملل، بينما الرياضة في الأماكن المغلقة لها أهميتها، لكن تظل المناطق الفسيحة تؤدي أكثر من نتيجة خاصة أننا تعرفنا على أناس جدد ومارسنا الرياضة إلى جانب أبنائنا، إلى جانب الأنشطة التي تم توفيرها للصغار فهذا أمر حقق المتعة والترفيه والرياضة للجميع.
«دولتي شكراً»
وفي المساحة المخصصة للترفيه والتوعية المشكلة لمساحة التجمع قبل الانطلاقة توزعت العديد من الأكشاك التي تعرف بمنتجاتها، إلى جانب تقديم حزمات من التوعية والمبادرات الوطنية، عن ذلك قالت مريم محمد الحوسني بالمركز الوطني للأرصاد الجوي والزلازل، إن مشاركتهم تعرف بمبادرة “دولتي شكرا”، وهي عبارة عن لوحة كبيرة تضم عددا من بصمات أيدي كبار السن من الإماراتيين والمقيمين في الدولة والذين تتجاوز أعمارهم 60 سنة، ويعبرون عن شكرهم وتقديرهم للدولة والحكومة وحكامها، على ما بذلوه من جهد في نهضة الدولة ونموها، موضحة أن الهدف من المشاركة في الحدث يكمن في التعريف بالمبادرة ومحاولة جمع أكبر عدد من البصمات، لافتة إلى أن المشاركة مفتوحة في وجوه الكبار والصغار خلال فعالية “امش 2013”، مؤكدة أن جميع المشاركين يدعمون المبادرة إلى جانب كبار السن، والمبادرة ستكون عبارة عن لوحة تعلق في أحد المراكز التجارية في 2 ديسمبر المقبل بعد جمع 1971 بصمة كف وهو تاريخ إعلان الاتحاد، وأضافت الحوسني أن هدفنا أيضا جمع بصمات أيدي العديد من الشخصيات المؤثرة في الدولة والمسؤولين ومن أجل ذلك نزور العديد من الجهات للتعريف بالمبادرة، كما نشارك لدعم اليوم العالمي للسكري وفعالية “امش 2013”.
أكاديمية الرياضة النسائية
“اللياقة على طريقتك الخاصة”، عبارة ظهرت على بوابة رواق أكاديمية الرياضة النسائية التي وضعت رهن المشاركات في الحدث تجريب رياضة الجولف، والدراجات الهوائية وغيرها من الرياضات، وعرفت الجمهور بأهداف الأكاديمية المتمثلة في بث الوعي بأهمية الرياضة النسائية، واستمتعت السيدات من جميع الجنسيات بهذا الحدث الذي أفسح المجال للتقرب والتعرف إلى مجموعة الرياضات التي تقدمها الأكاديمية، عن ذلك، أشارت آمنة المنصوري، إلى أن الهدف من المشاركة يتمثل في دعم الحدث والتوعية بمرض السكري وبمخاطره، والتعريف بالأكاديمية وما تقوم به من تشجيع لرياضة المرأة في الدولة، وأضافت: نشجع رياضة المرأة بالدولة، وخاصة المرأة الإماراتية، حيث أقمنا ونقيم العديد من البطولات منها بطولة البولينج، وهوكي الجليد، وبطولة كرة اليد، كما نقدم الدورات في المجال الرياضي، كما خصصنا اليوم هذه المساحة لتجريب رياضة الجولف، وذلك تشجيعا للإقبال على هذه الرياضة التي ستنظم بطولتها قريبا، ومن البطولات أيضاً التي تم تنفيذها وعرفت نجاحا وإقبالا عليها بطولة الرماية بالسهم.
وأوضحت المنصوري أن الأكاديمية تشجع السيدات الإماراتيات وتقدم لهن كل التدريبات على أيدي خبراء بالمجان لشجيع رياضة المرأة في بيئة تراعي الخصوصيات وتحترم العادات والتقاليد، مؤكدة أنها تعمل على استقطاب السيدات من خلال الدعاية وتوزيع المنشورات والمشاركة في الفعاليات، وعن طريق الجامعات لحث الطالبات على الانخراط في الأكاديمية وممارسة الرياضة التي يحبذنها.
سفراء «امش 2013»
شاركت مؤسسة التنمية الأسرية بـ 500 شخص منتسبين للمؤسسة، منهم الطالبات اللواتي أسهمن في تنشيط الحدث بثلاث فقرات رياضية على منصة الحدث، وأشرفت عليها كل من خولة المهيري رئيس قسم رياضة المرأة ورانيا الشريف منسق فرق رياضية، وقد شاركت في الحدث المدرسة الظبيانية بطالباتها، وبعض الموظفين والأسر بمن فيهم الأطفال والرجال والنساء.
عدد اليوم
