الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشاركة الطفل في أعمال الأسرة تعزز ثقته بنفسه

مشاركة الطفل في أعمال الأسرة تعزز ثقته بنفسه
16 نوفمبر 2013 20:50
أبوظبي (الاتحاد) - بعض الأسر تؤمن بأنه ينبغي أن يكون لكل فرد فيها دور يقوم به، لأن الزمن تقدم وأصبح الأب مشغولاً والأم مشغولة، ولابد أن يساعدهم الأبناء في القيام ببعض واجبات الأسرة. لكن هناك من لا يثق بقدرة ابنه على أن يشتري شيئاً من السوق مثلاً، والأم لا تطمئن إلى غسل ابنتها للأطباق. وعندما يسند الأب إلى ابنه مهمة شراء شيء، ولا يوفق الابن، فإن الغيظ يملأ قلب الأب، وقد يقول له: «خائب منذ خُلقت.. لا تعرف كيف تدبر حياتك».. أو تصرخ الأم: «كيف ستديرين بيتك؟ لاشك أن زوجك مغضوب عليه ليتزوج مهملة مثلك».. وهكذا يكفر الآباء والأمهات بقدرة الابن أو البنت على المساعدة في أعمال المنزل، وتكون النتيجة أن يعيش الابن والابنة معزولين تماماً عن المشاركة في أعمال الأسرة. إننا جميعاً نعرف أن الطفل يرغب في أن يساعد أسرته، ويرغب في أن يساعد نفسه، يفرح عندما يعرف كيف يملأ لنفسه كوب الماء. ويفرح عندما يعرف كيف يرتدي ملابسه وحده. ويمتلئ بالاغتباط عندما تسند إليه الأسرة للمرة الأولى شراء شيء من السوق. إن هذا الإحساس لن يزداد في النمو إلا عندما تتهيأ له الفرصة لمساعدة الآخرين. يجب أن نتذكر أن رغبة الطفل هي أن ينمو وأن يكبر وأن يفعل الأشياء نفسها التي يفعلها الوالدان. والطفل لا يرغب فقط في أن يؤدي الأعمال التي تثير مشاعره مثل قيادة السيارة، ونعرف أيضاً أننا لا نستطيع أن نمنع طفلاً في الثانية من العمر من الكنس بالمكنسة، اللهم إلا بالقوة ولا نستطيع أن نمنع طفلة من أن تشترك مع أمها في عجن الكعك إلا بالقوة أيضاً. والأب يضطر إلى أن يؤنب ابنه حتى يبعده عن مائدة يجلس عليها الأب ليصلح شيئاً ويكون ابتعاد الطفل ضرورة ليركز الأب على ما يفعل. وهكذا نجد أن الابن يرغب دائماً في أن يساعد أهله إن وجد فرصة التشجيع وليس التوبيخ. إن الطفل يشعر بالزهو والفخر عندما نطلب منه أن يفعل شيئاً يجيده، ولابد لنا أن نعرف أن الأطفال كالكبار تماماً، الطفل يسعد غاية السعادة عندما يتم عملاً ما، إنها متعة الإحساس بالمهارة. لكن علينا أن نلاحظ أن هناك مشكلة يجب أن نعرفها جيداً، أن هناك اختلافاً بل وتنافر بين رغبات الأب والابن، وفي نظرة كل منهما إلى أعمال البيت. إن الطفل يحب أن يعد بيده الطعام وأن يغسل الأطباق أو السيارة لا لشيء إلا لأنه يريد أن يقلد أمه أو أباه، وعندما يبلغ الطفل العاشرة من عمره ويعرف أن الأب سيعطيه قدراً من النقود لقاء عمل ما فإنه يقوم بالعمل من أجل لذة الكسب. ولهذا يجب علينا أن نعرف نحن أن الأبناء يختلفون في أهدافهم عنا نحن الآباء. ولذلك لابد أن نطلب منهم القيام بالأعمال التي نريد أن يقوموا بها وأن يكون ذلك بلهجة هادئة فيها إحساس بالصداقة، وأن نساعدهم نحن في أداء هذه الأعمال، كل ذلك يمكن أن ينمي في أعماق الطفل الثقة والحب والرغبة في تحمل مسؤولية القيام بالأعمال التي نريده أن يقوم بها. لكن إذا تسرعنا في إلقاء الأوامر وطلبنا أن يقوم الأطفال بكل الأعمال وحدهم، فإن حماس الطفل منهم يتلاشى كالبخار الذي يتسرب بسرعة، ومن المؤكد أن إشراك الأب ابنه في القيام بعمل ما يعطي الابن الإحساس بالمساواة والصداقة والإحساس الطيب الذي تخلقه الصداقة. إن البذرة التي نضعها في إحساس الأبناء بالرغبة في مشاركة الأسرة ينبغي أن تبذر مبكراً. فالهدف هو خلق التعاون بين الطفل وأبويه، والوالدان هما المثل الأعلى الذي يتخذه الابن، لذلك لا يمكن أن نرهق الابن بواجب لا يستطيعه، ولابد لنا أن نقدم الشكر والتقدير للطفل كما نفعل نحن مع الكبار عندما يؤدون لنا خدمة. وقد يتمرد الطفل بعض الأحيان على القيام بأي عمل في المنزل، هنا يمكن أن نلجأ إلى الحزم، وليس معنى الحزم هو اللوم والنقد، ولكن معنى الحزم هو الإصرار الهادئ ذو النظرة البعيدة لكي ينجز الابن العمل الذي نطلبه منه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©